عندما تربع عبدالفتاح اسماعيل وزيراً للثقافة فترة ما بعد 1963م وعندما أتت بهم بريطانيا وكانوا عملائها أنذاك سلّمتهم الحكم بطريقتها فبدأوا حسب الإتفاق مع بريطانيا بتشويه لكل مرجعيات الجنوب الشريفة وبحكم أن هؤلاء الرفاق كانوا من بيوت الغموض وعيال الشوارع فاختارتهم بريطانيا ليكونوا على رقاب الناس بحكم سوقيتهم وتربيتهم وغالبيتهم كانوا خريجي مقاهي وبارات وشاليهات وليس كلهم طبعاً فكان النادر منهم من كان شريفا فبعدها شوّهوا بسمعة كل مرجعيات الجنوب العربي وكان إعلامهم الليل مع النهار يروج للأكاذيب ثم بعدها بعد أن وجه الناس للكراهية لكل شريف بدأ بالسحل والقتل والتهجير الممنهج لكل قادة الجنوب العربي الشرفاء من المشايخ والسلاطين والتجّار ورجال المال والأعمال وأصحاب المزارع والأراضي الزراعية ومُلاك العقارات والصيادين وأرباب العقول من الدبلوماسيين والسياسة الموزونة بالحكمة والوسطية والاعتدال ثم برجال الفكر والعلم وعقول البلاد ومفكريها الجنوبيين المخلصين أنذاك ثم استمرت المسرحيات الهزلية لفرق الموت المجرمة والفاسقة والعبثية ثم جاء من بعدها محتلي الشمال وشمال الشمال من بعدهم بعد أن سلّم هؤلاء الصعاليك الجنوب طواعية للمتنفذين في الشمال وتم لهذا الزيدي العنصري المتعصب الرافضي ما كان يريده استمر في مسيرة أصحابه حكام الجنوب من أبناء الشمال في تشويه لكل شريف خصوصا مرجعيات الجنوب المعتبرة من المشايخ والسلاطين والعلماء ورجال السياسة المخلصين للجنوب العربي في إعلامهم في سهيل وقنواتهم الرسمية فكانوا يوصفون مشايخهم المجرمين في الشمال على أنهم عقلاء وحكماء اليمن وشيوخ مشايخ اليمن ويوصفون سلاطيننا ومشايخنا ويصورونهم على أنهم عملاء الاستعمار ويظهرون بعض مقاطع وصور ويظهرونها في تعليقهم على أن هؤلاء هم خراب اليمن شمالا وجنوبا ثم توالت المؤامرات لنصف قرن مضى وظهر جيلاً خلال الخمسين سنة الماضية لا يعرف إلا هذا الإعلام فبالطبع تأثر غالبية المجتمع بهذا الإعلام من ناحية وسكت مرجعياتنا في بيان الحقائق والدفاع عن نفسه في إعلام مضاد يقابل إعلام التشويه والإلغاء ولأن مرجعيات الجنوب لا تملك من الوسائل والدعم حيث أصبحوا أفقر فقراء المجتمع وصورتهم مشوّهة فأتقنوا الصمت وفضلوا الصمت على الكلام حتى تجاوز المحتل وأذنابه كل الحدود في تحميلنا وزر النوايا واتهمونا بأننا لم نسكت هذه الفترة الماضية نصف قرن إلا لأننا كما يصفونا بكل نقيصة وعيب وفي الأخير اقتنع الكثير من غالبية شعب الجنوب والشمال على حدٍ سواء بأننا دعاة التخلف والعنصرية والمناطقية والشللية وأننا دعاة جهل ونكره العلم والفكر السديد ونكره المدارس والجامعات والكليات وأننا نحاربها وأننا سبب كل مآسي الجنوب والشمال بينما قد ترك مرجعياتنا المعتبرة الحكم والسيطرة والسلطة منذ نصف قرن تقريبا إلى يومنا هذا ولا زال المسلسل مستمراً في التشويه والإلغاء من ضعاف النفوس وعديمي العقول والتمييز بين ما هو صدق وما هو كذب لأن التخزينة قد تغلغلت في أفواه وعقول الرجل الجنوبي مع النساء وأصبحوا لا يتعبون أنفسهم في التفكير السديد ووزن ما يُقال ويُنشر من التشويه والإلغاء سوى ما أشربوا من هواهم وسمعوا من إعلامهم فلا زال الكثير يكيل التهم بلا برهان ولا دليل ولا رويّة بل وقد تعدّى الكثير منهم في زرع هذه الثقافة بين أبنائه وأحفاده وقد نسى هؤلاء أن الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وبما أن حثالات الحزبيات وأذنابها لا زالوا في مقدمة الصفوف فالناس تبعاً لهم شاءوا أم أبوا !!.. فمادام الكل لا يريد معرفة الحقائق ولا يريد تغيير عقليته ولا يريد إلا ركوب الموجة فكل ما بنا إلا بسبب ظلمنا لمن أراد أن يرفع قدرنا من عقولنا وحكمائنا ومشايخنا وسلاطيننا وعلمائنا ومرجعياتنا المعتبرة وقادتنا المتعلمين وعقولنا الكبيرة سنبقى في الوحل وفي التخبط والجهل والتخلف والعنصرية والمناطقية ولا نفقه بل نجهل كل علم ومعرفة وحق وصدق وعدل ونبقى تحت رحمة المحتل وأذنابه والمروجين بما يحشون في عقولهم من صنعاء وسنحان وصعدة وتعز وإب وسنبقى أسيرين لإعلامهم منذ نصف قرن وهكذا استمر وسيستمر إذا لم تتحرر عقولنا وثقافتنا المخدّرة فكريا وثقافيا وإعلاميا وقتاليا في الولاء للشمال وإن أظهرنا ولاءنا للجنوب العربي ولكن ولاءاً جنوبيا بالطريقة التي يريدها لنا المحتل والغازي ولا زال الغالبية ينفذها بحذافيرها وإن ادعى بأنه جنوبي المنشأ إلا أن ولاءه بالطريقة الإستحمارية الإستعمارية وهو لا يفقه ولا يعرف ويصر بأنه لا يفقه ولا يعرف ولله في خلقه شئون وهو حسبنا ونعم الوكيل .