ثقافة التدمير، ثقافة التصفيق ، ثقافة التبعية لكل ناعق وباطل ، ثقافة الجبروت على الناس في المدن وفي القرى وفي الشوارع ، ثقافة هدم القيم وتقطّع المسافرين والمارين في الطرقات وسلب ممتلكاتهم وتخويفهم وترويعهم ، ثقافة التهميش والإلغاء ، ثقافة أنا وغيري الطوفان ، ثقافة خلط الأوراق وتزوير التاريخ لصالح من يصل إلى سدّة القيادة والحكم ، ثقافة التجويع من أجل البقاء على كراسي الوزارة والحكومة ، ثقافة السلب والنهب باسم الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر، ثقافة أن نغير فيصبح الشريف فاسقاً ويصبح الفاسق شريفاً وأميناً ، ثقافة تدمير قيم المجتمع وتجهيل أبنائه ثم حشو عقولهم بما يريد متنفذي الشمال والتبعية لهم وما يخدم توجهاتهم المدمّرة هذه هي الثقافة التي لامسناها وشاهدناها منذ أن عرفنا أنفسنا إلى يومنا هذا ولمدة نصف قرن مضى وهذه الثقافة هي ما عايشناه وشاهدناه منذ نعومة أظافرنا إلى يومنا هذا من المتنفذين من أبناء الشمال وشمال الشمال سواء كانوا زيدية أو شافعية أو سنية شمالية المنشأ والمصدر والمنتج ، يصولوا ويجولوا بمثل هكذا ثقافة ونحن ندندن ونردد بما نسمعه ثم نعقله وإن وُجِد من يعقل فكفّته ضعيفة لأن التشويه والإلغاء سيصبّ عليه من كل وجهه يتجهها فإن أراد بتوعية المجتمع بمثل هذه الثقافات المدمّرة وعند أن يحس صاحب القرار الذي يتبنّى تلك الثقافات المدمرة فإنه سيقف له بالمرصاد وقد استطاع أن يجرد الجماهير من العقول النظيفة وقد حشى في عقولهم ما أراد فلن يكلّفه كثيرا فالجماهير ستقوم مقامه في إذابة المصلح المستقيم بل وسيحرك الجماهير لتصفق من بعده بالروح بالدم نفديك يا .... وها هي الملايين المملينة خلال نصف قرن مضى أصبحوا هم من يدافع عن ثقافة الغاب ! وهم من يهتف لها ! إنها ثقافة تبدأ بين هذا المتسلط وقليل جداً من شلّته فيقنعهم بالمجلس السري ثم يظهر لهم الخير والصلاح والتقوى والإيمان والعدالة والمساواة والتقدم والتطور ثم ما إن يربطهم به حباً وتعظيماً وولاءً مطلقاً بعدها تنتشر هذه القلة ومع السنين تصبح كثرة ثم الكثرة الكاثرة ثم تطغى لتصبح سلسلة طويلة من التدمير الممنهج والسير على خطواته خطوة بخطوة حتى أصبح المجتمع يسير تحت ثقافة ما ذكرناه خلال نصف قرن مضى ولا زالت تبعاته مستمرة ومتسلسلة ومنظمة وخيوطها بيدهم فهم من يحرك ويعدل ويبدل ويغير ولكل فترة لون وريح وشم وطعم ولكل فترة طريقة في التلون والظهور وقد تم كل ما أرادوا منذ تحرير الجنوب العربي من بريطانيا عام 1963 م فقد جمعتهم بريطانيا من شوارع وحافات عدن الأصيلة من العمالة اليمنية الشمالية أنذاك في عدن وسلمتهم الجمل بما حمل واختاروا لهم من بلاطجة الجنوب العربي ومن خريجي الشوارع والمقاهي والشاليهات في عدن والفسول الأذناب من كل قبائل الجنوب العربي وأراذل البيوت الغامضة والمهمشة من أبناء الجنوب في قبائلهم أنذاك ثم تحقق كل ما أراد الشمال وأبناء الشمال بحيث أصبح لا يأتي من الشمال ومن سلك مسلكهم إلا إفراط في أي أمر أو تفريط في أمر ليصبح الجنوب كما يشاءون في فوضى عارمة غير مستقر وغير متجانس ومن أساسيات خططهم التي تحققت ولا زالت تتحقق مع السنين والأيام وهي كالآتي : 1- خلق وتعميم الجرائم العنصرية بين أبناء الجنوب العربي وقبائله المعتبرة مثل اليافعي والعولقي والردفاني والحضرمي والأبيني والصبيحي واللحجي والعدين وخلق التنافر فيما بينهم 2- الترويج للتغيرات (على مختلف المستويات) من اجل خلق البلبلة وإشغال الجنوبي بأخيه الجنوبي 3- إغراق المجتمع الجنوبي العربي بالقات وزراعته والترويج له عن طريق بيعه بكميات كبيرة بكافة أنواعه الرخيص والغالي والوسط بين أوساط الشباب وتشجيع النساء على تناوله والترويج له على نطاق واسع بحيث يغرق الكل في تناوله وهي أفضل طريقة لتفكيك الجنوب العربي وإشغاله وتخديره الساعات الطويلة بحيث تصبح كل قبائل الجنوب العربي رجالا ونساء يتناولوه بشراهة وإفراط حتى يتم تمييع أبناء الجنوب وضياعهم 4- تقويض سلطة المدارس والمعلمين ومدراء المدارس وعدم احترام كلمتهم وعدم قبول نصائحهم ونشر ثقافة عدم الثقة بين المعلم والطالب مع تشجيع المدرسين الموالين للأحزاب المتناحرة وإشغال المعلمين والطلبة جل وقتهم في الحديث فكلا ينشغل بحزبه وبزعيم حزبه ومسئول حزبه في المنطقة والقبيلة والقرية بحيث يتم إفراغ عقولهم عن المهمة الرئيسية وهي العلم والتعليم من ناحية ومن ناحية أخرى ضياع الجيل أخلاقيا بحيث بعدها الكل في تناحر فلا يحترم الكبير الصغير ولا يوقر الصغير الكبير فيضيع منهم الولاء لكبارهم واحترامهم وتوقيرهم والقبول بكلمتهم . 5- افتعال هجرات سكانية ضخمة لتدمير هوية المجتمع وهذا قد تم بالفعل بين أبناء الجنوب فأصبح الجنوبي مع السنين لا تعزه إلا بلد غيره ولا قيمة له ببلده وقبيلته ومجتمعه بعد النفور والتحاسد والتباغض إلا بلد غيره فيستقر بالغربة ويترك أرضه الجنوبية إلى غير راجعة . 6- الترويج للإدمان على الكحول والمخدرات والمنبهات وترويجها في كل مدن وقرى الجنوب العربي 7- افراغ المساجد من دورها الحقيقي في العبادة وحشوها بخطباء تكفيريين ودواعش وإشغال المصلين فيما لا طائل من وراءه غير الترويج للأحزاب وسياساتها وزعمائها كما هي المدارس والكليات والجامعات الجنوبية . 8- فرض نظام قضائي يفقد ثقة الناس بسبب تحيزه ضد ضحايا الجرائم وتشجيع الجريمة والمروجين والداعين لها ومنفذيها والوقوف إلى جانبهم ليتم استغلالهم في تنفيذ جرائم فوق الجرائم التي سبقت وهكذا . 9- اعتماد الناس على الدولة والإعانات التي تقدمها وجمعيات أحزابها اللا خيرية بحيث يصبح الغالبية من المجتمع الجنوبي ينتظر متى تخرج الإعانات وهي مدعومة من الدولة ومن السذج من المجتمع المغلوب بحيث يتم كثرة الترويج لها وإبراز أعمالها بأنها خيرية وهي فقط لشراء الذمم بين كل فترة وفترة عند الترويج للانتخابات العبثية الوهمية وخلق البلبلة في صفوف المجتمع الجنوبي بحيث يتم توزيع لناس دون أناس لخلق العداء والحقد والتنافر الجنوبي الجنوبي . 10– مراقبة ولجم وسائل الإعلام الحقيقية التي تدعوا إلى الفضيلة للتخفيف من أثرها والتحكم بها ومحاربة من يدعوا إلى العودة إلى مرجعيات قبائل الجنوب المعتبرة من المشايخ والسلاطين والعلماء والعقلاء والحكماء وأصحاب الرأي والمشورة وكبار السن المعتبرين في المجتمع القبلي الجنوبي فمحاربتهم إعلاميا وتشويه صورتهم بأنهم مناطقيين وعنصريين ومتخلفين ورجعيين ودعاة فتنة ودعاة عادات القبيلة المتخلفة التي تدعوا للثارات والتفرقة بين الناس وحشوا كل الناس على هذا الأساس وأكثر من يقوم بهذه المهمة أذناب المنضويين تحت لواء هذه الأحزاب والجمعيات والجماعات اللا إسلامية واللا خيرية وعن طريقهم يتم التشويه والإلغاء والتدليس بحيث يصبح أي شريف يدعوا للترابط القبلي الجنوبي السني الشريف معروف أمام السذج والغالبية في المجتمع الجنوبي على أن هذا الشخص او الكاتب أو المعلم أو المربي أو العاقل أو الشيخ أو السلطان أو العارف أو الداعية بانه عنصري ومريض وله مآرب أخرى وأنه ... وأنه ... الخ حتى يقتنع المجتمع بذلك بحيث لا يصبح لتوجيهاته أي دور يُذكر. 11- تشجيع انهيار وتفكك العائلات والفخائذ والقرى والقبائل الجنوبية بتشويه صورة مرجعياتها المعتبرة من المشايخ والسلاطين والعقلاء والحكماء والعلماء 12- تشجيع الأراذل والفسول والمنحطين أخلاقيا والحاقدين على نسيج المجتمع الجنوبي المترابط برباط القبيلة وإبرازهم ودعمهم السخي لشراء ذمم البسطاء والسُذج حتى يكونوا بدلا عن مرجعيات وعقلاء قبائل الجنوب العربي .
فكل هذه الخطط تمت وتتم ولا يستطيع أحداً إنكارها بعد اليوم لأنها قد فاحت وانتشرت وبانت وظهرت على حقيقتها وعلى هذا الأساس لا يمكن لوحدة مع هذا العدو الحقيقي المتنفّذ الشمالي العنصري المجرم البغيض أن تستمر وقد فعل في الجنوب كل الذي بيّنت أعلاه فلا ولن يستطيع إنكاره أي جنوبي أو شمالي إلا متآمر معهم ومنضوي تحت لواء أحزابهم الإجرامية ووحدتهم الكاذبة البائرة التي انتهت ولن يعود لها الجنوب العربي مرة أخرى بل كانت الوحدة المشؤمة التي كانت قدوة سيئة في توحيد الصف العربي بعد اليوم بحيث أصبحت رافضية غير مقبولة إطلاقاً ويفهمها كل عاقل شريف سواء كان جنوبيا أو شماليا أو عربيا إلا أن تتغير المفاهيم والعقول ولن تعود وحدة بهذه الطريقة أبداً ، أبداً وقد استفحل العداء فكان أشد من عداء اليهود والنصارى والكفار والمجوس والوثنيين بحيث هؤلاء عدائهم كان ظاهر أما عداء المتنفذ الشمالي فقد كان مبطّن وهو الأشد وقعا على النفوس والعقيدة والأرض والعرض إلا أن يشاء الله فله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو حسبنا ونعم الوكيل وبالله التوفيق.