علنت قيادة التحالف العربي المساندة للشرعية في اليمن، أمس، انتهاء الهدنة العسكرية مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وشنت مقاتلاته غارات جوية كثيفة على مواقع وتحركات الميليشيات في صنعاء ومناطق متفرقة بمحافظات يمنية أخرى، بالتوازي مع استمرار الاشتباكات في تعز، حيث تواصل الميليشيات الانقلابية قصف المدنيين. ووفقاً لبيان صادر عن قيادة قوات التحالف العربي، فقد انتهت الهدنة في الساعة الثانية من ظهر أمس السبت، وأرجعت القرار إلى استمرار الميليشيا الإنقلابية في قصف المساكن وقتل واعتقال المواطنين في المدن التي تخضع لسيطرتهم واستمرار إعاقة أعمال الإغاثة والاستيلاء على المواد الغذائية والطبية المقدمة للشعب اليمني. كما أرجعت القرار أيضاً إلى تكرار الاعتداءات السافرة على أراضي المملكة بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية واستهداف المراكز الحدودية للمملكة. وبحسب البيان «فقد أظهرت هذه الأعمال عدم جدية الميليشيا وأعوانهم واستهتارهم بأرواح المدنيين ووضوح محاولتهم الاستفادة من تلك الهدنة بتحقيق المكاسب». وشن طيران التحالف العربي، أمس، أربع غارات على معسكر المنار في طريق صنعاء - الحديدة، في مديرية الحيمة الخارجية التي يسيطر عليه الانقلابيون، في سياق سلسلة غارات شنها طيران التحالف، الأيام الماضية، استهدفت قيادة المعسكر وشبكة الاتصالات ومخازن للأسلحة . كما شنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مواقع عسكرية تسيطر عليها الميليشيات في جبل النبي شعيب بمنطقة بني مطر، غرب صنعاء، سُمع على إثرها دوي انفجارات عنيفة، فيما اندلعت النيران في المواقع المستهدفة في الجبل. وفي محافظة البيضاء شن طيران التحالف غارة جوية على موقع للميليشيات في منطقة جهيد الشازبي بمديرية ذي ناعم، ودمرت احدى الدبابات فيه. كما قصفت مقاتلات التحالف موقع الجبانة الذي يتبع الدفاع الجوي شمالي مدينة الحديدة تسيطر عليها ميليشيات صالح والحوثي، واستهدفت فيه مخزناً كبيرأ للأسلحة، سُمع إثرها دوي انفجارات عنيفة، فيما لم تتضح خسائر الميليشيا، نظراً لحالة التكتم التي تتبعها قيادات الميليشيات. وفي الساعات الأولى من صباح امس، شنت مقاتلات التحالف العربي عدة غارات على تجمعات للميليشيات بمدينة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء، منها نقطة تفتيش في المدخل الشمالي للمدينة.
في الأثناء، قُتلت امرأة وأصيب 11 مدنياً بينهم أربعة أطفال، أمس، جراء القصف العشوائي المتواصل من قبل ميليشيات التمرد على الأحياء السكنية بمدينة تعز، كما شهدت جبهات قتالية عدة معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى.
وقالت مصادر محلية لصحيفة «الخليج» إن القصف الذي شنته ميليشيات الحوثي وصالح، أمس، استهدف أحياء شعب الدباء وعصيفرة وثعبات والشماسي وكلابة وحوض الأشراف وقلعة القاهرة والجمهوري ، إضافة إلى قرى جبل صبر وأسفر القصف عن مقتل امرأة مسنة وإصابة 11 مدنياً بينهم أربعة أطفال. وأضافت المصادر أن القصف أدى إلى إحراق منازل مواطنين في حي ثعبات شرقي المدينة. ويعيش سكان مدينة تعز حالة مأساوية نتيجة حصار ميليشيات الحوثي وصالح للمدينة ، حيث تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وقد سيطرت على كميات من المساعدات الإنسانية كانت في طريقها للمدينة وبيعها في السوق السوداء ، كما دفع مستشفيات تعز إلى إغلاق أبوابها أمام المرضى والجرحى بسبب عدم قدرتها على تقديم الخدمات الطبية. وشهدت جبهات قتالية عدة بمدينة تعز مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لصحيفة «الخليج» ، دارت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة ثعبات إثر هجوم للميليشيات على مواقع المقاومة في محاولة بائسة من الميليشيات لإحداث تقدم ، وتم التصدي لهم. وأوضحت المصادر أن المقاومة والجيش تمكنا من التصدي لهجوم شنته الميليشيات على مواقع المقاومة بالقرب من مستشفى الحمد وصالة قصر العز شرقي المدينة. من جانب آخر، نظّم العشرات من أبناء مدينة تعز، صباح أمس، سلسلة بشرية وسط المدينة للتنديد بالحصار الخانق الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المدينة منذ عدة أشهر، فيما اطلق ناشطون، مساء أمس، حملة إلكترونية، للمطالبة بفك الحصار عن تعز. ونفذ عدد من أبناء مدينة تعز المحاصرة سلسلة بشرية من جولة الأخوة إلى جولة الحوض وسط مدينة تعز، ورفعوا صور الضحايا وصوراً من الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات ضد المدينة وأبنائها طوال 9 شهور.