لم اكن أتصور في يوماً ما ان الانقسام العربي الحاصل قد يصل لدرجة التخلي عن المبادئ والثوابت التي كانت محوراً هام في حياة الانسان العربي توارثتها أجيال حافظت على تأصلها واقعاً وهدفاً ملموساً الإخلال به إخلال بالكرامة وخيانة لا يجرؤ أحد القدوم عليها مهما كانت الظروف . منذ مده طويله وانا اتابع التوجه السياسي والفكري العربي وادواته الإعلامية وحديث النخب العربية "المصطنعة" ولأسباب عديده لم أتطرق للحديث عن حجم تشوه الفكر العربي وإنحرافه وترهل الثوابت الوطنية حيال قضية العرب الأولى "قضية فلسيطين" ورفض الوجود الإسرائيلي على ترابها العربيه ..
كنت لم أزل متعلق بأمل تمسك العقل العربي بهذه المبادئ على الرغم من وسائل الغزو الفكري المتعدده إلا أن ردود الفعل العربية حيال واقعة استشهاد القائد العربي المحرر "سمير القنطار" اصابتني بالصدمة المريعة والحسرة على واقعنا العربي الهش المتأثر سلباً بوسائل الغزو المختلفه والمموله خارجياً لتحقيق اجنده سنذكرها لاحقاً .
فردود الفعل المستبشره لإطراف عربيه عديده لها توجهها الطائفي ان صح التعبير والصامت لباقي القوئ ذات النفوذ الإعلامي واسع الانتشار خليجياً وعربياً حيال واقعة استشهاد القائد العربي المحرر سمير القنطار تمثل انتكاسة قيمية واخلاقيه حيال "القنطار" والقضية العربية الأولى التي كان الشهيد البطل أحد ابرز المدافعين عنها، يومها كان في السابعة عشر من العمر حيث تولئ قيادة الهجوم على الجيش الاسرائيلي بعملية سميت ب(جمال عبد الناصر) أصيب فيها وتعرض للأسر طيلة 29 عام تعرض من خلالها للمحاكمة وصدرت بحقة احكام عديده وصل حد سنوات السجين المحكومة عليه الى 500 سنه .. ظل القنطار مدافعاً عن فلسطين ومعتقلي فلسيطن ونال لقب عميد الاسرئ العرب والذي اطلق وثاقه بعملية تبادل للأسرئ اجبر الاحتلال الاسرائيلي بقوة النار والحديد على القبول بعملية التبادل في العام 2008م ، فعلى الرغم من اعلان اسرائيل استهدافها للقائد المقاوم سمير القنطار الذي يعمل على تجنيد مقاتلين وتجهيزهم في الجولان المحتل بغرض استهداف اسرائيل إلا أن مطابخ المتطرفين والدواعش ومنبطحي العرب بعضها عملت جاهده للتستر على اسرائيل وعملوا على محاولة اعلان تبنيهم للحادثه في بادئ الأمر عبر آلاف المواقع الإلكترونيه التابعه لهم والبعض الآخر حيوا وشكروا قائد الطائره الاسرائيلية الذي نفذ الضربه على اعتبار ان القنطار يعمل لصالح نظام الأسد متناسين الدرو الذي لعبه ويلعبه القنطار في سبيل الدفاع عن شعبه وأمته وكرامة العرب وفلسطين وقضيتها العربية الخالده .
صراحةً بتنا لا نستغرب ان نرئ انبطاح قيمي واخلاقي اكثر من الحاصل فوسائل الإعلام المنتشره وصاحبة العدد الأكبر من المتابعين العرب تحمل هذه الفكره المموله خارجياً الساعيه لإلها العرب وحرف مسار الاهداف والثوابت العربية من خلال العمل على تظخيم الدور الإيراني والتهويل من مدئ خطورته وتحييد العدو الإسرائيلي عن الواجهة ليس هذا فحسب بل العمل على اعتباره شريك حقيقي في المنطقة ويجب التعامل معه في سلسلة التحالفات سيماء تلك الطائفيه التي يتم الترويج لها وللأسف عبر الإعلام العربي وبواسطة القنوات الأخباريه الأكثر متابعه وكذا ماتسمئ بالنخب العربية التي تظهر على شاشاتها وهي في حقيقة الأمر ليست إلا ادوات مدفوعة الأجر تهدف بالأول والأخير الى حرف مسار العقل العربي وتطوير وسائل الغزو الفكري بالاضافة الى مئآت الآف المواقع الالكترونيه التي تديرها قوئ إرهابية وخلايا تعمل لصالح شبكات الموساد الاسرائيلية واصبحت اكثر قرب من متناول المستخدمين العرب على الشبكة العنكبوتيه وهذا الشي يدركه الجميع واعتقد ان الجميع لاحظ بعدنا الفعلي على ماكنا عليه في السابق بخصوص القضية الفلسطينية وموقف العرب من اسرائيل وكيف في سنوات بسيطه اصبح اخونا المسلم عدواً لنا وعدونا الحقيقي في مأمن ونغض الطرف عنه ، وماجاد به قلمي ليس إلا للتذكير بما يجب ان نضطلع به حتئ لو لم نمتلك المقومات والوسائل .