أكدت مصادر عسكرية في محافظة لحج ل»السياسة» أن المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي عززت من انتشارها في مدينة كرش وأقامت سياجا أمنياً في محيطها منعا لسقوطها في يد قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي التي كانت سيطرت أول من أمس، على مواقع مطلة على كرش بينها جبال البرقعة والقمعة الحمراء ومنطقة الحويمي وباتت على بعد كيلومترات منها، كما دفعت المقاومة بتعزيزات عسكرية ضخمة من معسكر العند إلى كرش للغرض ذاته ما جعل الميليشيات تنسحب من الأطراف الشمالية لمديرية كرش. وقلل محافظ لحج ناصر الخبجي من شأن سيطرة الميليشيات على بعض المواقع القريبة من كرش، قائلا في تصريح ل»السياسة» إن «الميليشيات تريد تحقيق نصر إعلامي ومعنوي قبل المفاوضات المقرر إجراؤها في 14 يناير الجاري والحرب كر وفر». ونفى وجود أي خطر على محافظة لحج وعلى مدينة كرش بوجه خاص، معتبرا ما حدث جزءا من التكتيك العسكري للميليشيات. وأضاف إن «هناك علاقة بين ما حدث من قبل الميليشيات باتجاه كرش وبين ماقام به عناصر تنظيم القاعدة في ميناء عدن أول من أمس، وكل ذلك يندرج في سياق واحد يهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن الوضع في المناطق المحررة ما يزال مضطربا وكذا الحصول على مزيد من أدوات الضغط قبل مفاوضات 14 يناير». وأشار الخبجي إلى أن «العناصر التي حاولت السيطرة على ميناء عدن تشكل خلايا إرهابية على صلة مع ما يجري من أحداث في باب المندب وشبوة ومحافظة لحج لزعزعة الوضع الداخلي وإثارة الفوضى في هذه المناطق وفي محافظة عدن». وشدد على ضرورة تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة ولجم عناصر الإرهاب، قائلاً «لا بد من اتخاذ إجراءات باتجاه تعزيز سلطة الدولة في مختلف المناطق المحررة». ولفت إلى أن العناصر الإرهابية التي كانت تتمترس في ميناء عدن ارتكبت أول من أمس جريمة بشعة بحق جنود جرحوا في منطقة كالتكس عند أطراف الميناء ولحقت بهم وقتلتهم في المستشفى. من جانبه، قال المتحدث باسم المقاومة الجنوبية في جبهات العند قائد نصر ل»السياسة» إن «مقاتلي المقاومة الجنوبية خاضوا معارك بطولية في جبهات القتال شمال مدينة كرش المركز»، مشيراً إلى أن المعارك في الشريجة والحويمي أول من أمس أسفرت عن مقتل 35 من الميليشيات وفرار عدد كبير منهم، كما دمرت طائرات التحالف عدداً من آلياتهم العسكرية.