لاشك ان احتلال مليشيات الحوثيعفاشية للجنوب وما تعرضت له مقدراته من تدمير وأعمال نهب منظم في العديد من المحافظات ومنها لحج وخاصة عاصمتها مدينة الحوطة التي تعرضت لإعمال نهب وتدمير لمختلف المرافق الحكومية والخدمية باستثناء مكتبين او ثلاثة مكاتب اداريه والتي بحسب المختصين تحتاج الى سنوات لإعادة بنائها وتأهيلها لتعود للعمل مجددا نجد ان هناك مرفق خدمي واحد باشر بتقديم خدماته للمواطنين من ابناء المدينه وضواحيها بشكل فوري بعد تحرير الحوطة في الرابع من اغسطس العام الفائت من مليشيات الحوثي وصالح ألا وهو سنترال الحوطة المركزي الذي يشكل انطلاقة لآلاف من خطوط الهاتف وخدمة الانترنت ويمن موبيل للمشتركين . تساؤلات عديدة تطرح عن اسباب عملية التشغيل للسنترال بهذه السرعة ولم يتأثر بما حدث في المدينه من اعمال النهب والتدمير التي طالت كل شي لتجد ان هناك جندي مجهول حافظ على هذا السنترال من العبث والنهب انها قصة الشاب اللحجي الاصيل احمد مهدي علي احمد سعد الفقيه من ابناء المحروسة عاطل عن العمل في العقد الثالث من العمر يروي قصة مع مبنى السنترال المركزي وكيف حافظ علية من السرقة والعبث اثناء احتلال المليشيات للمدينة وبعد خروجها وغياب الدولة والوعود التي قطعتها ادارة المؤسسة بالمحافظة لترتيب وضعه بعد هذا العمل البطولي الذي قام به ولو قام مثله العديد من الشباب في الحفاظ على الممتلكات العامه لما وصلنا الى الحسرة والألم والمعاناة من غيابها اليوم .
يقول الشاب احمد عقب ما حدث في الحوطة وخاصة في السادس والعشرين من مارس وأثناء دخول المليشيات للمدينة وانأ بالقرب من السنترال وكان القومي رحمة الله عليه قد توفاه الاجل في مبنى السنترال بسبب مرض عضال حيث كان متواجد بشكل متواصل مع بداية الازمه وما شهدتها الحوطة في الايام الاولى كون منزلة يقع بالقرب من مبنى السنترال تواصلت مع ادارة المؤسسة بالمحافظة وأبلغتهم بأنني في مبنى السنترال للحفاظ علية وهو واجب دفعنى الى ذلك ما حدث للعديد من المرافق التي دمرت ونهبت في تلك الفترة وكاد السنترال يكون ضمن سلسله النهب ولكن الحمد لله حفاظنا على كل شي فيه من اجهزة ومعدات .
يكشف الفقيه انه تعرض للاحتجاز ما يقارب العشرين يوم من قبل المليشيات اثناء وجودة في السنترال المركزي وتم الافراج عنه وعاد الى المبنى رغم المخاطر التي تعرض لها ولكن في الاخير جاء يوم التحرير وطرد المليشيات من المدينه من قبل المقاومه فيما لازال لشاب في المبنى محافظا علية دون ان يتم نهب حتى مسمار واحد كل الاجهزة الخاصة بالاتصالات لم تتعرض للعبث او السرقة حتى انه تعرض للتهديد والوعيد والإغراء بمبالغ مالية للمساح لبعض الاشخاص بأخذ مولدات كهربائية وهو ما رفضه ومنعهم من ذلك كما انه قام بتوفير مبالغ مالية من حر ماله لمواصلة عملة في السنترال بعد ان قطعت مبالغ مالية كانت تصرف له لتسير العمل من قبل الادارة.
يفتخر احمد انه بعد تحرير الحوطة من مليشيات الحوثي وصالح اعيد بشكل مباشر تشغيل السنترال المركزي بعد تغذية المولدات بمادة الديزل لتعمل كل خطوط الهاتف والانترنت ويمن موبيل إلا في بعض المناطق التي تعرضت لإضرار في التوصيلات والكيبلات وهو ما لم يحدث في الكثير من المناطق التي تحررت.
فرع المؤسسة العامه للاتصالات قال في مذكرة مرفوعة للاداره العامه ان الاخ احمد مهدي قام بحراسة سنترال الحوطة المركزي خلال فترة الحرب وبتكليف من قبل ادارة فرع المؤسسة وحافظ على محتوياته من التخريب والسرقة وهو من ابناء المحافظة الجيدين المشهود لهم بالثقة والامانه ولقرب مسكنه من موقع السنترال ولحاجتنا الية وانتقال الحارس السابق للسنترال من المحافظة نرجوا تكرمكم بتثبيت المذكور بدلا عن الحارس السابق للسنترال علما نه يقوم بحراسة السنترال منذ فترة الحرب حتى هذه اللحظه والتوجيه بالتعامل مع وتمكينه بالعمل بشكل رسمي حسب النظم المتبعه لديكم.
خلصت رسالة المؤسسة ولازال الشاب العاطل عن العمل ينتظر بفارق الصبر صدور قرار التثبيت من قبل الادارة العامه كرد جميل صنعه هذا الشاب بالحفاظ على تلك الممتلكات من العبث والسرقة .
العديد من المواطنين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لموقف ابن الحوطة والذي حافظ وساهم في سرعه اعادة خدمة الاتصالات للمواطنين بعد الحرب والتي اذا تعرض سنترالها للتدمير لانتظرنا عشرات السنين لإعادة إصلاحه من جديد .
ما عملة الشاب احمد يستحق التكريم من قبل مؤسسة الاتصالات وتثبيته بشكل مباشر وبدون تأخير او مماطلة ودفع مستحقاته على اكمل وجة كرد الجميل لهذا الشاب المكافح فمدينة الحوطة المحروسة لازال فيها الخير الكثير رغم ما حدث فهوا لا يعبر عن الوجه الاصيل لتاريخ المدينه العتيقه .