يتابع الشارع الجنوبي بشغف حزمة القرارات الرئاسية التي يصدرها الرئيس هادي من قصر المعاشيق بالعاصمة عدن ' حزمة القرارات التي اصدرها طالت مواقع قيادية لقادة جنوبيين محسوبين على الحراك الجنوبي المكون الوحيد كما يبدوا الذي استفاد من تلك القرارات وتبوأ قياداته لمراكز هامة في محافظة عدن وعدد من الوزرات بعد ان نهج هادي مسلكآ غير حزبيآ في تشكيلة الحكومة . الصبيحة بمديرياتها الثلال طور الباحة والمضاربة وكرش التابعة لمحافظة لحج تتابع بشغف تلك القرارات ليس عشقآ للسلطة بقدر ماهو طموحآ لاستحقاق سياسي في تشكيلة المشهد القادم متوازيآ مع تضحياتهم وفق الاصطفاف الوطني الجنوبي والتلاحم التسامحي في الحرب الاخيرة مع مليشيات الحوثي وقوات صالح -،لم يأتي ذلك الاصطفاف عفويآ بل نتاجآ لسياسة عصبوية إقصائية انتهجها نظام صنعاء على مدى عقدين ونيف ضد شعب الجنوب وارضه تارة بالإقصاء والتهميش وتاره بالحروب ما ولد احتقان شعبي وحاضنه طارده لكل ما يمت للشمال بصلة ' الصبيحة لم تكن بمنأى عن تلك السياسة القمعية لنظام صنعاء ومترتباته ولم تكن بعيدة عن الاصطفاف الشعبي للتخلص من تلك السياسات الإقصائية وجاءت مشاركتها في حرب التصدي للمليشيات الحوثية وقوات صالح في الحرب الأخيرة وقبلها حرب اجتياح الجيش الشمالي لأراضي الجنوب في94م الا نتاجا لتلك السياسات الإقصائية والتعبير عن الرفض لها بل والاستعداد لمجابهتها 'لكن ان تستمر تلك السياسات وتتخذ صورآ مختلفة ذلك مالا يجب ان يستمر او القبول به!!!! لست مناطقيا للبته ولا اميل للتعصب القبلي او المناطقي المقيت والذي سببت تراكماتها حالة السخط الشعبي والجماهيري ضد ديمومتها والمنبوذة اساسآ من مجتمعنا الجنوبي؛ لكن ان ترى سلوكآ مغايرآ تعاد فيه عقلية الاقصاء والابعاد بل والغاء ادوار وطنية ذلك ما يلاحظه المتتبع الحصيف للقرارات الرئاسية الأخيرة ومسلكها الإقصائية . الصبيحة ليست حالة عالقة بل هي تاريخ نضال وتضحيات وتلاحم مع الجنوب ونسيجه الاجتماعي –فبقدر مشاركتها الفاعلة تاريخي بالمقابل لم تكن غائبة او مغيبة من المشهد السياسي كاستحقاق وطني ليس في حدوده الدنيا الوظيفية والتنفيذية بل تعدى ذلك لقمة الهرم السلطوي والحكومي كحالة قحطان وفيصل الشعبيين على مدى بعيد وياسين نعمان ومحمود الصبيحي واحمد المجيدي في العقود الأخيرة كرمزية حضور سياسي استحقاقي متوازيا لحضور الصبيحة الفاعل في المعترك الثوري التحرري والنضالي . بالأمس كغيري من المتابعين للقرارات الرئاسية جاء قرار واحد اشبه بالعقيم صدر باستحياء عين فيه العميد احمد التركي قائد اللواء 17 مشاه وقد صنف بالقرار الداخلي لعدم نشره في الوسائل الاعلامي وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي 'ومع ذلك لم نرى ذلك القرار موازيآ لحالة الصبيحة الاجتماعية والنضالية واسهاماتها الثورية فيما لم تزل قائمة القيادات العسكرية بين انتظار تسوية مظلوميتها والمثل القائل كأنك يا ابو زيد ما غزيت . في تقديري الشخصي كمتتبع للقرارات الرئاسية الأخيرة انها لم ترتقي للمستوى المطلوب لخلق حالة توازن جديدة للمجتمع تتوازى بالحالة التراكمية للمظلومية بفعل انتهاج السياسات الإقصائية العقيمة فإعادة الاعتبار ورفع مظلومية شعب الجنوب تطلب انتهاج سياسة متوازنة تنبذ فيها الحالة الإقصائية والدونية حتى لا تستنسخ السياسات العقيمة .