تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لتقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم بالمملكة العربية السعودية، ويُعرف عن الملك سلمان - منذ أن كان أميراً للرياض - الحزم في الأمور واهتمامه الشديد بالثقافة وصداقاته لكبار رجال الفكر والسياسة والإعلام العرب والأجانب، مما خلق منه قائدا استراتيجيا فذا، حولته إنجازاته الى قيادة خليجية وعربية وإسلامية تاريخية تنظر لها الشعوب جمعاء بمنظار التقدير والإعجاب. لقد علم الملك سلمان أن اللعبة السياسية حالها كحال اللعبة الرياضية، من يركز خططه فيها على الدفاع والمجاملة لا يأمل في النصر قط بل جل ما يرتجيه التعادل مع الخصوم أو الهزيمة. أما التحول للمبادرة والهجوم كما قام بذلك الملك سلمان وقياداته الشابة ، والأخذ بالحسم وعدم الانخداع بمعسول الكلام الذي يخفي الأطماع وسوء النوايا ، واستحضار تاريخنا العربي والإسلامي الذي يعلمنا، كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إنه ما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذلّوا، وما ذكره أبو تمام في قصيدته الشهيرة أن السيف أصدق أنباء من كتب المنجمين والعرافين ومراسلات الدبلوماسيين والمبعوثين ، فهو طريق السؤدد والانتصار المجلل بالغار. لقد أنذر ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قيادات صالح والقيادات الحوثية وحذرهم من هجوم قواتهم المنقلبة على الشرعية على عدن فلما استكبروا وتمادوا رأوا ما لا يسرهم، فقد شكّل الملك سلمان التحالف العربي للحفاظ على الأوطان (كما شكّل بعده التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب) وأولها اليمن، فاستطاع ذلك التحالف أن يحرر 75% من الأراضي اليمنية خلال أشهر قليلة في وقت لم يحقق فيه التحالف الدولي المكون من 60 دولة وخلال عدة سنوات شيئا يذكر في شمال العراق وسورية بل على العكس حيث تمددت « داعش » تحت ضرباته حتى استولت على أغلب الأراضي العراقية والسورية. إن علينا أن نتصور للحظة ما كان سيؤول إليه الحال في اليمن لو لم ينتصر التحالف العربي للشرعية اليمنية، لقد أعلن الحوثيون بغرور بالغ نواياهم التوسعية والتدميرية منذ اللحظات الأولى لانقلابهم فقد أرادوا أن يفتحوا مطارات وموانئ اليمن للقوى الدولية ومخالبها الإقليمية الهادفة لتدمير ما تبقى من الدول العربية، فيمتلئ اليمن بالسلاح والرجال للهجوم على الشمال أي على السعودية وبقية دول الخليج، ولكنا نشهد اليوم بدء سلسلة حروب تمتد لعقود تهدف إلى القضاء على السعودية مهد العروبة والإسلام وأحد مراكز الحكمة العربية والداعمة الأولى لكل مشاريع التنمية العربية والإسلامية. ولم تتوقف خلال حرب اليمن التي يبالغ بخبث شديد في كلفتها حيث ان ما يستخدم بها هو طائرات ودبابات وأسلحة خليجية وعربية مشتراة في السابق وموجودة بالهناجر والمخازن ، كما ان الخسائر البشرية لدى قوى الشرعية والتحالف هي في حدودها الدنيا ، أي أمور تنموية بالسعودية، بل استمرت عمليات الإصلاح وافتتاح المشاريع التنموية رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط واستمرت المملكة بقيادتها الرشيدة تحارب بيد وتبني بيد . آخر محطة : رغم ان عدد سكان اليمن أكثر من عدد سكان سورية، ورغم أن قوات التحالف ليست يمنية، إلا أننا لم نشهد عمليات رمي البراميل المتفجرة على السكان في اليمن كما هو الحال في سورية ، كما لم يشهد اليمن عمليات تطهير مذهبي وتهجير للملايين إلى أوروبا كما يحدث في سورية ، ولم تقم القيادة السورية بعمليات إعادة أمل لشعبها كما تقوم بذلك السعودية في اليمن ، بل أحضرت القيادة السورية قوات أجنبية لا عربية للمساعدة في قتل وتهجير شعبها !! . ( نقلاً عن الأنباء الكويتية )