لاتزال الدماء الجنوبية تسيل على قارعة الطريق ولاتزال أيادي الغدر وسفاحين الدماء تصنع ضحاياها الابرياء يوميا في شوارع عدن الحبيبة ، عدن اليوم تنزف ، عدن السلام والمحبة والبراءة اليوم تدمع عيناها دماء . ثمن باهظ تدفعه هذه المدينة الحبيبة التي احتضنت الجميع بدفء حبها وأمنها ومدنيتها المعهودة. حاليا صارت الاغتيالات روتين يومي معاش وكوادر عدن والجنوب يتساقطون تباعا جراء وضع امني هزيل لايزل يواجه معوقات جمة في سبيل انجاز السكينة والاستقرار التي هي اليوم مطلب وحلم كل مواطن شريف.
وتيرة الاصلاح الامني واستعادة مقومات الدولة تسير ببطى والمشاريع المؤملة لاعادة الحياة الى عدن تنفذ وفق معيار طويل الامد، نعم كلنا ندرك ان هناك جهود و مساعي ايجابية وضعت للخروج من عنق الزجاجة ولاكن الظرف المادي وتراكمات أكثر من عشرون عام فساد هي من تبطئ مسيرة الاصلاح وتنثر سموم العبث القتل وسفك الدماء.
مايحدث في عدن اليوم من غدر واغتيالات هي فاتورة النصر والنجاح الذي صنعته هذه المدينة الحبيبة وأبطالها منذ اندلاع الحرب العام المنصرم..بل هي سلسلة فواتير مدفوعة منذ أول مسيرة للثورة الجنوبية في عام 2007م.
أكيد إننا نعيش حاليا الخوف والقلق الا إننا على استعداد لتحمل أكثر من هذا وسنصمد حتى تقف عدن على أقدامها ويعم الامن والاستقرار وتعود الحضن الدافئ لكل أبناءها ..
عدن اليوم تناشد كل أبناء الجنوب إنقاذها بتكاتفهم وصمودهم واخلاصهم ..الامن مسؤولية الجميع ومايحدث اليوم الكل مسئول عليه وعلى عاتقنا صلاحنا وصلاح بلدنا أما إذا فسدت قيمنا وشابت أطماعنا وأنانياتنا فان وضع البلد وتضحيات أبطاله ستذهب هدرا وتسوء عاقبة الامور ، وسنظل ندفع الثمن من دمائنا ومستقبل أجيالنا القادم. اليوم أصبح القاتل طليق يرتكب أشنع الجرائم دون ان نحرك نحن ساكن مانجيده هو انتقاد الاخرين وتحميلهم مسؤولية مايحدث بينما نحن أنفسنا من تخلينا على امن بلدنا ومصالحة وكأن الامر لايعنينا ..الكل محاسبين على مايحدث والتفافنا حول مصلحة وطننا هو حبل النجاة والامل الوحيد...ياترى هل سنتفق ونخلص لوطننا جميعا ونرفض كل مايحدث من سلوك خاطئ؟؟ .
نعول الكثير على أشقائنا دول الخليج مواصلة دعمنا بكل الجوانب لان مانراه اليوم هو ايضآ نتاج قلة الدعم والامكانيات ..وقوة مؤسسات الامن والجيش لاتأتي الا بوجود الامكانيات المادية الكافية . الدماء تسيل والامكانيات شحيحة والوعود كثيرة والعمل راكد وبطيئ هذه واقع اليوم في عدن والجنوب عامة...إلا إننا لانزال نأمل ونحلم ولايمكن ان تصيبنا أساليب القتلة وأنظمتهم بالقنوط والاستسلام .