1// ليس ثمة خيارات أخرى متاحة ، فدائرة الانفلات الأمني تتسع كل يوم وبشكل مرعب، ففي كل نهار حوادث إغتيالٍ ، وانفجارات ، وياما في الجعبة ايضا .. وهناك أجانب يقبع معظمهم في مساجدنا وغيرها ، وليس ثمة من يسأل عن شرعية وجودهم على أرضنا ، وهم من جنسيات عده ، فهناك الروس والأمريكان والأفغان والجزائريون..الخ ، وتحركات معظمهم مشبوهة ، فهم لايعملون مطلقا ، ولكنهم متخمون بأوراق البنكنوت الثقيلة ، ويتردد عليهم مشبوهون بلحاهم الكثة ، وهنا أكاد أجزم ان هؤلاء في لحظة ما سوف يعلنون أنهم دواعش ، وان كانوا يقولون أنهم سلفيون الآن ، ونعرف جميعا عن الأفارقة المتدفقين يوميا إلى تخومنا الملتهبة أصلا ، وبلادنا ليست بأفضل من بلادهم اليوم .. فماذا بعد ؟! 2// المشهد الجنوبي اليوم متخمٌ بمشاهدات اقل مايمكن توصيفها به أنها كارثيةٌ، وسدنة الملف الأمني ، أو من جيئ بهم مؤخراً وسط تفاؤلنا وترحيبنا بهم ، إضافة إلى كل السلطة الموجودة في عدن ، كل هؤلاء يتحركون بثقلِ خطى السلحفاة ، لأنهم يتحركون وكأن أيديهم مغلولة إلى وتدٍ ضخم ، ومَردٌ ذلك إلى قصَرِ الرؤية الحصيفة في قرأة تجليات المشهد الجنوبي وماينضحُ بهِ ، ناهيك عن قِصَرِ ذات اليد للحركة بكفاءةٍ وفاعليةٍ .. ولذلك فأن الوقائع التي تتشكًلُ على الأرض هي بنفس خطى السيناريو السوري والليبي وتكاد تكون غائبة عن نظرهم، بل هي تسبقهم بمسافاتٍ شاسعة..
3// لا نتطيًرُ شؤماً ، لكن مجريات الأحداث على الأرض مربكة بدون ريبٍ ، وملمح السيناريو في الدول العربية الملتهبة يتخلًقُ في رحم جنوبنا وبوتائر متسارعةٍ مثيرة لما هو أكثر من القلقِ ، فارض جنوبنا اليوم حبلى بكل مفاعيل هذا السيناريو الأسود ، وأكثرها حضوراً وبكل صراحة هو في تفاقم تواجد أبناء محافظات الشمال الذي من الممكن للكثيرين منهم ان يبيعوا أنفسهم ولو للشيطان وبحفنة ريالات وحسب ، وهذا أكيد وقطعي بحكم المشاهدات الواقعية والحية ، فهم لم يحرروا أراضيهم بسبب ذلك ، كما وليس الآن أوان البيع والشراء وطلبة الله في ارض تلتهب من كل أركانها ، ولاحظوا ان كل من يدخل المتفجرات والأسلحة إلى جنوبنا هم منهم ، وكل الضبطيات على الحدود وفي الداخل تؤكد ذلك وبالقطع ايضا ..
4// لانريد المزيد من الخوض فيما قد يعتبره هؤلاء مساساً بالتابو المقدس لديهم -- الوحدة -- في الوقت الراهن ، مع انه لم يعد هناك مجالا للحديث عنها بعد الآن، ومع ذلك فالمسألة هي مسألة امن الجنوب ، ومسألة معركة بقاء ووجود ، أو على الأقل كيف نحافظ على ما أمكن من مستويات الآمن والاستقرار الذي تحقق في جنوبنا بعد سحق الحوثعفاشيين وطردهم من تخومنا ، وقد خسرنا لأجل ذلك طابورٍ طويل من الشهداء والجرحى والمعوقين ، فليس ثمة خيارات أخرى أو مخالفة ، كما وعلينا ان لانجنحُ للتفكير بسطحية وسذاجة كدأبنا دائما ، فثمة دلالاتٍ ساطعة لاتخطئها عين بوجود أصابع خارجية تحرك إعتمالات المشهد الجنوبي المحتقن اليوم ، أو ان نظل أغبياء كل الغباء عندما نجزم ان ربان كل هذه الإرباكات السوداء في جنوبنا هي فقط من صنيع وذكاء المأفون عفاش لوحدهِ ، فهو أصغر وأتفه من أن ينهض بكل ذلك بمفرده وأدواته وحسب ..
5// نكررُ أننا لانتطيّرُ شؤما ، ولكن اصرار الرؤية الخارجية على تمزيق رقعتنا الشرق أوسطية هي واقع مؤكد على الأرض ، وواهم من يقرأ الأمر بخلاف ذلك ، ولذلك على قيادة جنوبنا وأمننا أن تقرأ تجليات الأحداث بصورة مغايرةٍ لما دأبت عليه في أدائها التقليدي والعتيق ، كما وعليها ان تتحرر من ربقة الدونكيشوتية بالتصدي للحظة الراهنة الصعبة بأدواتها العتيقة المتكلسة وعقليتها التي ارتهنت وتقوقعت عند الأداء الأمني بالأمس .. فاليوم واللحظة غير..أليس كذلك ؟!