يسكنني وجع مؤذي بعمر أزمتي , فلذعاتهم مررتها لازالت في فمي , حينما صبرت وتحملت وصمدت , وعيني ترى الظلم يجتاح مدينتي وبلدي , حينما قررت ومعي الشرفاء للتصدي وانتابني حنين التحرر والاستقلال من عبوديتهم , وانتفضنا , فقارعنا الظلم , وثقافة عفاش في عدن والجنوب , قارعناهم في أوكارهم ,عندما سخروا الجامعة والنقابات والمدرسة والأندية والمنتديات , ليروجون لديمقراطية عفاش ,وجلوسه على كرسي السلطة , وهو يتبادلها مع عفاش , كانوا يسمونه صانع الديمقراطية , وهم الذكاء يراهنون على غبائنا في خداعنا , كنا حينها نذهب أليهم في منتدياتهم , نعريهم نجعل الحاضرون يسخرونا منهم , حينها كانت عصاتهم غليظة وجلودنا نحيفة , وصوتهم جهور ومرعب وصوتنا ضيف ومتعب , وكيمراتهم تدون ما يقال , نتنقل بين عدن وأبين , و نغير مسار الحوار لمجرى يفضح زيفهم ويعري حقيقتهم , أدواتهم معروفة ليس لي وحدي بل لكل أبناء عدن والجنوب , يبدوا عليهم رغد العيش , وامتلكوا وتملكوا , وبغوا وتلطخوا , و ظلينا نقارع ونوعي ونفضح , حتى بزغ الأمل , وتوالت الأحداث عليهم , وانكسر حاجز الخوف والصمت , وتزايد عدد الأحرار , فبدأت الثورة وزرها عليهم , وبدأ بعظهم ينط نحونا تاركا وحلهم نافذا بجلده , قبلهم الثوار فالثورة ملك للجميع وتمحي ما قبلها بشرط أن تُخلص لها ,فكرروا حربهم الظالمة وفضحت الكثير منهم . اليوم أجدهم ثوريين وهذا من حقهم , لكن فيهم من ثقافة عفاش وحنينا له , كلما أجدهم يتصرفون بنفس العقلية مراهنين على ثوريتهم المصطنعة , تسكنني خيبة أمل وألم الانتظار والكثير من اليأس , في تأخير النصر المؤزر , والتغيير لحالا أفضل , عندما أجدهم يتصدرون المشهد , ويتحدثون بلسان الجنوب وعدن التي مرمروها بعلقمهم وطعنوها بخنجرهم وأدموها وعزروها بفسادهم , ونهبوها بجشعهم , اليوم برز حنينهم عليها يذرفون دموع التماسيح طمعا في البقاء على كراسيهم متمسكين بتمايزهم الذي وهبهم إياه عفاش , وانتخاباته المزورة الكل يعرف كيف كانت تدار , تمسكهم بنتائج تلك الانتخابات جزءا من حنينهم للماضي وعفاش ,ونكرانهم للثورة وأهدافها والتغيير والتحول المنشود . قلوبهم استعبدها التبلد افقدهم لذة التغيير والطهارة والحياة المثلى , لا يميزون غير مصالحهم غير مباليين بالمصالح الوطنية , و وعي الجماهير واستيعابها للمتغيرات , يتوهمون انه باستطاعتهم الاستمرار بخداعها وتبديد أحلامها وإعاقة مستقبلها , هم اوهن من خيوط العنكبوت فحياتهم فساد وإفساد وتاريخهم مزري ومعيب , ومستغلين تصالح الثورة مع الجميع , ما يحدث اليوم يتطلب فتح ملفاتهم , وتعريتهم للملا , ليعرفون حجمهم الحقيقي ومقدارهم السياسي والاجتماعي البائس , بالبحث الدقيق سنجدهم اليوم خلف ماسي عدن , شركاء الإرهاب وجرائمه , هم المستفيدون من إعاقة الثورة والتغيير , هم المرعوبون من دولة النظام والقانون فسيطولهم جزء ما اقترفوه بحق عدن والجنوب , هم من يزعجهم ان تستقر عدن لتكون عاصمة الجنوب , وسمعتها من فم احدهم جهارا نهارا . اليوم تراهم صورة طبق الأصل لعفاش ناكرا فساده ونتائج بغيه وعنجهيته واستبداده , متمسكا ببقائه كمعيق للتحول والنهوض , كلما برزت فضيحة من فضائحه , تجرد من الخجل و الأخلاق , حتى أمولنا التي نهبها بكل بجاحة قالها هي أموال خاصة وهدايا ودعم , مثل هذا لا يناصره سوى أقذر منه من حثالة المجتمع وهم كذلك , كانوا له طائعين ناصرين راكعين , أول من يستقبله من المطار إلى معاشيق والسير في موكبه مبتهجين والصور معه في مكاتبهم مفتخرين , والمؤسف ان بعضهم قد تجاوز الأجلين ليتقاعد لكنه يصارع الشباب في حاضرهم معيقا مستقبلهم , حجر عثرا أمام ثورتنا المباركة أزيحوها لتنطلق لفضاء الحرية والعدل والمساواة .