خلال فترة الحرب و في أوج الهجمة الشرسة التي قامت بها قوات صالح والحوثي "الشمالية" على عدن وكثير من المحافظات الجنوبية، وبينما كان أبناء الجنوب الابطال يقاومون بشراسة تلك الجيوش الضخمة بإمكانياتهم البسيطة كانت هناك أصوات شمالية ممن تدعي مولاتها للشرعية تبرز تخوفاتها سراً وعلانية من تمكن الجنوبيين من السيطرة على أراضيهم، وكانوا يعلنوها صراحة بتفضيلهم بقاء سيطرة الحوثي ومليشيات صالح على الجنوب اذا كان البديل هو سيطرة الجنوبيين، وبالتالي حاربوا المقاومة الجنوبية بشكل غير مباشر من خلال اصطناع "مقاولة" مزيفة في تعز وقليل من المناطق الشمالية لتحويل الانتباه عن عدن برغم ما كان يعانيه ابنائها من بشاعات لا يمكن حصرها، ونجحوا في ذلك من خلال تحويل كل الزخم والتضخيم الاعلامي الى تعز، فما زلنا نتذكر كيف مارست قنوات مثل الجزيرة و الحدث كم هائل من التضليل لما كان يحدث في الواقع على الأرض، ولم يكتفوا بذلك فقد علموا من خلال عناصرهم المتواجدة في الرياض على نقل احداثيات خاطئة الى قوات التحالف أدت في أحيان كثيرة الى تعرض المقاومة الجنوبية للقصف في عدة مواقع، وساهموا ايضاً في تأخير الحسم الذي كان سيتحقق في فترة مبكرة حيث كانت القيادات الشمالية في الرياض تحاول أن توهم قيادة دولة التحالف العربي أن الجنوب سوف ينفصل في حال تم دعم المقاومة الجنوبية وانتصارها، وفعلاً تم لهم ما اردوا فقد تأخر كثيراً وصول الدعم بسبب تلك الافتراءات، ولم يكتفوا بذلك فقد حرصوا على بقاء الجزء الأكبر من الجنوب تحت سيطرتهم من خلال القوات الشمالية الموالية لهم في محافظتي حضرموت والمهرة أو من خلال الجماعات الارهابية التي هي صنيعة علي عبدالله صالح والجنرال علي محسن الأحمر، وايضاً من خلال زرع افراد وشخصيات جنوبية تنتمي لجماعة الاخوان في صفوف المقاومة الجنوبية ليتسنى لهم ركوب موجة انتصاراتها وتضحياتها بواسطتهم، وأخيراً تم اصدار التوجيهات لخلاياهم الارهابية ليباشروا نشاطاتهم المدروسة والمخطط لها بدقة والمدعومة مالياً لزعزعة الأمن في عدن والمقصود هو افشال القيادات الجنوبية التي اسندت اليها مهام حفظ الأمن وإعادة البناء، وليثبتوا للعالم أن الأمن لن يتحقق إلا بواسطة القوات الشمالية التي ستلعب دور المخلص والتي سيستثب الأمن لها فوراُ في حال قدومها وستختفي كل هذه الجماعات وتعود الى جحورها بمجرد اتصال هاتفي من جنرالات صنعاء حتى يطلبوها في مهمات أخرى مستقبلاً، وكل هذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن النظرة السائدة للجنوب من قبل قوى النفوذ الشمالية بأنها غنيمة يتقاسمونها فيما بينهم، وعلى أنهم جميعاً متفقون عندما يتعلق الأمر بالجنوب مهما كانت اختلافاتهم أو صراعاتهم الداخلية.