هي ثورة بسبب المعاناة انطلقت و من رحم الثورة الجنوبية التحررية الشاملة التي انطلقت في 2007 ولدت والتي تحمل هذه الثورة مشروع تحرري عظيم وكبير الذي طالما ويحلم به الجنوبيين ويسعون إلى تحقيقه .. ثورة انطلقت من ساحة المنصورة وشوارعها ومن بين أزقتها لتعانق الناس وبدأت في التوهج وفتحت آفاق واسعة للجنوبيين وبفضل هذه الثورة الصغرى كسر أبناء العاصمة عدن حاجز الخوف ليتحدون تلك العربات والمصفحات ويواجهون صلف وبطش جنود الجيش اليمني المدججين بالسلاح والمتمترسين خلف تلك المصفحات والضاغطين على الزناد بأصابعهم المرتجفة والملطخة بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء . إنها ثورة 16 فبراير الجنوبية والتي كانت نقطة تحول في مسار الثورة الجنوبية الكبرى والمباركة .. ثورة بفضلها أيضا مد أبناء العاصمة آياديهم لأبناء الجنوب واستقبالهم وفتح صدورهم أمام كل الجنوبيين التواقين إلى الحرية والاستقلال من اجل النضال جنبا الى جنب ليصبح االشعب الجنوبي موحدا ومعه اصبح العلم الجنوبي ايضا يرفرف في كل مكان وفوق كل وبيت والشعارات تملأ الجدران والأهازيج والأغاني والأناشيد الوطنية الجنوبية في كل ساحة وحي في عاصمة الجنوب التليدة، حينها تعددت وسائل النضال السلمي وتنوعت أشكاله وصوره وبدأت الأحلام تكبر والآمال تتعاظم لدى الجنوبيين لتشهد عدن مسيرات ضخمة في كل مديرياتها لتكون فيما بعد عدن قبل أن تكون عاصمة الجنوب التاريخية فهي أيضا أصبحت موطن الحراك ومعقله بعد أن كان الحراك نشاطه محصورا في بعض المدن والبلدات الجنوبية الأخرى والبعيدة عن الاعلام . ثورة 16 فبراير منحت للحراك الجنوبي قوة أكبر وزخما جماهيريا كبيرا لتضفي إصرارا وحماسا إلى الشباب الجنوبي الذي يملك قلبا ينبض عشقا للوطن سواء كان في عدن أو في أي مكان في أرض الجنوب والدليل هو ما شهدته عدن طوال مسيره الحراك من مليونيات عديدة ومتعددة أبهرت العالم عن عظمة شعب الجنوب وإصراره في المضي نحو استعادة دولته رغم ما كان يتعرض له الجنوبيين من قمع متعمد للحيلولة دون تنظيم مسيرة أو مليونية من أجل التأكيد على مطالب شعب الجنوب والتمسك بالخيارات المناسبة. ثورة 16 فبراير تأتي اليوم في ظل ظروف صعبة يشهدها الجنوب ويعيشها الجنوبيين لاسيما وإن الجنوب بشكل عام وعدن على وجه الخصوص تعرضت لعدوان جديد واستطاعت عدن ومعها مدن الجنوب الأخرى دحر العدوان ، ولكن حتى اللحظة مازالت عدن تعاني وتكتوي بنار الحرب اللعينة وتدفع ثمن مايمارسه المعتدين ، ولهذا فإن عدن ومن خلال إحياء ذكرى ثورة 16 فبراير تحت شعار عدن مدينة السلام فهي ترسل رسائل إلى من يسعى إلى زعزعة الأمن فيها وتخويف اهلها الآمنين والعبث بأمنها على انها ماضية إلى استئصال وإنهاء هذا العبث .