صرح مصدر في الحكومة اليمنية أن زيارة الرئيس هادي إلى السعودية وتركيا تهدف للتنسيق الأمني والسياسي لما بعد تحرير العاصمة صنعاء، فيما ذكرت مصادر سياسية مطلعة أن معسكر الرئيس المخلوع صالح يشهد تصدعاً، بإصراره على توسيع المواجهات العسكرية داخل وحول صنعاء، مع سعي كثير من القيادات إلى تجنب هذه المواجهة. ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الاثنين، أفادت مصادر داخل جماعة الحوثيين المتمردة إلى وجود خلافات كبيرة بينها وبين طاقم السفارة الإيرانية في صنعاء، بينما كشفت مصادر عسكرية أن قوات الأمن العراقية تستعد لإطلاق عملية، خلال أيام، لتحرير قضاء "هيت"، غرب الرمادي، بدلاً من مدينة الفلوجة. مرحلة ما بعد صنعاء وفي التفاصيل، أوضح السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي، أن زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المملكة وتركيا تهدف للتنسيق وتوحيد الجهود الدبلوماسية والسياسية والأمنية لما بعد تحرير العاصمة صنعاء. وقال الرحبي في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية إن الرئيس وصل إلى الرياض للقاء خادم الحرمين الشريفين والقيادة في المملكة وسيتوجه غداً الثلاثاء إلى تركيا للقاء الرئيس التركي أردوغان. وأشار إلى أن وجود الرئيس هادي في عدن وإدارته للعاصمة الموقتة أسهم في توطيد الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة، ولذا خرج في جولة خارجية بغية تنسيق المواقف الدبلوماسية والسياسية بين اليمن وأشقائها الذين كانوا سندا لها في أصعب المراحل ومازالوا. وقال السكرتير الصحافي "إن الرئيس أشرف بشكل مباشر على العمليات العسكرية(...) وبعد أن أصبح الجيش على مقربة من مدينة أرحب فإن خروج الرئيس ضرورة مهمة لدراسة خطة ما بعد تحرير صنعاء والدور الذي سيقوم به الدول الشقيقة في دعم الأجهزة الأمنية وفرض هيبة الدولة بقوة". تصدع في معسكر صالح ومن جانب أخر، ذكرت مصادر سياسية لصحيفة "الشرق الأوسط"، وصفتها بالمطلعة، أن معسكر الرئيس السابق علي عبد الله صالح يشهد تصدعاً، مضيفة أن الأخير "يصر على توسيع المواجهات العسكرية حول صنعاء وبداخلها، بينما يسعى كثير من القيادات إلى تجنب هذه المواجهة، خصوصاً بعد الأنباء المتواترة عن انضمام أعداد أخرى من القيادات العسكرية والقبائل المحيطة بصنعاء، إلى قوات الجيش الوطني والمقاومة في معركتهما لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب". وأكدت المصادر أن تداعيات سقوط فرضة نهم ومعسكرها بيد قوات الشرعية، ما زالت متواصلة داخل تحالف الانقلابيين (الحوثي – صالح)، حيث ما زال كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية سقوط تلك المنطقة الاستراتيجية وأشارت المصادر إلى وجود قيادات قبلية وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان صالح يتزعمه، تكثف لقاءاتها في صنعاء وخارجها. ورجحت المصادر قيام بعض هذه الشخصيات المهمة بزيارة إلى السعودية للقاء قيادة الشرعية والبحث عن مخارج للمأزق الذي استشعرته باقتراب الشرعية من العاصمة. تزايد الخلافات بين طهران والحوثيين وفي اليمن أيضاً، أشارت مصادر داخل جماعة الحوثيين المتمردة إلى وجود خلافات كبيرة بينها وبين طاقم السفارة الإيرانية في صنعاء، على خلفية اتهام الأخيرة بالتراجع عن تعهداتها بتوفير الدعم المادي للجماعة بعد اجتياحها صنعاء، واستلامها مقاليد الحكم، وفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الاثنين. وكانت شخصيات قيادية كبيرة في جماعة الحوثيين أطلقت خلال الأيام الماضية تصريحات مناوئة لإيران، واتهمتها بالتسبب في الأزمة المالية الطاحنة التي تعانيها، والتي وصلت حد العجز التام عن توفير رواتب الموظفين والعسكريين، طوال الشهرين الماضيين، مما تسبب في وجود تململ كبير، وانشقاقات في صفوف المقاتلين. كما تراجعت طهران عن توفير المشتقات البترولية للانقلابيين.