المتابع لمواقف البحرين في كل المراحل والأحداث يجد أن مملكة البحرين دائما تقف في المكان الصحيح وداعمة للمواقف العربية والإسلامية والدولية الحقة. نأخذ أزمة اليمن الحالية وموقف البحرين منها مثالا:
أعلنت مملكة البحرين منذ اليوم الأول لعاصفة الحزم وقوفها إلى جانب الشعب اليمني والشرعية اليمنية ودول التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية للتصدي للانقلابيين ومنع التدخل الخارجي السلبي وإنقاذ اليمن من الانهيار وإعادة الشرعية.
وهذا الموقف لم يكن موقفا عاديا بل كان موقفا شجاعا صادقا مخلصا بالروح والدم والمال والرجال، عندما أعلنت البحرين انضمامها إلى دول التحالف العربي، أرسلت البحرين كتائب من خيرة رجالها للمشاركة في إنقاذ اليمن من الانزلاق في أتون الفوضى، ومن خلال ذلك إرسال رسالة للعالم مفادها بأن دول الخليج العربية وبقية الدول العربية والإسلامية سيكون لها موقفاً قوياً ورادعاً تجاه كل من يعبث بأمن أوطانها، وقدمت البحرين في هذه الحرب مجموعة من خيرة رجالها "شهداء" من ضباط وجنود بالداخل اليمني وفي الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية رحمهم الله جميعا.
كما أعلنت المملكة وبتاريخ 29 مايو 2015م عن تسيير أكبر قافلة مساعدات إغاثية للشعب اليمني وصفت حينها بأنها أكبر شحنة إغاثية تسيرها البحرين في تاريخها، حيث وصل حجم الشحنة إلى 910 طن من المواد الغذائية والطبية، وتواصل الدعم البحريني للشعب اليمني في كثير من الجوانب ومازال.
والذي زاد البحرين عظمة من بين تلك المواقف مجتمعه هو إرسال جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه ابنائه سمو الشيخ ناصر وسمو الشيخ خالد للمشاركة في تلك الحرب.
حقيقة مثل هذه المواقف العظيمة يجب أن يسجلها التاريخ بأحرف من نور لتصل إلى الأجيال القادمة، لأننا تعودنا في وطننا العربي أن أبناء الملوك والرؤساء والمسئولين هم أول المغادرين من البلدان التي تشتعل فيها الحروب، ولم نسمع أو نقرأ أن ملكا أو رئيسا لبلد ما أرسل فلذات كبده للدفاع عن سيادة بلد آخر، فكيف لنا أن لا نكتب ونعتز ونفتخر بمثل كهذا قيادة عربية أصيلة.
صحيح أن البحرين صغيرة بمساحتها وسكانها ولكنها كبيرة وكبيرة جدا بعلاقاتها المميزة مع كل دول العالم، وبمواقفها الصادقة والمخلصة تجاه كل القضايا العربية والإسلامية والعالمية، وبشعبها المخلص الوفي، وبقيادتها الرشيدة والحكيمة.
حفظ الله البحرين قيادة وشعبا، وحفظ الله كل البلدان العربية والإسلامية.