في الوقت الذي اعتبر فيه المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد العسيري قبل يومين في مقابله متلفزة له على قناة فرانس برس ان العمليات العسكرية الكبرى للتحالف قد أوشكت او شارفت على الانتهاء مع تأكيده بأن البلد سيبقى بحاجه ماسة للدعم على المدى الطويل .. تواصل اليوم ومن جانبها قوى الأمن وافراد المقاومة الشرفاء معركتهم على الارض لاستكمال عملية تحرير العاصمة ( عدن ) والمحافظات الجنوبية المحررة من الخارجين عن النظام والقانون ، وهي الخطوة التي طالما انتظرها المجتمع بفارغ الصبر منذ ان حطت الحرب اوزارها وتم تحقيق الإنتصار العسكري على الإنقلابيين العفاشيين وحلفائهم من الحوثيين ، عقب معارك اُزهقت فيها دماء وأرواح الكثير من الابرياء وخيرة الشباب والكوادر والمقاومين من ابناء الجنوب الأحرار . في الواقع وما لا يعرفه البعض ربما من ابناء عدن والجنوب عموماً ان ( الحملة الامنية ) والتي قررت الدولة وقيادة السلطة المحلية في عدن وبقية المحافظات المحررة تنفيذها بالشراكة والتعاون والتنسيق مع التحالف وعلى رأسهم الأخوة الاماراتيين الذي قدمو اروع أنموذج في التضحية بخيرة واشجع ابنائهم الميامين وأخرهم الطيارين الشهيدين ( زايد علي الكعبي ) و( محمد عبيد الحمودي ) رحمهما الله وتقبلهما باذنه تعالى شهيدين .. كانت - اي الحملة - شيىء حتمي وهام للغاية ، وخصوصاً بعد ان برزت على السطح بعض الاعمال الإرهابية الهادفة لترويع الناس الآمنين ، فضلا عن بعض الاعمال الخارجة عن الدين والشرع والمخلة بالنظام والقانون مثل اعمال النهب والسلب والتقطع ناهيك عن اعمال البسط وحتى التعدي على الممتلكات العامة والخاصة على حدٍ سواء .
لذلك وبهدف إنجاح ( الحملة ) التي تعد اليوم عمل وطني كبير ومُشرّف .. فان المطلوب منا جميعاً رص الصفوف والتلاحم مع قيادة المحافظة والامن وبالأخص من قبل النخبة في المجتمع من فئة المثقفين والأكاديميين والإعلاميين والصحفيين والكُتاب وكافة الشرفاء من أفراد المقاومة والشباب الأبطال وكل الوطنيين الغيورين على ( عدن ) وفي مقدمتهم شباب المنصورة الأبطال الذين كانوا سباقين في اشعال فتيل الثورة ضد النظام السابق مع مساهمتهم الفاعلة ايضاً في دعم الحراك الجنوبي واشعال جذوته في الساحات الى جانب مواقفهم البطولية في تحرير ( عدن ) في معركة الشرف والكرامة والدفاع عنها والذين مطلوب منهم اليوم على وجه الخصوص الوقوف جنباً الى جنب مع قوات الأمن والمقاومة كلً من خلال موقعة وكلً بحسب تخصصه وامكانياته وقدراته .
من جانب اخر مطلوب من كافة الإعلاميين ورجال السلطة الرابعة ( الصحافة ) تكثيف جهودهم من خلال ممارسة عملهم الصحفي الإعلامي بكل مصداقية وشفافية لكشف الحقائق وعرض ماتم إنجازها من خطوات ( الحملة ) عبر كافة المواقع والوسائل الاعلامية وبالتزامن مع الحملة الامنية القائمة نفسها لأعطاء المهمة قدرها الحقيقي وإبراز اهميتها وجعل قوى الأمن والمقاومة الحقيقية يشعرون بأن الشعب فعلاً يقف معهم والى جانبهم صفاً واحداً بل ويؤيد ويبارك كل خطوة من خطواتهم الهادفة لضمان تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في هذه المحافظة المدنية المُسالمة التي ترفض كافة اشكال العنف والتطرف ، كما من المهم ايضاً وبالمقابل دحض كل التأويلات وكافة أوجه التشكيك والكذب والتضليل الذي يمارسه البعض بكل اسف في محاولة فاشلة للتقليل من مشروعية وأهمية واهداف ( الحملة الأمنية ) القائمة والتي وان كنا نعتبرها عملية قاسية ومؤلمة ومُرة نوعا ما - الا انها باتت اليوم ضرورية للغاية بل ولاغنى لنا عنها اذا ماكنا فعلا نريد او نطمح ونسعى للحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي وإرساء مبادىء احترام النظام والقانون في عدن ، ولا ننسى بان الامر بات اليوم يحتم علينا ايضاً التصدي لكافة تلك الشائعات المغرضة حول الحملة - لكونها في الاخير مجرد شائعات مُغرضه تهدف وبمجملها لمحاولة التأثير على الرأي العام وبالتالي أضعاف ارادة المجتمع وخصوصاً من خلال بث معلومات ( مفبركة ) تحاول التعظيم من شأن تلك القوى الضالة والخارجة عن القانون ومدى قدرتها على ارسال او استقبال التعزيزات من المحافظات الاخرى بغية اسقاط محافظة عدن في يد قوى الارهاب والتطرف ، وهو بالتأكيد مالا يمكن حدوثه في ظل التفاف الجميع ومؤازرتهم لكافة مراحل الحملة الامنية التي تسعى اولاً واخيراً لما فيه مصلحة الناس وآمنهم وإرساء دعائم استقرارهم المعيشي والنفسي والاجتماعي .
للامانه على الجميع ان يدرك اليوم بأن من صنع ملاحم النصر في كافة جبهات القتال بالأمس وتمكن من طرد ( الانقلابيين ) من عدنوالمحافظات الجنوبية المحررة اليوم ، لهو قادر ايضاً على فرض هيبة النظام والقانون رغماً عن أنف أولئك الخارجين عن القانون والذين لم ولن يستطيعوا كسر ارادة هذا الشعب الابي حتى وان حاولو خلط الاوراق بدس بعض المجاميع بإسم المقاومة لكسب تعاطف الناس نحوهم ، فقد تبين اليوم للكثير من الناس الخيط الابيض من الاسود وأصبحت معظم الناس تعي لمايدور حولها تمامآ .. ومع تباشير نجاح تلك الحملة الامنية التي تلوح في الأفق ، فإننا وبالمقابل نأمل من السلطة عدم التهاون او الجنوح نحو التهدئة اوعقد اي هدنة تقلل من هيبة السلطة والدولة ، كما اننا نتمنى من السلطة الشرعية بتوخي الحذر من هيمنة او محاولات بعض القوى التي تسعى جاهدة لاي وساطات او عقد اي اتفاقات تحت مبررات واهية مثل درء الفتنة وصيانة الدماء وذلك بهدف انقاذ تلك القوى الارهابية وجعلها تعيد ترتيب اوضاعها وصفوفها واعادة انتاج نفسها من جديد ، وبدلاً من تلك الوساطات فاننا نتوخى ممن يسعى اليها العمل على اقناع تلك القوى الخارجة عن القانون بتسليم اسلحتها للدولة وامتثالها للعدالة والنظام والقانون ، لاسيما وقد اصبحت المعركة الدائرة اليوم هي معركة الجميع كما هو الأمن أمن الجميع ، ولا يعتقد احد ان الامر لا يخصة فالشر سيعم الجميع ان لم نتصدى له جميعاً دون استثناء .. والله من وراء القصد والنية .