بعد أن وصلت ثورة شعب الجنوب ذروتها من أجل استعادة الدولة بطرد جحافل جيش المخلوع واعوانه من أرض الجنوب الثورة بدأت بسلمية حينما تأسس الحراك الجنوبي بقيادة العميد ناصر النوبة ومن معه من الاحرار من جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين في عام 2007 م ، للمطالبة بمستحقاتهم ومن ثم تحولت إلى المطالبة بفك الارتباط مع الشمال ، فخلال سنوات النضال مر الحراك الجنوبي بعدة منعطفات كان ابرزها الحرب الاخيرة التي شنها المخلوع علي عبدالله صالح و الحوثي على الجنوب التي تداعت مشاركة قياديين الحراك في السلطة الشرعية بعد تحرير المحافظات الجنوبية من الغزاة ، وهذا قد يجعل الحراك الجنوبي أمام انفصام سياسي بين استعادة الدولة الذي سعى له وبين تأديته لوظائف الحكومة اليمنية متمثلة بشرعية الرئيس هادي ، وتظهر مؤشرات بالآونة الاخيرة ان الحراك الجنوبي يستخدم كأداة لتهدئة الوضع ورصف الطريق أمام الشرعية وبالمقابل لا يوجد أي اهتمام حتى بحقوق الجرحى والشهداء و من قاتل الانقلابين مع الوضع الامني المتردي والاغتيالات اليومية التي تستهدف رجال المقاومة الجنوبية يبقى السؤال البارز والاهم عن ما هو وضع الحراك الجنوبي في ضل هذه الارهاصات التي انهكت الشارع الجنوبي وازدادت بالفترة السابق بصورة مخيفة. الحراك أداة للتحالف أن مشاركة الحراك الجنوبي بالسلطة الشرعية ليس أكثر من استخدامها كأداة بيد الشرعية ودول التحالف كون الحراك اليوم أمام الواجهة ومستهدف من الاجهزة الاستخباراتية لنظام علي عبدالله صالح نتيجة للانفلات الامني المريب الاستاذ أحمد الزوقري عضو مؤتمر الحوار الوطني يقول أن الوضع العام مخيف وتحتاج القيادات الجنوبية إلى قرارات حاسمة أما الدخول في المعركة بدون تحفظ أو الخروج منها وعمل برنامج لذلك ولا يجب أن ينقسم الحراكيين لأنه لا يجوز أن يكون رجال من الحراك بالسلطة واخرون بالساحات المطالبة بالتحرير والاستقلال لأن الذين بالساحة سيشكلون حجر عاثر يتناقض مع أخوتهم الجنوبيين الذين يعملون مع الحكومة الشرعية وما يجب فعله هو الاتفاق على رؤية موحدة للعمل . وليس بغريب أن تستخدم القيادات الجنوبية كأداة لتخطي كافة العراقيل والكوارث القادمة لأن أغلبها من قاد المقاومة الجنوبية للانتصار أيام الحرب والبعض طبعا لم يشارك في الحرب وهذا من اولويات الانقسام وعدم الاجتهاد في الثورة الجنوبية ..
الحراك يعيش أصعب مراحلة الحراك الجنوبي اليوم يعيش أصعب مراحله ، على عكس ما يطرح من قبل البعض في بعض القراءات التي تشير إلى ان الحراك قد بدأ يحقق أو يقترب من أهدافه بمشاركته في إدارة بعض الوظائف الإدارية في إطار سلطة تعيش أزمة لا تختلف كثيرا عن أزمة الحراك ذاتها هذا ما يراه القيادي في الحراك الجنوبي الأخ عبدالكريم السعدي ... إذ يقول الحراك اليوم يعاني من غياب الرؤية الواضحة للتعاطي مع الخطوات التي يتم استقطاب قياداته وأعضائه اليها وهو أمام مشكلة مزدوجة هي أن الحراك الجنوبي يواصل نضاله بطريقة المتلقي دائما وليس المبادر بالفعل وهذا يجعله ينتقل من مرحلة إلى أخرى دون تخطيط لما بعد الخطوة أي أنه يجر جرا إلى ما يعتبره هو أو بعض منظريه إنجازات .
يسير كالقطار بدون سائق والمستقبل محفوف بالمخاطر ويضيف عبدالكريم السعدي أن الحراك الجنوبي يتحرك في كل هذه الطرق الشائكة والمعقدة كقطار بدون سائق ، فحتى هذه اللحظة يفتقد الجنوب إلى القيادة الموحدة التي من خلالها يستطيع التعاطي مع المتغيرات والوصول إلى النتائج الإيجابية ..
أما مستقبل الحراك الجنوبي يراه عبدالكريم السعدي أنه محفوف بالمخاطر السياسية اذا لم يفرمل ويهدي من اندفاعاته باتجاه التعاطي مع خصومه السياسيين التقليديين وثقته المفرطة بهم فأن فالذين كانوا خصوم سياسيين بالأمس بات البعض من هؤلاء الخصوم في منصب قيادي يعتلي القيادات التي من الحرك الجنوبي و يشير وينظر عن العمل بحجج كثيرة لا تصب أيا منها في خدمة أهداف ثورة الجنوب .
ونحن هنا لا ندعي إلى مقاطعة الوظيفة وعدم المشاركة في إنقاذ الجنوب من الانهيار ولكننا نطالب أن تكون هناك رؤية لما بعد القبول بالوظيفة أما من خلال بدء حوار مع السلطة الشرعية بشأن أهداف ثورة الجنوب أو إيجاد ضمانات ولو عبر التحالف العربي للقضية التي يناضل أبناء الجنوب في سبيلها منذ أكثر من عشرون عاما كما أننا مطالبون "كحراكيون " أخلاقيا بالوفاء لدماء شهدائنا الذين بذلوها على مدى سنوات ثورتهم التي قمعتها كل القيادات التي توالت على الحكم دون استثناء وحكاية الرعب الذي يريد البعض أن يجعل منه فزاعة يشهرها في وجوهنا كلما تحدثنا عن ثورتنا وأهدافها ومطالبة هذا البعض لنا بتأجيل الحديث عن ثورة عمدتها دماء أبناء الجنوب وذلك من أجل الجنوب فإننا نذكر هؤلاء بأننا لسنا وحدنا في الجنوب فهناك قوى أخرى تشاركنا لم تتنازل عن أهدافها .
وأخيرا على أبناء الجنوب التروي والهدوء وعدم الاندفاع خلف الأقاويل التي لا تتماشى مع واقع اليوم فهناك ظواهر تلوح و مؤشرات واضحة تؤكد أن الجميع في الشمال والجنوب يلعبون على هدف واحد هو وأد الحق الجنوبي ومحاولة تمزيق نسيج ثورته ومحاولة تمزيق نسيج ثورته ...
الجنوب ذاهب صوب استعادة دولته واي تسوية بدونه فهي فاشلة وفي مداخلة للأستاذ عبده النقيب القيادي في تجمع الجنوبي "تاج" لبرنامج المشهد اليمني على الفضائية اليمنية حيث قال ان الجنوب مستمر في ثورته حتى استعاد الدولة تحت راية الاستقلال التي انطلق شعب الجنوب تحتها منذ 2007 وقدم في سبيل ذلك التضحيات .وأضاف أنه مهما كانت الحرب التي شنت على شعب الجنوب من قبل عصابات الشمال بأنواعها سيقاومها الجنوبيين سواء تدخل التحالف او لم يتدخل لان الجنوبيين يناضلون من اجل هدف محدد منذ سنوات وإذا دعت الضرورة لخوض الحرب لكان لها .