عادت المواجهات الشرسة بين قوات الشرعية اليمنية، ومليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى المدخل الجنوبي لمدينة تعز جنوبي اليمن، لتعيد المليشيات فرض حصار على المدينة، بعدما كانت قوات الجيش الوطني بمساندة "المقاومة" قد كسرت الحصار الذي كان مفروضاً على المدينة في 10 مارس/آذار الحالي عبر المنفذ الجنوبي الواصل بين مدينتي تعز وعدن. هذه التطورات أثارت تساؤلات عن سبب عدم حسم قوات الشرعية للمعركة في تعز بعد تقدّمها وكسرها الحصار، وسط توقعات بأن تتجه الأمور في المنطقة نحو حالة "الجمود والخذلان" واستمرار الكر والفر بين الطرفين من دون حسم. ويلفت مراقبون للأوضاع إلى وجود حسابات سياسية وعسكرية تجعل الحسم العسكري في تعز غير ممكن حالياً، تزامناً مع المفاوضات التي تُستأنف الشهر المقبل في دولة الكويت، والهدنة التي أعلنت الأممالمتحدة أنها ستمهد للمحادثات بدءاً من العاشر من أبريل/نيسان المقبل. تجدد المواجهات العسكرية على الرغم من الغارات التي تنفذها مقاتلات التحالف العربي في المدينة، إلا أن المواجهات على الأرض تبقى الأهم. تدور معارك ضارية منذ أربعة أيام متواصلة في مناطق محيطة بجبل هان الواقع في الجهة الغربية للمدينة. وبحسب مصادر متعددة، فإن مليشيات الحوثيين وحلفائهم، وبعدما عززت مواقعها في مناطق الربيعي غرباً، تمكّنت يوم الثلاثاء، من استعادة السيطرة على مواقع في جبهة الضباب، كما واصلت الأربعاء تقدّمها بعد معارك عنيفة مع "المقاومة" وقوات الجيش الموالية للشرعية. وعملت المليشيات منذ الثلاثاء على فرض حصار على المدينة مجدداً، بعد أن أقدمت على بناء جدار فاصل في نقطة الهنجر الواقعة أسفل حدائق الصالح على مشارف المنفذ الجنوبي في منطقة الضباب جنوبي غرب المدينة؛ وتمركزت في موقع جبل هان ذي الأهمية الاستراتيجية العسكرية في تلك المناطق. وتشير المصادر إلى أن قوات "الحرس الجمهوري" الموالية لنجل المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، عززت تواجدها في مناطق الأجزاء الجنوبية الغربية، مزودة بمختلف الأسلحة الثقيلة، بينها صواريخ حرارية وأخرى مضادة للدروع، ومعدات عسكرية حديثة. توسيع رقعة المعارك قامت "المقاومة الشعبية" في الفترة الأخيرة بتوسيع رقعة المواجهات ضد مليشيات الحوثي والمخلوع، في جبهات متعددة من تعز، وتركّزت معاركها في مناطق ثعبات وكلابه والكمب شرقاً، ومناطق الأربعين وحي الزنوج وموقع الدفاع الجوي الذي تتقاسمه مع المليشيات شمال غرب المدينة. وبحسب خبراء عسكريين، فإن هذه المعارك المتسارعة التي جاءت متزامنة مع معارك عنيفة في مناطق حساسة في الأجزاء الغربية الجنوبية لتعز، أربكت الترتيبات العسكرية لدى الجيش الوطني و"المقاومة"، كون المعارك في المناطق الجنوبية الغربية، بمساحتها المتداخلة بين مناطق الربيعي غرباً، مع مناطق واسعة باتجاه الضباب جنوباً، تحتاج إلى عدد كبير من مقاتلي الجيش و"المقاومة" لتغطيتها. فضلاً عن ذلك، يواجه الجيش الوطني و"المقاومة" مشكلة عدم حصولهما على دعم من الحكومة اليمنيةلتعزيز قواتهم بالأسلحة النوعية والثقيلة، والتي لها الدور الأهم في حسم المعركة.