اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    المشهد العسكري... وحدة القيادة والعقيدة واستقلال التمويل!    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    ما معنى الانفصال:    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عام من الحزم والأمل.. الناطق باسم التحالف يروي تفاصيل انطلاقة العاصفة..عسيري: أربع مراحل رئيسية يحتاجها اليمن.. والمملكة أنقذت الشعب اليمني
نشر في عدن الغد يوم 26 - 03 - 2016


حوار/ أسمهان الغامدي
اليوم أكمل التحالف العربي المشترك الذي تقوده المملكة عاماً من الحزم والعزم والأمل في جمهورية اليمن الشقيقة، التي نجح فيها باستعادة 80٪ من أراضيها بعد أن استولت عليها مليشيات الحوثي والمخلوع وبعد أن فكك علي عبدالله صالح الأجهزة الأمنية واستغل الجيش لتنفيذ مشروع فارسي كان يقوده داخل دول المنطقة.
قوة المملكة وريادتها في المنطقة لم تجعلاها تواجه صعوبة في تكوين «التحالف»
فما أن استنجد اليمن بالمملكة إلا وأن استجابت بتكوين تحالف عسكري عربي هو الأول من نوعه لإعادة عروبتها والالتحام بوجه العدو وكل من تسول له نفسه بالمساس بأي دولة من دول المنطقة، بقيادة مملكة الحزم والعزم، وعماد دول العالم العربي والإسلامي ومرتكز استقرارها.
معركة صنعاء بدأت منذ تحرير تعز.. والقبائل أصبحت تؤدي دوراً إيجابياً
هناك الكثير من الكواليس والتفاصيل التي لم تكن ظاهرة على السطح، منذ انطلاق العاصفة حتى نجاحها في تحرير اليمن من يد المليشيات الانقلابية التي تعيش رمقها الأخير مختبأة في الكهوف والجبال خوفاً من جنود الحزم.
العمل العسكري ليس كرة قدم ينتهي بعد مرور 90 دقيقة.. فمتى ما بدأنا عملاً يجب أن ننهيه
«الرياض» حاورت المستشار العسكري لسمو وزير الدفاع الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن العميد أحمد عسيري، الذي تحدث بشفافية مطلقة عن الكثير من تفاصيل تلك العاصفة، رافضاً التطرق لأي جانب شخصي يخصه بعد ظهوره الإعلامي الأول وما واجهه بسبب تلك العاصفة، قائلا: أنا هنا ناطق باسم قوات التحالف ولا أرغب بالحديث عن أي جانب شخصي، فالجميع يعمل لصالح أمن واستقرار المنطقة وأنا واحد من هؤلاء الجنود.
وفيما يلي نص الحوار:
الصوت المسموع
* بداية.. بودنا لو تحدثنا عن بدايات انطلاقة عاصفة الحزم؟
- التحالف جاء استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، حيث إن الحكومة الشرعية كان لديها مخاطر تواجهها في اليمن وحاولت من خلال اجتماع جامعة الدول العربية أن تفّعل اتفاقية التعاون المشترك بين الدول القابعة تحت مظلتها، فطلب اليمن المساعدة من الجامعة التي استجابت وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
نقطة الصفر
* وماذا عن التجهيزات العسكرية؟
- قامت عملية ترتيبات التحالف العسكرية بشكل سريع لعدة اعتبارات، ومنها أن جزءاً كبيراً من القوات المنضمة للتحالف هي من دول مجلس التعاون فهذا سهل موضوع تنظيم التحالف، كما أن مصر والأردن تبنتا الفكرة ووجدوا أن هناك أهمية لاستجابة للشرعية اليمنية، وفي نفس الوقت الطلب تم عبر جامعة الدول العربية وهناك دول تبرعت بالانضمام ودول دعمت بالموقف ولكن لم تشارك، لذلك كانت العملية سريعة.
إلى جانب أن المملكة لها مكانة سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى العالم وبالتالي عملية الاستجابة والتفاعل مع دعوة المملكة كانت سريعة، وهذا أعتبره نجاح سياسي ودبلوماسي في أن تقنع الاخرين بالانضمام لمثل هذا التحالف، إضافة إلى وضوح الهدف الذي لا يعد مبنياً على أطماع ومصالح، وإنما على استعادة أمن واستقرار اليمن الذي يخدم مصالح دول المنطقة والعالم بشكل أساسي.
بعد ذلك تم اختيار المملكة لتنفيذ العمليات العسكرية في اليمن، وذلك لأنه لا يمكن أن تنفذ العمليات العسكرية إن لم تكن من خلال دولة جارة لليمن حتى تستضيف التحالف، ولم يكن هناك غير المملكة جاهزه لهذا الأمر.
دولة رائدة
* هل تقصد أن سبب قيادة المملكة للتحالف هو فقط لأن المملكة جارة لليمن أم أن ذلك بسبب مبادرتها وتحركاتها؟
- عندما ذكرت أنها جارة فذلك يعني أنه لا يمكن أن تنفذ عمليات عسكرية إلا من خلال دولة جارة، فلا يمكن أن تكون قيادة التحالف في الكويت مثلاً والعمليات تنفذ في اليمن، والأمر شبيه بما حصل أيام أزمة تحرير الكويت عندما استضافت المملكة دول التحالف، بعد أن طلبت تلك الدول من المملكة السماح لها باستضافة القوات العسكرية على اراضيها حتى تستطيع الانطلاق وتحرير الكويت.
أي أنه يجب أن تكون العمليات من منطقة مجاورة من منطقة مسرح العمليات وإلا تصبح العملية فيها صعوبة، وهذا لا علاقة له بالقيادة، فالآن الدول التي تتحرك في سورية تتحرك من خلال الأردن أو من خلال تركيا وهذا هو الهدف في جغرافية المكان.
ولكن فيما يخص قيادة المملكة للتحالف ليس لأنها دولة جارة فقط، فالمملكة أولا هي الدولة الأساس في الدفاع عن حقوق اليمن، وهي التي دعمت توجه الرئيس في الجامعة العربية من ناحية، ومن الناحية الثانية أن أمن واستقرار اليمن له تأثير مباشر على أمن واستقرار المملكة.
ومن الطبيعي أن تكون المملكة دوله فاعلة في هذا الجانب، الشيء الثالث والأهم هو أن المملكة دولة محورية وأساسية في المنطقة الأمر الذي لايختلف عليه اثنين، فإذا المملكة سعت لتكوين هذا التحالف فذلك لأن المملكة دولة قائدة ورائدة.
التحالف ينجح .. والعالم يصفق
* بعد مرور عام.. كيف تقيّم تجربة التحالف العسكري العربي في اليمن؟
- إذا أردنا تقييم تجربة يجب أن نقارنها بالوضع قبل بدء العمليات، فكيف كان الوضع قبل عاصفة الحزم؟ فلم يكن هناك حكومة في اليمن والبلد مختطف من قبل مليشيات نفذت انقلاباً على الشرعية اليمنية،
والحكومة خارج الدولة، والرئيس اليمني لم يستطع ممارسة عمله لأنه وضع في البداية تحت الاقامة الجبرية، وبعد ذلك تعرض لمحاولة الاغتيال من قبل مليشيات الحوثي، إلى جانب الفوضى التي عمت في اليمن
والقتل والاختطاف والسجن الذي كان سائداً قبل العمليات.
لكن اليوم بعد العمليات لدينا حكومة يمينة متماسكة معترف بها دولياً بموجب قرار أممي 2216 ولدينا حكومة في الاراضي اليمنية، وإن لم تكن في العاصمة فهي موجودة في الاراضي اليمينة ولدينا الدعم الاغاثي والإنساني الذي يصل إلى كل مكان بل وأصبح يصل إلى صعدة مركز قيادة الانقلابيين ومعقل الحوثيين، كما أن لدينا مجتمع دولي متماسك يدعم الشعب والحكومة اليمنية الشرعية، وهذا كله انجز خلال 11 شهرا.
التحالف غلب العالم
* لكن البعض يرى أن فترة الحرب طالت؟
- قارنوا تجربة التحالف العربي المشترك في اليمن بتجارب أخرى في العالم كاحتلال العراق وافغانستان وليبيا ومالي، فكل هذه أمثلة مشابهة، وحتى اليوم لم تنتهِ العمليات في أي منها ولا يوجد حكومة في تلك الاراضي، كما لا يوجد حكومة في ليبيا معترف بها.
فالوضع في العراق حاليا عبارة عن حكومة هشه والمليشيات تجتاح البلد في كل مكان، وفي افغانستان لا تزال طالبان تنفذ عملياتها وتسيطر على جزء كبير من الاراضي، وفي افغانستان المدة أكبر وبلغت 11 عاماً بينما عاصفة الحزم واعادة الأمل بلغت 11 شهراً، فنرى كتحالف أن النتائج ايجابية وستكون أكثر ايجابية خلال الفترة المقبلة.
صنعاء تتحرر
* تقدمت قوات التحالف بمعية الجيش اليمني حتى حررت تعز، وأصبحت مفاتيحها بيد الحكومة، متى ستبدأ معركة صنعاء؟
معركة صنعاء بدأت منذ تحرير تعز، والعمليات اليوم في محيط العاصمة صنعاء، لكن طبعاً تختلف من فترة لأخرى بحسب الخطوط الدفاعية لدى المليشيات وطبيعة المنطقة وكثافة السكان وصعوبة الضربات الجوية، والطقس كذلك الذي يعد من المؤثرات على أي عمل عسكري، لكن ما أستطيع تأكيده هو أن اليوم العمليات تتم داخل محيط صنعاء.
ولذلك عندما نتحدث عن قرب انتهاء العمليات العسكرية فنحن نقصد الرئيسية، فمتى دخلت الحكومة اليمنية إلى صنعاء ننتقل إلى مرحلة أخرى وهي عملية إعادة الاستقرار والأمن وهذه مرحلة عسكرية مختلفة، خاصة وأن العمل العسكري له مراحل تبدأ بمرحلة العمليات الرئيسية ثم تبدأ عمليات الاستقرار ثم عمليات التأمين ثم عملية إعادة البناء.
عمليات يعيشها جنود الوطن
* ما الفرق بين هذه الأربع عمليات (الرئيسية والاستقرار والأمن واعادة البناء)؟
الفرق أن الاستقرار يعني مرحلة منع العمليات العسكرية الكبرى مثل ما حدث في عدن وهي منع العمليات القتالية الكبيرة، ثم تأتي مرحلة الأمن التي هي مرحلة الأمن اليومي وبناء القوات الأمنية ومراكز الشرطة والدفاع المدني ومكافحة الجريمة، وذلك لأن ليس كل العمليات التي تتم من قتل وانتهاكات تكون مرتبطه بالعمليات القتالية، فهناك جماعات اجرامية وعصابات وتهريب، وهذا عمل أمني يومي، يحتاج إلى الوقت للبناء خاصة إذا ماكانت الأجهزة الأمنية قد تعرضت للتفكيك مثل ماحصل في عدن وغيرها.
فلم يعد هناك في اليمن قوات شرطة ولم يعد هناك مراكز شرط ولم يعد هناك دفاع مدني ولم يعد هناك مكافحة للجريمة ومكافحة لتهريب المخدرات، فهذا عمل سريع أمني وليس عمل قوات الجيش والقوات العسكرية بل هو عمل القوات الأمنية وهو عمل مختلف.
ثم تأتي بعد هذه المرحلة مرحلة اعادة الاستقرار، ففي البداية يهم المواطن أن تستقر الأوضاع ولا يعود هناك عمليات قتالية وبعد أن ننتهي من هذه المرحلة ننتقل إلى مرحلة التأمين التي لا يمكن أن تتم المرحلة التي تليها وهي عملية البناء إن لم يكن هناك أمن، فالبناء يأتي بعد الأمن، فأولا تؤمن الدولة ثم تبدأ مرحلة الاعمار.
ولو لاحظنا ماحصل في العراق وليبيا نجد أن القوات العسكرية لم تحترم تلك المراحل ولم ينجحوا في بعض المراحل الأخرى، فالقوات الأميركية دخلت العراق في 100 ساعة، ولكن مرحلة الاستقرار أخذت منهم وقت طويل منذ عام 2003 إلى أن غادروا العراق دون توفير الاستقرار، الأمر الذي أدى إلى الانفلات الأمني هناك.
المخلوع يقاوم
* لازلنا نشهد بعض الممارسات العسكرية من جيوب المقاومة في المدن اليمنية التي تم تحريرها فكيف تتغلبون عليها؟
الجميع يتذكر أن علي عبدالله صالح بعد دخول القوات الشرعية إلى عدن قال حتى وإن هزمنا سنتحول للعمل السري والمقصود دعم الجماعات الإرهابية وإفساد الوضع حتى يقول للمجتمع الدولي (إما أن تقبلوا بوجود علي عبدالله صالح والحوثيين وإما ستنشأ داعش والقاعدة)، مستغلا بذلك حساسية الدول الغربية تجاه القاعدة وداعش الأمر الذي سيجبرهم على التعامل مع علي عبدالله صالح -كما يعتقد-.
وأعمال الجيوب التي تتم من وقت لآخر ومحاولة التفجيرات كما حدث مؤخرا في عدن نتيجة تلك الجماعات، وحقيقة تقوم الحكومة اليمنية بجهود جبارة لمحاربة ذلك.
فما يحصل من جيوب الانقلابيين ماهو إلا محاولة لافساد الوضع الحالي وإظهار الحكومة بمظهر الضعيف وأنها لم تستطيع السيطرة على البلاد، كما يريد المخلوع، ولكن هناك عمل أمني جاد يتم في هذا الجانب، فالتحالف يساعد في بناء القوات الأمنية وفي بناء أجهزة اليومية وفي نفس الوقت يدرب العناصر والقوات التي تقاتل في ذات الوقت، فمن صعب أن يطالب الجيش اليمني بأكثر من الممكن بأن يقاتل ويتدرب ويبني امكانته بوقت زمني واحد، فهذه عملية صعبة ويجب أن ينجح الجيش بالتدريج بمساندة من التحالف الذي يقف بجانبه ليسهل عليه هذه المهمة.
المملكة تحترم السياة اليمينة
* يشاع بأنه قدم إلى المملكة وفد حوثي لمقابلة قادة سعوديين.. فما صحة ذلك؟
غير صحيح، وما أعلناه كان واضحاً، فهناك وساطات قبلية واعيان من المجتمع اليمني، خاصة من المناطق المقاربة للحدود السعودية، من الذين سعوا لإيجاد حالة من التهدئة حتى يستطيع مركز الملك سلمان الاغاثي بإدخال المواد الغذائية والاغاثية لصعدة والمناطق المتضررة التي ليس لها علاقة بالمقاتلين الحوثيين، والتحالف استجاب لهذا الجانب من الوساطات.
الحل السلمي مطلب
* هل يعني ذلك أن المملكة غير مستعدة للتفاوض مع أي جانب من الحوثيين؟
المسألة ليست استعداد أو عدم استعداد المملكة تدعم أي جانب أو جهد يؤدي إلى عودة الامن والاستقرار في اليمن، و(ما لا يدرك كله لا يترك جله)، فنحن نقول بحسب البيان أن المسار الوحيد لأي تفاوض هو عبر القرار 2216 ومبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد وعبر الحكومة الشرعية.
فإذا كان هناك جهود تصب في هذا الجانب فنحن نرحب بها ونشجع والجميع يتذكر أنه منذ بدايات العمليات العسكرية وفي المؤتمرات الصحافية كنا نناشد القبائل وشيوخها بالالتفاف حول الشرعية وأن يكون لهم دور ايجابي.
والآن إذا أصبح لهم دور ايجابي فيجب أن نشجعه، ففي العمل السياسي لايوجد أبواب مغلقة دائما وهناك مجال للحديث والتفاوض ولكن يجب أن ينظم هذا الحديث. كما أنه يوجد جهود من قبل المبعوث الاممي بأن يأتي بجميع الاطراف اليمنية على طاولة التفاوض للتفاوض.
ويجب التأكيد على أن المملكة ليست في حالة حرب مع الحوثيين، إنما المملكة تعرضت حدودها للتهديد بسبب وقوفها بجانب الشرعية اليمنية، والجميع يعلم بأن بهذه العمليات التي تمت جاءت بهدف أن تتخلى المملكة عن دعم الشرعية وهذا غير صحيح، فالمملكة مستمرة في دعم الشرعية والتفاوض سيكون يمني - يمني، فمتى ما أنحلت القضية في اليمن فهي انحلت على حدود المملكة، لأنه هذا هو السبب الذي دعى المليشيات الحوثية لمهاجمة حدود المملكة.
المملكة ليست في حالة حرب مع أحد
* لكن القتال الآن بحسب تصريحاتكم توقف على الحدود؟
في حالة تهدئة ولا أتكلم عن توقف قتال، وإذا حصل أي اختراقات سيتم الرد عليها عسكرياً
الحرب ليست كرة قدم
* بتقديرك حتى متى ستستمر العمليات العسكرية في اليمن بعد مرور عام؟
- لا يوجد أي قائد في العالم يستطيع تحديد بدء وانتهاء أي عملية قتالية، فهناك معطيات كثيرة تستجد على العمليات العسكرية، وتؤثر على سيرها بشكل أو بآخر، وعلى سبيل المثال الأحوال الجوية التي في أوقات لصعوبتها تمنع تنفيذ بعض العمليات العسكرية، لكن ما أستطيع تأكيده هو أنه يوجد لدينا مراحل وكل مرحلة لها مؤشرات تحقيق.
وأحب أن أنوه أن هذا السؤال تحديداً كنا نسأل عنه من الصحافين قبل دخولنا إلى عدن، وكنت أجيب بأن العمل العسكري ليس كرة قدم ينتهي بعد مرور 90 دقيقة، فمتى مابدأنا عمل يجب أن ننهيه، والمملكة لديها هذا المبدأ وهو أن ترك الأمور قبل حسمها سينتج عنه مخاطر أكبر.
ولنا في ليبيا مثال، فبعد تدخل حلف الناتو والدول الأوربية لدعم المعارضة الليبية ضد نظام معمر القذافي وساعدوهم على هزيمته ثم تخلو عن البلد، تحولت إلى صراعات بين جماعات مقاتلة حتى اليوم، مما أدى إلى منع من ظهور معالم للحكومة الليبية، ونحن لا نتمنى أن يتحول اليمن لهذا الوضع وأن ينفلت السلاح وتكثر الجماعات المقاتلة وأن تتحول المجموعات التي كانت تقاتل مع الشرعية إلى مليشيات ثم ينشأ الارهاب من جديد.
فيجب أن تحسم الأمور، ولكن بمراحل وهي العمليات التي ذكرتها سابقا من عمليات رئيسية ثم عمليات الاستقرار ثم عمليات الأمن ثم البناء، وهذه لا تتم في يوم وليلة. فتحويل المواطن اليمني إلى رجل عسكري يحتاج إلى ثلاثة أشهر كحد أدنى، ونحن هنا تتكلم عن بناء جيش وقوات أمن، إلى جانب تننظيم أمني وعسكري وهذا لا يمكن أن يتم بسهولة، فاليوم الجيش اليمني يتدرب ويقاتل، ولا يمكن بناء دولة بهذا الشكل.
ولكن نحن في التحالف نساعد الحكومة اليمنية الشرعية على إعادة بناء الدولة، لذلك الجدول الزمني لانتهاء العمليات لا يمكن أن يكون محدداً.
المملكة لن تتخلى عن اليمن
* هل كان لجميع دول التحالف العربي المشترك في اليمن دور فعال؟
عندما ينشأ أي تحالف لابد أن يكون هناك عدة مستويات في الفعالية ومنها المستوى استراتيجي، أي أن انضمام دولة للتحالف ما هو إلا تعبير عن تأييدها لهدف التحالف والقضية التي يحارب من أجلها، حتى لو لم تحضر تلك الدولة واكتفت بمجرد التأييد، فهذا دور فعال بالنسبة لنا.
ثم يأتي دور المشاركة الذي يعتمد على كل دولة وإمكاناتها ورغبتها في المشاركة وحجم الدور الذي ترغب أن تلعبه في المسرح، فأي جهد يتم في التحالف هو مفيد بدءاً من التأييد ومن ثم المشاركة والمشاركة الفاعلة وحجم المشاركة، لذلك لا ينبغي أن نقول إن هناك دولة لم تشارك.
فجميع الدول شاركت حتى لو بجندي واحد، فهي تعد قيمة مضافة للتحالف وهذه نظريتنا في العمل. ولكن العمل الذي نقوم به لا تكمن صعوبته في تكوين التحالف بل في إدامة ذلك التحالف لمدة طويلة دون أن يكون هناك تفكك أو اختلاف في وجهات النظر، وأن تعمل جميع الدول بنفس المنهجية وتستمر في مهامها، وهذا ما نجح فيه التحالف العربي المشترك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.