عقد من الثورة حقيقة ان النتائج مفرحة ان "سارت " كما يجب بدأ الحراك في ظل "هزيمة ثقافية " ونفسية اكثر منها عسكرية للجنوبيين حيث "غيرت " تحية الصباح التي كانوا يقولونها واعتقدوا فعلاً ان تحيتهم كانت ضاله ولم تكن "تحية الاسلام". وبفعل خواء فكري تركت "دولة الاشتراكي " فيه الناس معلقين بين افكار اليسار المتطرف وشعب لم يقطع شوطا في ابجديات الثقافة ليلامس افكار اليسار النخبوية دائما وبفعل كتيبات الجيب الدينية انطلق شباب "الجمهورية التقدمية" الى المساجد عقب حرب 94م انتشرت الحلقات والحديث عن الحلال والحرام واجتاحت موضة "انته تبع من" الشباب بين الوادعي والامام وابو الحسن " ثم هل انت "جمعي " ثم سروري ومنهجي وغيرها.
خنقت الازمات الاقتصادية الشعب انتقل من "سكرة" كونه اصبح على "الطريق" القويم "دينيا" الى البحث عن "الخبز" تململ الناس بدأوا بذكر "الحزب" وايام الحزب وصولاً "للترحم على دولة الجنوب".
حركة الدوافع الاقتصادية التي تشكل الدافع الاول للإنسان وللثورات (كما في الثورة الفرنسية اعظم الثورات) الناس فانتقلت الثورة من البحث عن الخبز الى "البحث عن الكرامة" بل وصلت للبحث عن الهوية وهنا نقلة استراتيجية لها ما قبلها ومابعدها.
كان الحراك فكانت الثورة في عقد من الزمان ناضل فيه الكل شعبياً اعلامياً تكونت "طبقة" مثقفة شابة مكافحة حفرت في الصخر ساعد في ذلك توافر الوسائط والتكنلوجيا بحث الكل عن "اخ اكبر" فتفرعت الفصائل ولكن الكل بقي وفيا يناضل .
لولا الحراك لما كان المجلس الاعلى المجلس الوطني لما سجن سطع احمد عمر بن فريد لما سجن عبدالحميد شكري لما تكونت (عدن الغد) وصدى عدن ويافع نيوز وعدن برس لما ظهر فتحي بن لزرق وباسم الشعيبي وشفيع العبد وام صخر وعبدالرؤوف زين وغيرهم العشرات من من اصبحوا نتاجا "مميزاً" لهذه الثورة.
لولا الحراك لما تكونت 16 فبراير الشبابية فكان نزار هيثم والعبادي والمنذري وجملة رائعة لما كان الرائع الكبير "اديب العيسي" ولما كانت المنصورة رمزا للنضال في زمن السقاف ومذابح الاطفال .
لو لا الحراك لما كانت عدن لايف وردفان الدبيس لما كانت صوت الجنوب ولما كان الربان عبود الخواجه واشعار البجيري وكل التراث الضخم للثورة طيلة عقد صنع ذهنية جيشت الملايين .
تواصل الحراك وكرته الثلجية توسع فكانت 12 مليونية او اكثر وآلاف المسيرات المتزامنة في "كل خميس" في كل مدينة وقرية مزينة بعلم جمهورية اليمن الديمقراطي .
كانت الحرب الاخيرة "فانتقل " الحراك الى مربع "المقاومة المسلحة" رغم عدم اغفال مشاركة فصائل اخرى لاسيما السلفيين برز الحراك رغم الاستبعاد المتعمد من قبل المملكة واعتمادها على السلفيين والاصلاح خوفا من علاقة للحراك بإيران رغم اعلان السيد الرئيس البيض دعمه لعاصفة الحزم.
سوي الملعب بعد الحرب فتم الاتيان بعضو بارز في حزب الاصلاح محافظا لعدن فكان كل شيء على طريقة مدينة "وحيد رشيد" لم يتغير شيء لكن العجلة لم تدور ولم يكن بالإمكان ادارة شيء بعيدا عن "الحراك".
عينت قيادات الحراك في مناسب "سلطوية حقيقية" وليست كشهاد زور على طريقة المكاوي وباراس فاصبح القائد المطارد والذي كان يدرب فدائيين في الضالع "محافظة " للعاصمة المؤقتة لليمن " وعاصمة الجنوب وحاضرته واصبح الشاب الذي كان عنصر ازعاج لسلطات علي صالح مدير لأمن المدينة واصبح العقل الراجح للحراك والمناضل البرلماني الصلب الخبجي محافظة للحج.
لم يتخلى عيدروس وشلال والجبجي عن مبادئ الثورة استمرت اعلام الجنوب في مكاتبهم وعلى رؤوسهم واستمر النفور بينمهما وبين علم "الوحدة" اصبحت "القوة " السلطة للدولة التي كانت تصف الجنوبيين بالشرذمة والردة والانفصال "مخترقة من الجنوبيين" اصبح وضع الجنوب اشبه بوضع "كاتلونيا" هناك خيوط بيدنا ونحرك امور "بأدوات الدولة ذاتها".
وفي ذكرى مرور عام على عاصفة الحزم احتفلت "السلطة التي تحكم العاصمة" في ملعب هو من رموز المدينة في حفل شعبي وان كان "سيئ التنظيم " غاب "علم اليمن الموحد" وحضرت جميع الاعلام احتفي بالعلم الجنوبي على راس ارفع مسئول حضر الحفل "مدير الامن" الذي هو ليس الا ذلك الشاب المطارد والمشاكس والعنيد "شلال شائع" القيادي في الحراك.
الحراك نجح في اختراق "الدولة اليمنية " واصبح حزب قوي ودولة داخل الدولة من وجهة نظري لا يجب السعار ومناطحة "شركائنا الخليجيين" بل يجب وضع اكبر عدد ممكن من القيادات الجنوبية في السلطة لاسيما محافظات الجنوب علينا ان نكبر داخل الدولة ان ننجح الانتخابات التي نريد ونفشل التي نريد نجمع نقاط القوة بيدنا "نعطي انفسنا " نفسا طويلاً سنوات لان نصبح الاقوى ثم نفرض ما نريد بناء على متغيرات إقليمية حتما ستحدث في عالم متغير واقليم اشبه برمال الصحراء المتحركة .
يجب ان نتفق لتشكيل "حامل سياسي" موحد يقوده العقلاء العارفين بتوازنات الاقليم عبر مؤتمر يجمع الجميع ونضع مشروعا ليس شططيا ولايستعدي احد نركز فيه على "حق تقرير المصير" عبر استفتاء شعبي بعد سنوات كلما طالت كان افضل والاهم يجب ان ننتصر لقيم (عدن) المدينة العالمية التي تتعدد اعراقها وتثنياتها دون عنصرية.