في عام 1995، قادتني قدماي، وبالصدفة، إلى جولة في زنجبار نفذ فيها حكم الإعدام بحق شخص قيل انه قتل زملاء له في أحدى المعسكرات التابعة لعلي ناصر في ليبيا. أثناء مروري، رأيت الناس يحتشدون حول الجولة ، وبدافع الفضول أخترقت الصفوف لأرى مالذي يحصل هناك. تفاجأت بشخص جالس يدخن سجارة وطبيب يرسم على قميصه من الخلف بقلم. بعد أن أكمل سجارته، طلبوا منه إن يستلقي على بطنه فوق كود رملي صغير ، وبعد ذلك قام عسكري ملثم بتوجيه بندقيته على الرسمة من الخلف وأطلق عليه طلقتين. لسوء حظي كنت في وضعية مقابلة له تماما ، ورأيته بوضوح. شاهدت حركة عيونه المخيفة عندما نظر بإتجاهي ، ثم وقف على قدميه وكأن لم يحصل له شئ. قام العسكر بلفه في بطانية وهو واقف ، وضعوه في سيارة أسعاف ، وأنطلقوا به إلى مستشفى الرازي. أثرت في حالة الإعدام هذه ، وكانت أول مرة في حياتي أرى فيها شخص يقتل. لم أذق طعم النوم ، وعانيت كثيرا وأنا أتذكر أدق التفاصيل. أنا ، ومثلي عشرات الالآف، من أبناء باكازم المحفد وأحور ، لم نقطع طريق ولم نقتل عدو أو صديق ،ولنا قلوب تخشى منظر الدم ويغمى على بعضنا إن شاهده، فنحن بشر. هل من العدل إن نتحمل وزر شخص لم نعرفه وقاتل محترف لم نألفه ، لانه كازمي؟ نألم لكل قطر دم يسفكها إنسان تحت أي شعار أو مبرر وفي أي مكان على الأرض. نستنكر وبشدة ماحصل للجنود في أحور، ولن نسأل عن التفاصيل والمبررات ، فالقتل قتل، والله أعطى الإنسان كل شئ ، وترك لعظمته حق الموت والحياة. تعازينا لأسر الضحايا ، ونسأل الله إن يصبر أهلهم ، ويتغمدهم بواسع رحمته ، ويسكنهم فسيح جناته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.