الحرب هي عمل شيطاني يلجأ اليه شياطين الإنس من السياسيين عندما يفشلون في تحقيق أهدافهم بوسائل سلمية ويقال ايضا إن الحرب هي امتداد للسياسة ولكن بشكل أعنف الحرب في اليمن تدخل عامها الثاني من دون وجود مؤشرات عملية لإيقافها والوصول الى تفاهمات بين أطراف الأزمة في ظل زيادة معاناة المواطنين وارتفاع كبير في عدد القتلى والجرحى في صفوف المتمردين والمدنيين وزيادة عدد المشردين الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة جدا ولم تفصلنا إلا أيام عن مؤتمر الكويت المزمع عقده في الثامن عشر من أبريل الشهر الحالي والمعارك على الأرض محتدمة بل شديدة جدا في العديد من جبهات القتال وكل طرف يحاول تحقيق انتصارات لتعزيز موقفه التفاوضي على حساب الطرف الآخر ويلاحظ أن هناك تقدما ملحوظا في بعض الجبهات لصالح الشرعية وتراجعا في بعضها كجبهة تعز التي اُعلنَ سابقا أنه تم فك الحصار عنها ثم يعود الإنقلابيون لفرض الحصار من جديد واستهداف المدنيين ، كما إن المتمردين الحوثيين وحليفهم يحاولون التنصل من أية التزامات تقيدهم بشأن القرار الدولي 2216 الذي يلزمهم بإخلاء مؤسسات الدولة وتسليم السلاح الثقيل والخروج من العاصمة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والعسكريين ومحاولة افشال المؤتمر قبل انعقاده من خلال فرض شروط جديدة كمطالبة الحوثيين بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة انقاذ وطني تدير شؤون البلاد قبل الذهاب الى المؤتمر كيف يمكن لهذا الشرط أن يتحقق وماهي القوى السياسية التي سترضى أن تشارك في الحكم معهم بعد الجرائم التي ارتكبوها بحق ابناء الجنوب وتعز والبلاد بشكل عام وهي محاولة منهم للالتفاف على القرار الدولي وإلغاء شرعيةالحرب التي اتت لإعادة الشرعية بعد الانقلاب عليها من قبل المتمردين . أية قوى سياسية تقبل الاشتراك مع الإنقلابيين في حكومة وحدة وطنية ، تعتبر شريكة فعلية في جرائم الحرب التي ارتكبتها المليشيات في حق آلاف المدنيين والتي من المفروض أن يقدم مرتكبوها للمحاكمة كمجرمي الحرب بدل تنصيبهم حكاما على شعب كانواسببا في تشريده وتجويعه وقتله . الأممالمتحدة عبر مبعوثها الأممي ولد الشيخ إسماعيل اعلنت أن مرجعيات المؤتمر ستكون القرار الدولي 2216 ، المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني وسيركز المؤتمر على قضايا رئيسية مثل الملف الأمني ووضع الترتيبات لمراقبة وقف إطلاق النار قضية المعتقلين السياسيين والعسكريين وضع ترتيبات لحل سياسي بين الأطراف المتنازعة لإنهاء حالة الحرب بين الطرفين وقد ارسلت المنظمة الدولية خبراء الى كل من الرياضوالكويت للترتيب لهذا المؤتمر . ويلاحظ أن الجنوب وقضيته غائب عن جدول أعمال مؤتمر الكويت فهناك تعمد مقصود من قبل السلطة الشرعية ومن حولها من المستشارين والمسؤلين على تجاهل الجنوب وقضيته العادلة وكذلك من قبل المبعوث الأممي ولذلك فمن حق الجنوبيين رفض أية نتائج أو قرارات يخرج بها هذاالمؤتمر تتعلق بقضيتهم طالما أنهم لم يمثلوا تمثيلا حقيقيا يعكس القوى الحقيقية الفاعلة في الساحة الجنوبية التي كان لها الشرف في مقاومة الغزو الأخير للجنوب وطردهم مدحورين مقهورين فلم يعد بمقدور الجنوبيين الاستمرار في وحدة تحولت الى مشروع للقتل والتجويع والتشريد والتهميش والتجهيل والنهب هل سيتمكن مؤتمر الكويت في تحقيق السلام في اليمن أم أنه سيكون مصيره مثل سابقيه مؤتمري جنيف وسويسرا هذا يعتمد بدرجة اساسية على سير المعارك على الأرض في الأيام التي تسبق المؤتمر وكذاك على جدية المجتمع الأقليمي ولاسيما تلك الدول المشاركة في الحرب وعلى صدق المجتمع الدولي والمنظمة الدولية وفرض ضغوطات جدية على طرفي الأزمة والداعمين لهما وخاصة إيران التي تدعم الحوثيين . يمثل مؤتمر الكويت الفرصة الأخيرة لكل الأطراف لوضع نهاية لهذه الحرب المجنونة التي زادت المواطن بؤسا فوق بؤسه ودمرت قدرات البلاد الشحيحة اصلا ولابد من الوصول الى حلول نهائية لكل القضايا التي ستكون سببا لعنف قادم أو حروب لاسمح الله وخاصة القضية الجنوبية إذا لم تجد حلا عادلا لها يتمثل في حق تقرير المصير لأبناء الجنوب فأنها ستظل تشكل عاملا من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها .