بالنار والحديد والكفاح المجيد ..... نال شعبي الشديد حقه من جديد نفتخر بالشهيد في سبيل الوطن..... كان في ردفان أو بتربة عدن ضحى من أجلنا يا له من شجاع ..... وعدو الوطن قد تلاشى وضاع يستطيع الفرد من شعب الجنوب أن يعيش على قرص روتي ونص أوقية فاصوليا أو كوب شاي أحمر, لكن هذا الفرد البسيط محال أن يعيش بلا كرامة أو بلا حرية, هكذا نحن وهذه قدرة الله علينا ليس بيدنا شيء لأنه عندما خلق الله الأرض وخلق آدم جمع آدم ابنائه وبدأ يوزع لهم الأرض وقال لجدنا أطلب لك ثلاثة اشياء فقال له جدنا أريد الجنوب, والكرامة والحرية, قال آدم هي لك يا بني ومنذ إذ بدأت معركة الكرامة والحرية على الأرض. عندما أسس أجدادنا دولة ( أوسان ) كان هذا بحدود 520 قبل الميلاد وكان موقع هذه الدولة ممتد من بيحان شرقاً حتى عدن غرباً وبفضل سيطرة الأوسانيين على الممرات البحرية وطرق التجارة وخليج عدن كانت هذه الدولة قد شهدت ازدهاراً كبيراً وأمتد نفوذها إلى السويس وعلى طول الساحل الشرقي لأفريقيا وامتدت شرقاً حتى الساحل الهندي وكان نمط الحياة فيها من حيث الملبس ونظام الحكم والثقافة على نفس النمط الإغريقي في أثينا التي شهدت أنداك أكبر نهضة حضارية في التاريخ, وعندما تأسست دولة البرابرة ( سبأ ) بدأت تنازع جارتها دولة أوسان ونشبت الحروب بينهما وكان النصر سجال بينهم, حتى جاء الملك السبأي ( كرب آل وتر ) وهو بالمناسبة أول من لقب بملك وبدأ غزو أوسان ودمر مدنها تدميراً كاملاً وقاتل أهل أوسان حتى فنيو عن بكرة أبيهم وأحرقوا في بيوتهم حرقاً, ولا زالت عظام الضحايا موجودة حتى اليوم ومحروقة في حفر في وسط البيوت, وآثار هذه الدولة موجودة اليوم في جبال عدن وفي دلتا تبن ودلتا أبين وأحور ووادي يرامس وردفان ويافع وتمتد شرقاً حتى عاصمتها التي كانت في وادي مرخة في شبوة وأكبر دليل على أن شعب الجنوب منذُ أن خلقه الله لا يبادل الحرية بشيء ولذلك أحرقوا قوم أوسان حتى الموت في بيوتهم لأنهم فضلوا الحرية وأبو أن يعيشوا تحت أقدام البرابرة السبأيين عبيداً اذلاء وهذه المعركة مدونة في صرواح في نقش النصر لملك سبأ كرب آل وتر وظل السبأيون يمارسون بربريتهم حتى اليوم وفي القرن الأخير قبل الميلاد عادة أوسان مجدداً من بين أكوام الحرائق وفي ظروف غامضة قل ما دون عنها التاريخ, ولكنها عادت واختفت مجدداً في ظروف أكثر غموضاً وتعرض تاريخها للطمس المتعمد. حاول المخلوع صالح وبرابرته أن يكرر نفس السيناريو الذي سار عليه السبأيون, ولكن هذا الشعب الذي منحه الله الحرية والكرامة واصل معركته الأزلية كالعادة وكان دائما ً يخرج منتصراً. وأظن أن الاسطورة التي تتحدث عن طائر الفينيق الخرافي الذي يخرج عادةً من بين أكوام الحرائق والرماد أظنه يقصد به شعب الجنوب, لأنه هو وحده هذا الشعب الذي ينهض مجدداً من بين الحرائق والرماد, ويمارس حياته بطبيعية بدون تأهيل نفسي أو اجتماعي. يعود مجدداً ليعيش حياته الزهيدة على قرص روتي ونصف أوقية فاصوليا أو كوب شاي أحمر, ويعيش أفراده, العشرون فرداً في مخزن ودارة يبرمجوا الحياة بدون تبرم أو تذمر لله درك من شعب. من يستطيع أن يكسر شعب ( منحه الله الجنوب والكرامة والحرية ) ويعيش بأقل التكاليف, ألم يكن هذا الشعب جديراً بالحياة..؟