نحل "الروتي الصندوق" أكثر من اللازم وخاصة في الأيام الأخيرة بفعل الدعاية المركزة لارتفاع أسعار القمح بسبب الجفاف والحرائق في روسيا ومناطق أخرى في أمريكا وأوروبا, مع أن أسعار الرغيف في دول نامية بقيت كما هي ولم ينقص وزنها هناك كما في اليمن بقرارات أصحاب الأفران والمخابز وامتناع الصناعة والتجارة عن التدخل لإعادة الوزن المقرر مادام الثمن هو عشرة ريال للقرص الروتي والورقة التي تسمى رغيفاً. أما المواصفات فحدّث ولاحرج عن انعدام النظافة والتفاوت في المقادير من الدقيق والخميرة والمحسنات التي تدخل في صناعة الروتي, وقيل من قبل إنها تسبب مع الوقت أمراضاً سرطانية للإنسان, غير الدقيق الطابونة الذي يصمّغ المعدة وحامت حوله الشبهات في الثمانينيات مع ظهور المخابز الفرنسية باليمن والإقبال الشديد على الروتي الذي يسمى فرنسياً أو محسناً لما له من لذة في البداية ثم اختفت مع اختفاء النظافة والطهي الصحيح. لقد كان الواحد منا يأكل "قرص روتي" بخمسة ريال أو رغيفاً بنفس الثمن ويشبع في المتوسط.. أما اليوم فلا يكفي أربعة إلى ستة أقراص لتمتلئ بطن المستهلك مع شيء من الطبيخ والأرز, واتجه الكثير من الناس إلى الكدم, وما إن زاد الإقبال عليها حتى نقص وزنها أيضاً لتتساوى مع الروتي والرغيف ولافرق بين هذه الأنواع إلا في رائحة الكدم الشهية وقابلية تناولها ناشفة جافة على الشاي أو القهوة وأكثر شهية مع الفول التقليدي والفاصوليا أو السحاوق الحار. نريد التوضيح لاأقل من الجهات المعنية حول التناقض بين الأقوال في ضبط الأوزان لأنواع الخبز بناءً على القرارات التي تخرج من اجتماعات في داخل وزارة الصناعة أو بينها وبين الغرف التجارية وممثلي المخابز والأفران كلما طرأت تطورات في التجارة العالمية للحبوب أو حروب وقرصنة بحرية تستغلها شركات التأمين على السفن التجارية وحمولاتها من السلع وخاصة الحبوب بأنواعها والأدوية ومواد البناء. فالسكوت عن هذا الوضع يعني لدى المواطن أن الجهات المسؤولة قد تخلت عنه استجابةً لسياسة حرية التجارة والأسواق ولم تفرق بين التجاوزات غير المقبولة للأوزان والعناصر والنظافة في صناعة الخبز بأنواعه وبين حق المستهلك في الحصول عليه بوزنه المقرر وبالمواصفات التي يشترط أن تتوفر فيه كنوع لابد منه لحماية المستهلك, فبعض الأفران لاتراعي النظافة ولا الوزن وكم هي المرات التي نجد فيها شوائب كالديدان والشعر والقطع المعدنية الصغيرة والصراصير داخل الروتي أو الرغيف الأبيض.