سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأكاديمي والإعلامي د.علي الخلاقي لقناة (الغد المشرق): في المحافظات الجنوبية التحم الجميع ضد الانقلابيين واعتبروهم غزاة ومحتلين، بينما في المحافظات الشمالية تعددت الولاءات
شارك الأكاديمي والإعلامي الجنوبي د.علي صالح الخلاقي مساء أمس الأربعاء الموافق 20 إبريل 2016م عبر الهاتف من عدن في برنامج (أصداء) الذي قدمه المذيع المعروف وديع منصور، في قناة "الغد المشرق"، حول مشاورات الكويت وغيرها.. وفيما يلي نص حديث د.علي الخلاقي: رداً عن سؤال المذيع عن قراءته لما حدث من تأخر وصول وفد الانقلابيين إلى الكويت، أجاب: يُقال "ليلة العيد تبيِّن من عشية" وما أظهره الحوثيون من موقف بتأخر وصولهم في هذه المرة، رغم التزامهم المبدئي الذي قطعوه على أسماع ولد الشيخ، لكنهم لم ينفذوه، واعتقد أن هذه المقدمات تنبئ بالفشل الذي نتوقعه لمثل هذه المشاورات، وهذا عهدنا بالحوثيين الذين لا يأتمرون بأمرهم. وكما رشح أنهم قد توقفوا في عُمان، في مسقط، ربما لتلقي بعض التوجيهات من أسيادهم الإيرانيين حول ما يمكن أن يطرحوه، وهم يسعون ليس إلى الالتزام بما أبدوه علنا.. قاطعه المذيع وديع منصور بالسؤال لماذا نتكلم عن الحوثيين وننسى المخلوع وكأنه ليس له دور معطل؟.. أجاب د.الخلاقي: هذا صحيح، وحينما نتحدث عن الحوثيين أو المخلوع فإننا نتحدث عن تشكيلة واحدة، رغم ما يخبئه المستقبل من تناقضات بينهم، لأن هذا الائتلاف التقى على أسس تكتيكية فرضتها هذه الحرب التي شنوها على السلطة الشرعية وعلى الشعب اليمني، ولكن مع ذلك فأن هذا الوفد، وهو تشكيلة واحدة للحوثيين والمخلوع، لا يبدي حسن النية في الممارسة العملية ويراوغ في تنفيذ القرار الأممي، ويسعى للالتفاف على ذلك القرار، كما ظهر من اشتراطاتهم في تغيير مسار المشاورات بأجندة جديدة تتيح لهم فرض أنفسهم كشركاء في العملية السياسية بعيداً عن السلطة الشرعية، وإنما مع الأحزاب السياسية، وهذا ما يتناقض مع القرار الأممي ومع الأهداف التي التزموا بها للوصول إلى الكويت. وحول سؤال عن موقف السلطة الشرعية التي تبدو أكثر تمسكا بالمشاورات مع أنها الطرف الأقوى على الأرض، فيما يبدو الانقلابيين غير مكترثين لذلك، وهل يتطلب هذا تغيير استراتيجي في التعامل معهم؟ قال د.الخلاقي: - أعتقد أن موقف السلطة الشرعية ومعها دول التحالف هو موقف يعكس قوة موقفها على الأرض، وهذا يسجل لها لا عليها، وإذا ما التزم الحوثيون والمخلوع بهذه الفرصة المتاحة أمامهم لجني ثمار هذه المشاورات، التي ربما تكون الفرصة الأخيرة، ما لم فأن المعركة ستستمر، وعاصفة الحزم لم تنته بعد وأهدافها لم تتحقق كاملة. قاطعه المذيع بالقول: يبدو أن الانقلابيين لا يهمهم أن يقطفوا فرصة أخيرة أو غير أخيرة.. فاستطر د.الخلاقي بالقول: - نعم.. دعني أكمل عزيزي وديع، أقول: إن الحوثيين والمخلوع لا يهمهم في شيء الوصول إلى السلام بقدر اهتمامهم بفرض واقع جديد يضمن لهم موقعاً في الشراكة السياسية القادمة، ولذلك يحاولون الالتفاف والمراوغة والتأجيل، وهذا ما ظهر منهم في المحادثات السابقة وكانت النتيجة معروفة.. وأعتقد أن هذه المؤشرات تبين أنها ستلقى نفس النتيجة، إلا إذا أظهر وفد الانقلابيين في اللحظات الأخيرة موقفاً مغايراً، يستقرئون فيه مدى الهزيمة التي لحقت بهم ، خاصة وأنهم قبل عام قد اجتاحوا المحافظات وكانوا يتمتعون بمنافذ ودعم مفتوح من إيران، والآن بدأوا ينحصرون في إطار ضيق وانقطع عنهم المدد وبدأت قوتهم العسكرية في التقلص وأعدادهم تتعرض للكثير من الهزائم والقتل. وسأله المذيع حول أسباب عدم تحقق قفزات في التقدم العسكري في جبهة صنعاء وتعز، أجاب د.الخلاقي: - لا أخفيك يا عزيزي أن التوازنات على الأرض تختلف بين منطقة وأخرى. ففي المحافظات الجنوبية التحم الجميع ضد هؤلاء الانقلابيين واعتبروهم غزاة ومحتلين لمحافظات الجنوب، ولذلك هب الجميع ضدهم وأبدوا الكثير من ضروب الشجاعة، وكان للدعم الذي قدمه التحالف العربي دوراً حاسماً في إحراز ذلك النصر. وكانت المقاومة الجنوبية تحمي قوات التحالف العربي وتتقدم صفوفها لإحراز النصر في مختلف الجبهات . بينما في المحافظات الشمالية هناك الكثير من الولاءات منها الشخصي والسياسي أو المذهبي الذي يتمتع به الانقلابيون، وهنا برزت هذه المعضلة السياسية حيث ما زالت قوات الشرعية تراوح في كثير من الأماكن بين مد وجزر وكر وفر. وحتى أن البعض تفاءلوا كثيراً بتعيين الجنرال علي محسن، وهو أحد أذرع الرئيس السابق والتحق بالثورة والآن التحق بالشرعية, لكن لم يحصل على الأرض ما ينبئ عن هذا التفاؤل، وهذا يضع علامة سؤال أمام القيادة السياسية لحل هذه المشكلة. وعن سؤال حول ما إذا كان لتعيين على محسن وبن دغر أثراً على مجرى هذه المشاورات في الكويت؟ .. أجاب د.علي الخلاقي: - أعتقد أن هذه ربما من ضمن الإشكالية القائمة، ولكن جوهر المشكلة الأساس هو في الموقف السياسي الذي يبني عليه الحوثيون والمخلوع شروطهم التي لا يهمهم في المقابل من يكون المتحاور معهم، لأنهم أساساً لا يعترفون حتى بالسلطة الشرعية ولا بشرعية الرئيس هادي نفسه. وهذا ما نسمعه من قنواتهم ومن خطبائهم ومتحدثيهم السياسيين، ولذلك فأن هؤلاء سيسعون إلى محاولة فرض شروط جديدة تزيح التزاماتهم من القرار الأممي ومن المتطلبات الشعبية التي تطالبهم بتسليم أسلحتهم والخروج من المدن....الخ. وأعتقد أنه في ظل هذا التمادي لا بد على السلطة الشرعية أن تتخذ موقفاً، وأن لا يطول الانتظار ، لأن هذا يعد قمة المهزلة، والموعد الأخير لوفد السلطة الشرعية هو يوم غد (الخميس) فإذا ما كرر الانقلابيون هذا التأجيل فأنه من الأجدر الانسحاب والعودة إلى عاصفة الحزم. وسأله المذيع عن مغزى ودلالات الحشود التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين وهل ستكرر في المحافظات الأخرى، أجاب د.علي الخلاقي: - إن الحشود الكبرى التي شهدتها عدن على مدى يومي 17 و18 إبريل الجاري عشية اللقاء المفترض في الكويت الذي أفشله تأخر وصول وفد الحوثيين والمخلوع، ليست الأولى ولكنها ربما الحشود رقم 13 التي شهدتها الساحات الجنوبية على مدى الأعوام الماضية للتعبير عن حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره واستقلاله وحريته، خاصة بعد القضاء على الوحدة الطوعية التي ذهب إليها الجنوبيون وسلموا عاصمتهم وثرواتهم ودولتهم المستقلة، ثم غدر بها المخلوع وعصابته واجتاحوا الجنوب في عام 1994م وكرروا هذا الاجتياح العام الماضي، لولا أن الفرج جاء من السماء، بدعم الأشقاء، ولربما فرضوا أجندتهم بالقوة ليس فقط في الجنوب ولكن في جميع محافظاتاليمن. وهذه الحشود هي جزء من الممارسة السلمية الحضارية التي أبداها شعبنا الجنوبي وكانت بدون سلاح، وهذا ما يتناقض مع تلك الحشود التي أخرجها الحوثيون وكذلك المخلوع، كما رأيناها في صنعاء، والتي رفعت صور أسيادهم في إيران وأعلام إيران وحزب الله، بينما في عدن رُفعت أعلام دول التحالف العربي وصور الزعماء من الملوك والرؤساء العرب وهذا يبين أن هذا الشعب ينتمي إلى هذا المحيط العربي ويريد بناء دولته التي ستكون جزءاً من منظومة هذه المنطقة العربية وحماية أمنها الاستراتيجي.