ماذا بعد تساؤل يُثار بعد كل حدث كبير أو هام ليثير قضية أو أكثر ذات صلة بموضوع الحدث تستدعي الضرورة والظرف إثارتها والنظر فيها وحلها..ترى ما هي تلك القضية المراد إثارتها وحلها؟ الأولى: تتعلق بضرورة إبراز وتسمية وتفويض: مرجعية سياسية فريق تفاوضيي هيئة استشارية لقيادة وخوض المعركة السياسية الفاصلة التي تقف على الأبواب ولتتحدث بصوت واحد وبلسان حال شعب الجنوب وتعبر عن هويته وقضيته وإرادته الوطنية واستحقاقاته وتطلعاته المشروعة أمام الأخر – اليمني والعربي والدولي. ولان بقاء هذه المسألة مفتوحة مضرة ويعني وضع القضية الأساس في مهب الأهواء والنزوات .. وفي مرمى أقطاب وفرقاء صنعاء وما لها السياسي وبين تجاذبات ومساومات وتسويات الأطراف الإقليمية والدولية لا محالة. ولربما لم يلحظ البعض أو لم يدقق النظر في أن العودة إلى ما قبل هذه الحرب والوضع العسكري والأمني الذي كان قائماً منذ 22 عاماً باتت مستحيلة والأبواب التي كانت أمام صنعاء مفتوحة للهروب باتت موصدة أيضاً وأكذوبة وذريعة الوحدة باتت هي الأخرى مجردة وعارية أمام الملأ. أما غفلة المحيط العربي والدولي فقد ايقضتها هذه الحرب وأبعادها ومالآتها ومخاطرها ولا حاجة للقلق منها. الثانية: تتعلق بمعركة الإرهاب التي بشرت وتوعدت بها صنعاء الجميع وجعلت منها خيار وبديل وحيد في حال خروج الجنوب من قبضتها وهيمنتها العسكرية والأمنية أو في حال مارس المجتمع الدولي سلطته ضد صنعاء لإنهاء الوضع الغير شرعي والغير طبيعي من عدمه في الجنوب والجلوس على طاولة المفاوضات لحل هذه القضية بالطرق السياسية والدبلوماسية المعروفة. ولهذا فإن الجنوب اليوم – كشعب وحراك ومقاومة بات معني قبل غيره بخوض هذه الحرب بلا هوادة والوقوف بثبات وحزم مع الأشقاء بالمملكة والإمارات لحسم هذه الحرب القذرة. وأخيراً، فإن التحالف العربي "عاصفة الحزم" لم يأت للنزهة أو لرغبة ونزعة العدوان أو لتحريض ودفع شعب الجنوب للحرب والعدوان أو الانفصال- لأن صنعاء قد فعلت وعملت ما يلزم وزيادة لأجل هذا وذاك... وإنما جاء هذا التحالف لهدف أسمى وأكبر – وهو الذود والحفاظ على امن واستقرار الجزيرة العربية والأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين وللدفاع عن حياض وجسد وضمير الأمة العربية وحقها في الأمن والاستقرار والاستقلال والنماء والازدهار والعيش الكريم بل ولإسقاط المشروع الصفوي..