اليوم، أصبح التجمع اليمني للإصلاح ملزماً أكثر من أي وقت مضى بتوضيح موقفه للرأي العام من كل حملات التكفير والتحريض والتشويه والتشهير التي ينادي بها بعض المنتسبين إليه ، ضد قوى فبراير بمجموعهم ، وضد أعضاء الحزب ممن يخالفونهم في الرؤية والوسيلة لا الأهداف العامة ..... في الواقع ، لقد أسقطت الحرب التي تشنها علينا ميليشيات المخلوع والحوثي وجوه كثيرة، وكشفت القِناعات عن القَناعات التي لا تمت للدين والشرع والواقع والمشروع الاصلاحي بصلة ،، مع محاولات التضليل للرأي العام لإعتبارها توجهات عامة للحزب ،، في ظل سكوت الحزب وتمادي أولئك . . ... ...
لقد تحول شعار الدفاع عن الشريعة والدين، عند تلك الفئة المتطرفة الى سوط يجلدون به ظهور الناس، ويستحلون به الأعراض والحقوق والحريات دون مسوغ شرعي أو دليل قانوني او حتى مبرر مقنع لكل تلك الحملات المنظمة والمستمرة، التي تقود الى انحرافات بحجة مكافحة الانحراف ، وتجاوزات للشرع والقانون والعقل والمنطق والمرحلة ، ومتاهات لا تليق بالجهلة، فما بالك بمن يصنفون أنفسهم كعلماء وحفظة ودعاة ومصلحين ،،،
ومن هؤلاء : الشيخ علي القاضي، فمع احترامنا له ولمحبيه، الإ انه انضم لقيادة حملة تشويه وملاحقة ومنذ عدة أشهر ضد المثقفين والكتاب والناشطين وثوار فبراير وغيرهم ممن لا يتبنون رأيه ، تحت دعاوي الحرص على الشريعة والأخلاق والقيم ، وبالإعتماد على الإستدلال بتأويلاته الخاصة للنصوص من الكتاب والسنة والقانون ، وبتحليلاته للمواقف والأشخاص التي ليس لها حجية وفيها الكثير من التحامل والتجني والكذب للأسف ،، كما سترون ،،،،،
إتخذ هذا الرجل من بعض الشخصيات الثورية هدفاً مباشراً للهجوم المتواصل ،. وآخرها مقاله " حاجة الإصلاح لأن يَعقِل توكل ويتوكل " كال مجموعة من الإتهامات للأخت توكل كرمان ، وإصدر فتاويه التي وصلت الى التحريض التنظيمي لفصل توكل من الحزب ، كما ذكر بعملية حجامة عاجلة . وكأننا في زريبة للإبل ، نربط هذه ونذبح تلك ، حسب المزاج والهوى ولأغراض في نفس ابن يعقوب ... ،،،
وبالعودة للمقال المذكور ، نجد أن الجريمة الشنعاء التي إرتكبتها توكل كرمان والتي إعتبرها القاضي مسوغاً قانونيا وشرعيا لإصدار الحكم بالطرد ،، هو إنزالها لصورة تافهة في صفحتها على الفيس بوك، ، فأنقض إنقضاضة الأسد الشجاع ليحملها مآسي الأمة ، وعذابات الشعب ، ومصير الدين والوطن وكأنها القائم بأمر الله ، ... جاء في قرار إتهامه لتوكل في عريضته إثنى عشرة تهمة ، توزعت كالتالي : " إعتبار الصورة دليلأ على الوفاء للمشروع التغريبي، إنكار تحكيم الشريعة، قذف العلماء ،حرب الإخوان ،الوقوف مع السيسي ضد مرسي ، علمنة المجتمع اليمني، الرفض للإصلاح منهجاً وتربيةً وأهدافاً ، الطعن في علماءالإصلاح وقياداته، الهدم لأصول الإصلاح ، التشويه لسمعته ،الترويج للفاحشة الفكرية ،العمل على شل جسد الإصلاح وإمراضه " ،،،
ثم أصدر القاضي الحكم بدون مرافعة أو دفاع ، ولم ينسى أن يضم للحكم متهمين جدد هم "أمثالها" .. في إشارة إن هناك معركة لا هوادة فيها مع أمثالها .رجالاً كانوا أو نساءا . ، حكمت المحكمة على المتهمة وأمثالها بعملية حجامة عاجلة تخرج الدم الفاسد من المستهدف وهنا الإصلاح ،، لتخلصه من الفيروسات وتطهره مما فسد فيه ،،، والالفاظ بالضبط كما وردت في مقال القاضي .....
وأنا هنا لست معنية بالدفاع عن توكل كرمان ، فالجميع يعرف هذه المراة ودورها وأهمية الحفاظ عليها وإن كانت لها هفواتها واخطائها واحياناً شطحاتها التي لا نتفق مع بعضها ... ولست معنية كذلك بالاسترسال بالرد على الإتهامات التي كالها القاضي لها بدون دليل ،،، فالمعني بالرد هو الشيخ ذاته ومعه حزب الاصلاح .. ليوضح لنا كيف شوهت توكل الاصلاح وكيف طعنت في قياداته وكيف هدمت أصوله ورفضته منهجا وتربية واهدافا ....ووووو ... وما مدى صحة هذا الإتهامات من عدمها .
لن أدافع .. ولكني سأورد للقارئ مثالين ليحكم بنفسه علئ ما أورده مقال المذكور ... المثال الأول : هو الإتهام الخامس المتمثل بقصة الوقوف مع السيسي ضد مرسي ،،، فنعم كانت الأخت توكل قد أخطات في تقدير موقف حركة تمرد في مصر لكنها عادت وإعتذرت لكل أحرار العالم ، بعد تنبيها ونقدها وكنت احد من هاجمها ونشر مقالاً بذلك ، ثم قامت بدور مشكور في الدفاع عن الرئيس مرسي أفضل عشرات المرات من أدوار القاضي وتياره الذي يحاكمها ..... وبالإمكان الرجوع لصفحتها للتأكد ... ،،،،،
هذا أحد الإتهامات ، وعليه قس كل الإدعاءات الباطلة التي أوردها سابقا ولاحقاً وبالإمكان القياس كذلك على عمليات التكفير والحرب الإستباقية ضد مسودة الدستور القائمة على مخرجات الحوار الوطني ،،،، ومقدار الزور والبهتان الذي سنوضحه لاحقاً في مقالات قادمة بإذن الله تعالى . ..
المثال التوضيحي الآخر ... القياس على مقارنة حجم الجرائم التي ارتكبتها توكل وطريقة تعاطي هذا الرجل وامثاله من المتشددين والمتحاملين والمتهاونين بواجباتهم ومسؤولياتهم كدعاة أولا ، في نقل الحقيقة وتحري الحق والرحمة المهداة ، فقد انزل الشيخ القاضي تعزية على محكمته ،أقصد صفحته، للشيخ حمود المخلافي والشيخ عدنان رزيق في وفاة حمزة المخلافي وأبو الحارث رزيق وجاء فيها بالنص " .. وقدر الله وماشاء فعل ولله حكمة ، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ، وفي كل حادثة عبر وعظات فيجب أن تكون العبر هنا ؛ وجوب الألفة وتمتين الاخوة والحذر من الفرقة والمبادرة بحل كل مشكلة قبل ان تصبح تعزية .. وتقديم الإحترام على الإصطدام " إنتهى ،،،،،، هذا المنشور لا يتحدث عن صورة لعارية تافهة إستحقت به توكل الخروج من الحزب و الهوية والدين ، وإنما يتحدث عن جريمة القتل البشعة التي أرتكبها بعض المحسوبين على فصائل المقاومة ، ضد بعضهم البعض ، وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين ،،،، أنظروا الي طريقة التعاطي مع الموضوع ... ،،،، السؤال هنا ما السند الشرعي الذي أستند عليه علي القاضي وهو يبرر للجريمة ولا يدينها ويستعرض العبر الكثيرة التي ذكرهها ، .. وإين ذهبت حدود الله والغيرة على محارم الله .. ..
جريمة قتل بشعة تعامل معها بمثل هذه الرخاوة ، أو العقل المتزن كما قد يسميها البعض ، بينما جريمة توكل التي لا تغتفر، إنزال صورة مغنية عارية تافهة بكل المقاييس لتستحق بعدها الويل والثبور وعظام الأمور " ..
ما السبب؟ هل لأن توكل لا تحمل بندقية وليس معها مجموعة مسلحين ، وجدنا صوت القاضي عالياًمزمجراً غيوراً على حرمات الله ومحارمه ، بسبب صورة تنشر الفاحشة الفكرية كما ذكر .. ، ويتلمس الحكمة والعبر في جرائم قتل متعمد بغض النظر عن فاعلها واسبابها ،،،
ثم لماذا لا تنال جرائم المخلوع والحوثي ومجازره بحقنا ذات الاهتمام من القاضي وتياره ....
بهذه الطريقة يضحك على عقولنا ، نتمنى فقط على المؤصل الشرعي أن يحترم المكانة التي يضع نفسه بها .. وأن يإتي بالإدلة علي كل تهمة يتهمها للأخرين .. فإما إثبات كلامه بالادلة الموضوعية وإما الإعتذار لتوكل وغيرها ممن تلاحقهم دعوات التكفير وحملات التشويه والتلفيق والشيطنة .. .... .....
.. فخطورة أخطاء توكل توصيفاً قانونيا وأثرا وعقوبة ، لا تقارن بجرائم الإنقلابيين ممن هم أجدر بالإهتمام والمتابعة والفضح ... .. كما ننصح الأخ القاضي بإعتماد أسلوب " كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ، ووجوب الألفة وتمتين الاخوة والحذر من الفرقة، وضرورة التناصح والمشورة والإحترام لا الإصطدام " ،،، وهو يتعاطى مع موبقات وفيروسات وجلطات توكل وإخوانها وأخواتها ... ،، ....
أخيرأ ، اختم مقالي بما بدات به ، لأذكر أن الاصلاح حزب سياسي مدني للمجتمع ، وليس لفئة أو تيار ، حزب للبناء تتضافر فيها جهود أبنائه وتتكامل ، ولن ينجر للمعارك الوهمية عن عدوه الحقيقي .. أو دعوات التخلف والإقصاء والتمزيق ،.. وللعضو فيه حقوقه وعليه واجبات تنظمها أدبياته من نظام سياسي ولوائح داخلية ، وبرنامج سياسي .... كما إن تنوعه ما يؤهله لقيادة المرحلة القادمة ، ولكنه يحتاج الي مراجعة وضبط في موضوع التيارات المتطرفة التي تحاول أن تتجاذبه بعيداً عن اهدافه السامية، وعليه ان لا يستهين بخطورة الاصوات النشاز الضيقة الصدر والأفق ، وضرورة توعية الرأي العام بتوجهه ومنهاجه ومساره ودعوته ومشروعه الكبير كحزب يمثل المجتمع ، حتى يشعر الجميع أن الإصلاح يمثله فكرا ومنهجا ورؤية وسلوكا ....
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،، ... رفعت الجلسة .......