تدخل مفاوضات الكويت بين وفدي الشرعية والمتمردين الإنقلابيين في اليمن أسبوعها الثاني والثالث ، دون ان تحقق أي تقدم يذكر ، على الرغم من التفاؤل الذي يبديه المبعوث الأممي ، وفي ظل خروقان عسكرية كثيرة للهدنة يقوم بها المتمردون ، حيث يدفعون باعداد كبيرة من قواتهم في محاولة منهم لاستعادة المناطق التي خسروها في الصراع لتقوية موقفهم التفاوضي ، تقابله مرونة وعدم الحزم من قبل المبعوث الأممي والمنظمة الدولية ، وكذلك الوفد الحكومي تجاه هذه الخروقات واستهداف المدنيين من قبل قوات الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق ، بالإضافة إلى تلاعبهم بالمسارات التفاوضية واصرارهم على بعضها دون الأخرى ، كالجانب السياسي وتشكيل حكومة ويكونون طرفا مشاركا فيها ، وهذا يؤكد أنه لانية حقيقية لهم على الأطلاق في وقف سفك الدماء ووضع حد لمعاناة المواطنين خلال عام كامل من الحرب والدمار والحصار والدماء ،وكل مايهمهم هو أن يعودوا حكاما على هذا الشعب كماكانوا ، نتساءل كثيرا كيف يمكن لهذه المليشيات أن تحكم شعبا كانت سببا في قتله وتدميره وتجويعه ؟
وكيف يمكن لجماعة حكمت أكثر من ثلاثين عاما شعبا كانت سببا فيما وصل اليه من كارثية ودمار تريد أن تعود للحكم بأية وسيلة كانت ، حتى ولو كان ذلك في فناء الشعب كله وهلاكه ؟ المهم بالنسبة لهم هي السلطة والحكم والثروة حتى ولوكان المواطنون لايريدونهم ، أي نوع من البشر هؤلاء !
هل المولى عز وجل خلقهم اسيادا ليحكموا والآخرين عبيدا لهم ، تَبّاً لهم ولمن ناصرهم وأيدهم ، وأخص بالذات الموجودين في وفدي المتمردين المحسوبين على الجنوب ، ألا تستحوا من وجودكم في وفدي من قتل أهلكم وأطفالكم ونساءكم ودمر مدنكم في عدن والضالع و لحج وأبين وحضرموت وغيرها من مدن الجنوب ، بأي وجوه ستقابلون أهلكم وأحبابكم وأطفال من قٌتِل آباؤهم ودمِّرَت بيوتهم على أيدي هؤلاء الإنقلابيين
نصيحتي لأبناء الجنوب الاّ يعطوا اهتماما لهذه المفاوضات طالت أوقصرت وينتظروا شيئا ايجابيا لصالح القضية الجنوبية ، كل الأطراف متفقة على أن يظل الجنوب تابعا لهم تحت أي ظرف بالحرب أو بالسلم ، ومقابل هذا التعنت والتصلب
تجاه الجنوبيين وحقهم في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم بعد فشل مشروع الوحدة ، على أبناء الجنوب تعزيز وحدتهم الداخلية والإلتفاف حول قياداتهم والمقاومة وتطهير مناطق الجنوب من أي تواجد للجماعات الإرهابية أو أية جماعة مسلحة تحت أي مسمى ، فهي تشكل خلايا وطابورا خامسا لصالح الإنقلابيين وحلفائهم ، كماأنه يتطلب وبشكل عاجل تشكيل فرق للمقاومة في المناطق التي لم تشكل فيها وخاصة في حضرموت ، استعدادا لأية تطورات تحدث مستقبلا ، فالإنقلابيون ليست لديهم نية صادقة في السلام وايقاف نزيف الدم وأن يعيش الجنوب والشمال في سلام وأمان واستقرار بعيدا عن شبح الحروب التي اتت على الأخضر واليابس وقتلت الرجال والنساء والأطفال وخربت البيوت وايتمت الأطفال ورملت النساء ، كل ذلك بأسم الوحدة كذبا وزورا ، وإنما الهدف الأساسي من وراء هذه الحروب ، هو الخوف من فقدانهم للأراضي والثروات وحقول النفط والغاز التي نهبوها من الجنوب لاغير .