تنظر القوى السياسية اليمنية والعربية والعالم ،بريبة وتخوف للعاشر من أبريل، هذا التاريخ المشؤم الذي وان كان لدى البعض القبول به لان له ما يبرره، الا انه بالنسبة لنا نحن المواطنين البسطاء ننظر اليه بتشاؤم وخوف، لان القبول بهذا القرار، ان تم فعلا، يشكل ضربة قاصمة للناس الذين عانوا من الحرب المدمرة، وليس لهم فيها ناقة او جملا، وشردوا من بيوتهم ودمرت ممتلكاتهم ونفسياتهم والى اليوم وهم لازالوا في معاناتهم ولم يلقوا من يعيد لهم الامن والاطمئنان والسكينة العامة.. اقول ان هؤلاء لن يقبلوا بقرار اقليمي او اممي بعد مضي عام من الويلات التي مارستها العصابات الانقلابية بدعم من قوات الرئيس السابق صالح الذي بنى مليشيات تأتمر بأمره وتقتل الناس ،بعد حكم بغيض دام ثلث قرن وازيد، ولم يكفهم ذلك بل واصلوا القتل والتدمير خاصة للضالع وعدن وابين ولحج وشبوة وحضرموت، لماذا، لان الناس مقتوهم وانتفضوا عليهم.. الخ. اذن، كيف بعد كل الظلم والخراب والدمار نأتي لنتحدث عن وقف للنار ونحن على ابواب العاصمة ،وبعد كل هذا نتساءل ونقول للمجتمع الدولي، هل انتم راضون بهذه الخدعة التي لن يكون الخاسر فيها الا نحن البسطاء ما يعني مضاعفة القتل والتدمير علينا ،ونحن كنا نؤمل ان تنفرج ،وقد جربنا عديد اطلاق نار مع هؤلاء وكانت النتائج افظع وعانينا الكثير. نحن نعلم ان القرار ليس بيد دولتنا المنقلب عليها وهي الان لدى الاشقاء في المملكة العربية السعودية لاتقوا على السيطرة على الداخل ،بسبب الهجمة والتقتيل اليومي للناس وتهديم المساكن على ساكنيها.. وقد كانت عدن الهدف الاول ولكنها قاومت ودحرت الغزاة بوقت قياسي بفضل شبابها ورجالها ونسائها وشيوخها وحتى اطفالها كلهم قاوموا ودفعوا الدم والارواح الغالية رخيصة لتحرير عدن ومدنها، وهنا كانت الصفعة التي لم يتوقعها الانقلابيين وخرجوا مذعورين بعد ان كانت مدننا واحيائنا اشباحا تسكنها القطط والكلاب وتسرح فيها وتمرح القوارض والبراغيث التي ادت الى حمى الضنك التي حصدت ارواحا بريئة لا ذنب لها الا انها من ابناء وساكني عدن فقط.. وهنا نشيد بالدور الداعم والمساند لنا من قوات التحالف العربي وخاصة الامارات الشقيقة امارات الخير لزائد الخير، ومملكة الحزم وملكها الرشيد سلمان الامن والعزم وبقية الدول الاخرى.. الكويت، البحرين، قطر، السودان، المغرب ..الخ واليوم نفس المأساة تتكرر على تعز العزيزة الغالية، بوابة امننا واستقرارنا والعالم يرى كيف يمارس التدمير الممنهج لتعز وناسها الابرياء المسالمين، وهم من أوو الرئيس السابق وهيئوا له سبل العلى، لكنه اليوم يقتل فيهم بشراسة ووحشية لا مبرر لها مطلقا.. ترى ابعد هذا كله ،نخضع لإرادات المتمردين وبغطاء دولي ممثلا بالمبعوث ولد الشيخ احمد ،في حين لازال القرار الاممي 2216 لم ينفذ. وكأننا نحن الذين يجب ان نسلم بالأمور لعصابة الانقلاب والقتل والتدمير وهلم جرا. نحن نخاطب الاممالمتحدة والاقليم وكل القوى الخيرة في العالم لان يقفوا الى جانبنا رفضا لوقف النار الذي سيكمل علينا الدمار ،حنى وان كانت هناك ضمانات بذلك، الا اننا في موقف المنتصر ،لأننا اصحاب حق ومعتدى علينا، ولا نقبل ،ان نجحت المفاوضات، بعودة القتلة والجلاوزة المسرح السياسي تحت اي ذريعة كانت ابدا . ان الدماء التي سالت والاسر التي فقدت ابنائها ودمرت مساكنها، وحتى المؤسسات الصحافية الاهلية والحكومية والمشافي والمدارس والاحياء السكنية والطرقات ،كل هذه ستكون عوامل رفض لعودة هؤلاء الى المشاركة بالحكم مهما كانت الارادة الدولية ترى ذلك.. فنحن من نمتلك ذلك ،واننا اذ نهيب بصناع القرار ان ينفذوا قرارهم الذي مر عليه عام ولم ينفذ منه بندا واحدا. ان جراحاتنا تنزف وما زالت ، ونأتي اليوم لنسمع عن ايقاف للنار، هو كاذب ،وكأننا فقط ننصاع لهكذا ارادة، لا والله لن يقبل الشرفاء بذلك ابدا، ونحذر من موجة قتل وترويع قادمة وصادمة.
نحن ،ختاما، نثق بدول التحالف ومليكنا المفدى سلمان بن عبد العزيز واشقائه قادة الدول المتحالفة ضد الانقلابيين ،لإعادة الشرعية لليمن، نناشدهم ان لا يفرطوا فيما قد تحقق من انتصارات ،لان اولئك لا امان لهم ولا ذمة وان الحوار معهم هو حوارا ليس الا.
لقد صمتنا ولم نرد التحدث طيلة عام بأكمله، على امل دحر الانقلابيين ومحاسبة قياداتهم على جرائمهم، لكن ان يبدا حوار الشراكة باسم او صيغ اخرى ،فهذا معناه خيانة لدماء الشهداء والجرحى والمفقودين والاسرى.. وهو ما لا نتوقع حدوثه مطلقا.
ثقتنا بان المجتمع الدولي ازاح الطغاة الجبابرة في دول انقلبوا فيها على الشرعية والديمقراطية وقتلوا ودمروا لكنهم ازيلوا من الخارطة السياسية تماما. نحن نامل بقبول التسليم بالقرار 2216 دون ابطاء، حتى لا تكون الفأس قد وقعت في الرأس ،وساعتها ستكون الامور الى الفوضى المدمرة. وللحديث مواصلة