يبدو ان الفساد لن يعترف بدولة القانون لما كسب من قوةٍ خلال اكثر من عقدين من الزمن في بلاد مصنفة تحت خط الفقر رغم امتلاكها للثروات الطبيعية التي لا توجد في الكثير من الدول الغنية فتجد ان كثير من دول العالم الغنية تعتمد على النفط والغاز غالباً ولا توجد بها موانئ ولا اراضي زراعية ولا ثروةً سمكية ولا يقل سكانها عن سكان الدولة اليمنية الموحدة في العقدين والنصف الماضية ولكن هذا يدل على ان هذه الدولة لم تكن إلا املاك خاصة يديرها الفاسدين الذين يبحثون عن الثراء الفاحش على حساب الضعفاء... كان التوقيع على الوحدة اليمنية بمثابة رصاصة الرحمة للدولة الجنوبية التي كانت على الاقل تحترم النظام والقانون ولم تجد مسؤوليها بهذا الثراء الذي تجد فيه مسؤولي الدولة اليمنية من الشقين الشمالي والجنوبي وهذا يدل على تقاسم المسؤولين لثروات هذا البلد وان كان للمسؤول الشمالي النصيب الأكبر كونه صاحب السلطة الحاكمة بقوة السلاح ...
انتشر الفساد في البلد الموحد بقوة جحافل صنعاء حتى اصبح شعبه مكوّن من طبقتين طبقةً ثريه تكاد ان تغتسل بالمال بدلاً عن الماء وطبقة فقيره لا تجد قوت يومها مما دفع بأبنائها للزج بأنفسهم للمهالك إما للهروب خارج الوطن او بالانضمام للجماعات المتطرفة التي يمولها اصحاب المصالح السياسية لابتزاز العالم وكسب مزيد من المال والحفاظ على المناصب...
حادثة التهديد التي تعرض لها مدير ميناء عدن لن تكن الأخيرة فما قام احمد العيسي يدل على ان هؤلاء لم يكتسبوا تلك الثروات عبر القانون وإنما بقوة سلطتهم وأنهم لا يعترفون بشيء اسمه النظام لأنهم لم يعيشوا النظام واقعاً خلال فترة بناء ثرواتهم لذا تجدهم يمارسون التهديد والوعيد ظناً منهم ان الحال سيبقى على ما هو عليه ...
اليوم وان كان مدير الميناء قد توجه بخطابه لما يراها اعلى سلطة فإننا نتوجه لمحافظ عدن ومدير امنها برفع الجاهزية للوقوف في وجه هذا المتغطرس ومن هم على شاكلته ليقولوا كفى فساداً فعدن لن تبقى عدن التي عهدتموها أثناء حكم راس الفساد الأكبر عفاش والذي اشترى مواقفكم بغض النظر عن فسادكم لإنه يعلم ان ما ستحصلون جميعكم عليه لن يعادل 5% مما سيحصل عليه هو حاشيته ...
يجب ان يكون تهديد العيسي هو الطريق لمعرفة الناس بممارسة الفاسدين وكيفية ادخال واردات شركاتهم دون حسيب ولا رقيب وعلى الجميع الوقوف الى جانب مدير ميناء عدن ليشعر ان هناك شعباً بأكمله يقف الى جانبه وعليه ان لا يخشى احد فالميناء هو ملك من أملاك الوطن والوطن ملك الشعب وعلى الشعب ان يقف في وجه الفساد اياً كان من يمارسه حتى لا نعود الى دولة الفساد التي بناها عفاش خلال فترة حكمه فعودة الدولة الجنوبية ليس كافي ان لم تكن دولة نظام وقانون تكفل للشعب الحياة الكريمة وتحافظ على ممتلكات الشعب من العبث الذي تمارسه السلطات تحت مظلة النفوذ ...