لا ينكر أي متابع لكرة القدم الأوروبية هذه الأيام التطور الكبير الذي أحدثه الأرجنتيني دييغو سيميوني في أداء فريق أتلتيكو مدريد الاسباني والنقلة الكبيرة التي أحدثها له خلال الأعوام السابقة ليصبح من أبرز الأندية على مستوى العالم. الفريق الذي عادة ما يلعب بروح قتالية عالية وإرادة وعزيمة كبيرين بات مرعباً لكافة الفرق، حقق من خلال هذه النقلة العديد من الإنجازات فتوج باللقب المحلي في العام 2013-2014 على حساب الكبيرين برشلونةومدريد بعد غياب دام أكثر من 18 سنة، ووصل الى نهائي أمجد البطولات العالمية دوري أبطال اوروبا في العام 2014 وخسر بطريقة دراماتيكية امام الجار المدريدي. هذا التطور كان لا بد له ان يستمر ويتواصل في ظل حالة الاستقرار الفنية والفكر التدريبي للداهية سيميوني الذي حافظ على الشكل العام لفريقه على الرغم من مغادرة الكثير من نجوم هذا الفريق خلال الموسمين الماضيين.
متى ستغادر أتلتيكو مدريد؟ هذا السؤال الأكثر تداولاً خلال الفترة الماضية من قبل الصحافة الإسبانية والعالمية للمدير الفني الارجنتيني دييغو سيميوني إلا أن الأرجنتيني كان واضحاً في كل مرة "مهمتي لم تنته بعد" "ما زال هناك لقب دوري أبطال أوروبا لم أحققه مع الفريق". إذا، الامور باتت واضحة فالمدير الفني الارجنتيني ما زال يطمح بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مع كتيبته المقاتلة، وكان قريباً من تحقيق ذلك قبل موسمين، وها هي الفرصة تلوح من جديد وأمام نفس المنافس الجار المدريد العنيد! ولكن، هل تحقيق دوري أبطال أوروبا يعني التخلي عن الليغا؟ هذا السؤال دار في أذهان الكثيرين في الفترة الماضية، وخصوصاً بعد السقوط المفاجئ في الجولة قبل الاخيرة أمام متذيل ترتيب الدوري فريق ليفانتي! هذه الخسارة أفقدت وبشكل رسمي أبناء سيميوني المنافسة على اللقب لتنحصر بين الغريمين برشلونة وريال مدريد في الجولة الأخيرة.
فهل إستهان سيميوني بهذه المواجهة، وصبَ جل تركيزه على مواجهة نهائي دوري الأبطال ليفقد التركيز في أهم مواجهة له في الدوري المحلي، والإ بماذا نفسر عدم الزج ب "غريزمان" أبرز لاعبي الفريق لهذا الموسم؟ هو اللاعب الأكثر تأثيراً في تشكيلة أتلتيكو لهذا الموسم بإحرازه 31 هدفاً وصناعته ل 6 أهداف. اللاعب بنفسه تحدث عن اخر اللقاءات عندما حذر من التركيز على دوري الأبطال وهو الأمر الذي سيفقد الفريق المنافسة على الليغا وهو ما حصل بالفعل. بالتأكيد فإن الارجنتيني دييغو سيميوني بات الآن على المحك، وأصبح الفوز بلقب دوري الأبطال مطلباً أكثر الحاحاً من ذي قبل وخصوصاً من جماهير الفريق التي تنظر الى هذه المواجهة بالكثير من الشغف والحماس.
فالفريق فقد المنافسة على اللقب في الأمتار الاخيرة وهو الساعي للثأر من هزيمته في نفس البطولة في الدور النهائي في نسخة العام 2014، فضلاً عن الرغبة الكبيرة لهذا الفريق لينضم الى كوكبة الشرف للأندية التي حققت هذه البطولة وليدخل التاريخ والسجل الاوروبي فيها. كما انها ستكون أفضل ختام لموسم صعب وطويل وشاق لهذا الفريق المجتهد، وتكريماً لجهود لاعبيه ومدربه الارجنتيني الذي قد يقول "وداعاً" في حال حقق اللقب حسب ما صرح سابقاً.
الا ان السيناريو الأسوأ وهو وارد أيضاً، أن يخسر النهائي امام الجار القوي ريال مدريد "كلاكيت للمرة الثانية لنهائي 2014" بعد أن كان قد فقد لقب الليغا في الجولة السابقة، وليخرج الفريق ومدربه بعد هذه الجهود ب "خفي حنين" دون أي بطولة تضاف الى سجلات الفريق، وعندها قد نجد اصواتاً تتعالى للبحث أكثر في الأسباب التي أدت الى هذه الانتكاسة وهل فشل سيميوني في إدارة اللحظات الاخيرة من الموسم الكروي بصورة سليمة؟ برأينا فان السيناريو الذي ذهبت فيه الليغا الى جانب النهائي الصعب المتوقع لكلا الفريقين المدريدين سيضع سيميوني ولاعبيه تحت الضغط لتحقيق الانجاز ولن يكون من السهولة التفريط بهذه الفرصة ، الا ان هذه الوضعية قد تصعب في مصلحة ابناء زيدان الذي قد يجد الفرصة المناسبة لانقضاض على اتلتيكو مدريد وتحقيق اللقب الحادي عشر في عمر الفريق الملكي.