المراقب للأحداث الأخيرة في الجنوب وبالذات " الإجراءات الأمنية " التي قامت بها السلطات الأمنية في عدن ، وما رافقها من حرب إعلامية شعواء بنشر الخزعبلات والتأويلات الخاطئة لهذه الإجراءات تارةً والترويج للشائعات " المغرضة والخبيثة " التي سنتطرَّق لِبَعْضٍ منها تارةً أخرى ، والتي تقوم بها جماعات لها مصلحة في زعزعة أمن واستقرار الجنوب . الْمُقيِّم لأداء الإعلام الجنوبي وتعاطيه لهذه الأحداث وما رافقها سيدرك كم أن الإعلام الجنوبي يمر بحالة ركود وتخبُّط فضلاً عن هشاشة وضعف شديد للدور الإعلامي الجنوبي . للأسف لا توجد هناك أي جهة إعلامية جنوبية مسؤولة يستقي منها الشارع الجنوبي معلوماته ويدحض خزعبلات وأكاذيب الإعلام المعادي بل بكل أسف انشغل إعلاميي الجنوب بهذه الفترة المهمة والصعبة على تقييم الإجراءات الأمنية وانقسموا بين مؤيد ومعارض لهذه الإجراءات والدخول في أمور لا تخصهم كإعلاميين فالأمور الأمنية ودوافع إجراءاتها لا يتم الإفصاح عنها غالباً ، ومهمة أي إعلامي جنوبي حريص على وطنه تكمن في نقل الحقيقة ودحض الأكاذيب والشائعات . - فبالرغم من قوة الحرب الإعلامية الشعواء التي يشنها أعداء الأمن والاستقرار في الجنوب وقوة إمكانياتهم مقارنة بالإعلام الجنوبي إلا أن هذا لا يبرر هزالة الدور الإعلامي الجنوبي فثمة أموراً واقعية ومنطقية تخدم أي دور إعلامي جنوبي يهدف لدحض ولَجْم ما يروِّجه الإعلام المعادي . (( 1 )) - الكل رأى وقرأَ الحملة الإعلامية " الشعواء " المعادية والمرافقة للإجراءات الأمنية في عدن ، والتي روَّجت للرأي العام المحلي وحتى الخارجي أن ما يجري لا علاقة لَهُ بالإجراءات الأمنية ، وإنما استهداف ممنهج للإخوة أبناء العربية اليمنية ، وما دأب عليه مروِّجوا هذه الحملة الشعواء من استعطافات ولعب بالمشاعر والعواطف ، واستنكارات " لامبررة " على أعلى مستويات ..!! هذا الأمر كان من السهل فضحه وفضح مدى كذب ووقاحة من قاموا بهذه الحملة ، ومن يوجههم . فمثلاً كان بالإمكان أن تقوم أي وسيلة إعلامية جنوبية بإجراء مقابلات تلفزيونية أو صحفية " مصوَّرة " مع عدد من إخواننا أبناء العربية اليمنية الذين لم تطالهم الإجراءات الأمنية لامتلاكهم وثائق هوياتهم وتقديم الأسئلة لهم عن هذه الإجراءات كأن يكون السؤال مثلاً : هل هناك أي استهداف لكم أو مضايقات لكم من قبل الأمن في عدن لأنكم من أبناء المحافظات الشمالية ؟ وماهو ردكم لمن يروّجون لهذه الإشاعات ؟ - قيام صحيفة أو قناة تلفزيونية جنوبية بهكذا دور يُعد كفيل بفضح المطابخ الإعلامية المعادية لهذه الإجراءات لكن للأسف لم نرَ أي وسيلة إعلامية جنوبية تقوم بهذا الدور رغم سهولته . (( 2 )) - لعلَّ البعض أو ربما الكثير منا قرأَ ما روَّجت له بعض الوسائل الإعلامية المعادية وبعض الإعلاميين الذين نأسف أن من بينهم جنوبيين لهم ارتباطات بالقوى المعادية للجنوب من شائعات كاذبة وخطيرة التي رافقت الإجراءات الأمنية كتلك التي تتحدث عن إصابة خطيرة لمدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع في الإنفجار جعلته خارج الوطن ولا يتابع ولا يلعب أي دور فيما يجري من حملة أمنية في عدن وهو أمرٌ تداركه بعض الإعلاميين الجنوبيين الذين نشروا صور لهم بصحبة شلال في الإمارات كرد على مروجي هذه الشائعة ، وبنفس الوقت نشرت هذه الوسائل الإعلامية المأجورة والأشخاص الذين يعملون ضمن مطبخ الإعلام المعادي خبر مفاده أن محافظ العاصمة عدن عيدروس الزُبيدي تحت الإقامة الجبرية من قبل قوات التحالف وهذه الشائعات ليست هيستيرية كما يضمها البعض بقدر ما أنها مدروسة وخطيرة بنفس الوقت يقف خلفها مطبخ محترف وتهدف لزعزعة تماسك الشارع الجنوبي المساند بكل قوة لهذه الإجراءات وأفراد المقاومة والأمن الجنوبيَّين الكفيلين بتنفيذها وخلخلة روح المعنوية فيهما . الرجلان ( شلال وعيدروس ) بات ينظر لهم معظم ان لم أقل كل الشارع الجنوبي على أنهما المخلِّصَين له من هذه المرحلة الصعبة على الأقل وهذه المطابخ تستهدف إيجاد انتكاسة ولو إعلامية لهذه النظرة وهذه الثقة ... - كان بالإمكان دحض هذه الإدعاءات بإجراء مقابلة تلفزيونية مع اللواء شلال شائع أو التقاط صور للقائد عيدروس وهو يعقد اجتماعاً ما أو يزور منطقة معينة أو حتى وهو يتمشى بالقرب من مقره في جولدمور كرسالة طمأنة للشارع الجنوبي من جهة ورد مناسب وقوي يفضح ويُعرِّي هذه المطابخ من جهة أخرى . - في نهاية مقالي هذا أتمنى أن ندرك جميعاً أن الحرب الإعلامية لا تقل شراسة عن حرب الميادين ولا تنقصها أهمية وهو أمرٌ ضللنا متساهلين به رغم أهميته فهل سنجد آذاناً صاغية لضرورة إيجاد قناة جنوبية " خالصة " ومركز إعلامي جنوبي يحوي كوادر إعلامية جنوبية مُدرَّبة ومؤهلة يختص جانب منه للرد المناسب على هذه الشائعات والأكاذيب ونخرج من دائرة الهزالة التي يعيشها إعلامنا الجنوبي ؟؟!.