عقد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد الخميس لقاءين منفصلين طرفي الصراع اليمني في محاولة لاستئناف مشاورات الكويت المباشرة المتعثرة منذ ثلاثة أيام بعد تعليق الجانب الحكومي مشاركته الثلاثاء بحسب مصادر تفاوضية يمنية. وقالت المصادر إن "ولد الشيخ اجتمع مع وفد الحكومة اليمنية المشارك في المفاوضات وعرض عليه وثيقة موقعة من قبله بالتزام جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالنقاط الست التي اشترطها الوفد الحكومي سابقا، للعودة إلى طاولة المشاورات المباشرة". وأوضحت المصادر أن الوفد الحكومي رفض مقترح المبعوث الأممي وطلب التزاما مباشرا من وفد "الحوثيين" وحزب صالح بشروطه. كما التقى "ولد الشيخ" بوفد الحوثيين وحزب صالح في وقت لاحق، لعرض مطالب الوفد الحكومي عليه. وفي هذا السياق، قالت مصادر مقربة من الحوثيين إن اللقاء مع المبعوث الأممي ناقش تشكيل لجنة عسكرية ستتولى مهمة تسلم السلاح الثقيل من المقاتلين، والانسحاب (الحوثيين) من المدن اليمنية. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، قد قال في وقت سابق الخميس إن الأممالمتحدة "تعتمد المرونة" مع الأطراف من أجل التوصل لحل سياسي، وتجنيب اليمن المزيد من الخسائر البشرية والمادية، إلا أنه أكد أن على الأطراف "مسؤوليات" يجب أن يلتزموا بها مع دخول محادثات السلام اليمنية أسبوعها الخامس. وذكر ولد الشيخ في بيان الخميس أن المجتمع الدولي مستعد لدعم اليمن لافتا أن المطلوب من المشاركين في المفاوضات "التفاعل البناء خلال الاجتماعات من أجل التقدم بالملف السياسي والأمني وقضية الأسرى والمعتقلين". وقال، إن "العمل جار وبشكل متواز للتوصل إلى حل سلمي شامل والقرار النهائي سيكون يمنيا – يمنيا، والتقدم يعتمد على جدية الوفود". وأضاف أنه استكمل اللقاءات الأربعاء، مع ممثلي الحوثيين وحزب صالح بعد يوم من لقاءه الوفد الحكومي. ولم تشهد مشاورات الكويت الثلاثاء والأربعاء، أي جلسات مشتركة بين الأطراف اليمنية بسبب تعليق وفد الحكومة مشاركته احتجاجا على "عدم التزام الحوثيين وحزب صالح، بالمرجعيات والشرعية، والانسحاب، وتسليم السلاح، والتدابير الأمنية المتعلقة بها خلافا للالتزامات والمطالب التي فرضها عليهم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216". واشترط الوفد لعودته للمشاورات، تقديم وثيقة مكتوبة، تتضمن موافقة الحوثيين وحزب صالح على ثوابت البنود الستة للحوار والتي تتمثل في قرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والاعتراف الكامل بالشرعية وكذلك الالتزام بأجندة مشاورات "بيل"، في سويسرا، والنقاط الخمس التي تحدد على ضوئها جدول الأعمال والإطار العام للمشاورات ومهام اللجان. اختراقات الحوثي وميدانيا شن مسلحون حوثيون وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الخميس قصفا مدفعيا مكثفا على مناطق خاضعة لسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية في محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد، بحسب الناطق الرسمي باسم "المقاومة" بالمحافظة. وقال الناطق "عبد الله الأشرف" إن "المناطق التي استهدفها القصف تقع في مديرية (المتون) بالجوف"، مشيرا أن "المسلحين الحوثيين أطلقوا أكثر من 20 قذيفة مدفعية، طال بعضها منازل مواطنين"، دون أن يبين فيما إذا سقط ضحايا أم لا جراء القصف. وأوضح أن "اشتباكات متقطعة أيضاً تدور الخميس بين المسلحين الحوثيين، وقوات صالح من جهة، وقوات الجيش والمقاومة من جهة أخرى في عدة جبهات بالجوف من بينها جبهتا العقبة والغيل". وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار باليمن، الذي رعته الأممالمتحدة، في 11 أبريل/ نيسان في ظل اتهامات متبادلة من قبل مختلف الأطراف المتصارعة بخرق الهدنة.