تصنيف المرء حزبياً و مناطقياً و شللياً بسبب مواقفه و أطروحاته ونقده أصبحت ظاهرة مزعجة و مقلقة في أيامنا هذه ، البعض يقول يا فلان أنت لم نمسك لك طرف يعني يقصد مع من أنت بالضبط ، هي شهادة جيدة بحد ذاتها أللا تكون مع طرف محدد و تواليه في الحق و الباطل على حدٍ سواء . يجب أن نحاول ونحاول أن نتحرى الصدق و قول الحقيقة بقدر الإمكان و ألا نجامل أو نداهن أو نهادن في قول الحق للوصول إلى الحقيقة، ومع هذا فنحن بشر نخطأ أكثر مما نصيب .
يقول البعض يا فلان أنت بالأمس كنت تنتقد فلان واليوم صرت تمتدحه و تشد من أزره .
نحن ننتقد سلوك و ممارسات و تجاوزات و أخطاء وليس أشخاص بحد ذاتهم ، و إذا قوَّمَ ذلك الشخص سلوكه وحدَّ من ممارساته و صحح من تجاوزاته و أخطائه صار شخص سوي و صديق عزيز بكل بساطة .
تصنيف الأشخاص بحسب كتاباتهم داء يؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي و التناحر الفكري ، الذي هو أشد إيلاماً من الحرب التقليدية لما يسببه من أثر نفسي صعب نسيانه مع مرور الوقت ، وليس عيب ولا جريمة أن تسأل ذلك الشخص عن إنتمائه الحزبي و ميوله الفكرية ولكن العيب عندما يجيب ذلك الشخص عن سؤالك بشفافية وصراحة مطلقة ومع هذا لا تقتنع وتصر على تصنيفك الخاطئ .