الاعتذار تقويم لسلوك سلبي .. يظهر من خلاله مدى شجاعة الفرد على مواجهة الواقع حيث يعتبر الشخص المخطئ أن الاعتذار "تقليل شأن"بينما العكس صحيح فالاعتذار قوة شخصية ، واتزان التفكير.. وهو القدرة على المواجهة في الحياة.. فالخطأ سمة من سمات البشر، وكل إنسان في هذه الدنيا معرض للخطأ تحت وطأة الانفعال ، وليس عيباً أن يخطئ المرء ، ولكن العيب أن يستمر في خطئه . والاعتذار رجوع إلى الحق ، وإقرار بالخطأ ، وإحساس بالندم، وهو سلوك حضاري وفضيلة تدل على الثقة العالية بالنفس ، وفن ومهارة اجتماعية وأسلوب تصرّف وينبوع يتدفق بالحب والصفاء والتفاهم الحقيقي يتطلب جرأة أدبية كبيرة لأنه ليس مجرد لطافة أو ملاطفة. وقبوله دليل وعي ونضج فكري واضح يزيد من أواصر المحبة والتقارب والتفاهم بين البشر . إلى جانب كل ذلك فهو ثقافة عامة تسمو بصاحبها، لأنها غائبة عن حياتنا ومجتمعاتنا، لذا كان ديننا العظيم من أكثر الأديان حثاً على تصحيح الأخطاء ، وكانت التوبة والاعتذار وكل مشتقاتها من أكثر الألفاظ وروداً في القرآن الكريم. ينقسم الناس في إدراكهم لثقافة الاعتذار إلى 3 أصناف : 1 - الاعتذار السريع - وهو مراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ غير المقصود أو السلوك السلبي عند حالة الغضب . 2 - الاعتذار بعد مراجعة النفس - وهو ما يأتي متأخراً نوعاً ما ، بعد أن يقضي المخطئ حالة مراجعة للموقف ومحاكاة النفس .. حيث ينتابه حالة تأنيب الضمير .. وقد يبدي اعتذارا رسمياً أو يدبر موقفاً غير مباشر ليبين رغبته في تصحيح سلوكه . 3 - الصنف الثالث ..وهو ما نعانيه في مجتمعاتنا ، وهنا الشخص مدرك تماما لحجم أخطائه ، لكنه يكابر و يمتنع عن الاعتذار.. ويطالب الناس أن تتقبله كما هو . بلا شك أن النوع الثالث من الناس يعاني من ضعف الشخصية ، وعدم القدرة على مواجهة المواقف .. وكذلك يمكن أن نصفه ب «الغرور». إن الاعتذار ثقافة قليل من الناس من يجيدها لأنها تعبر بحد ذاتها عن مدى ارتقاء الإنسان وحسن خلقه وتعامله مع الآخرين..فالأمر سهل إذاً أعتذرت عندما تخطئ ولا تخف لن ينتقص منك شيئاً بل سيعلو شأنك ويكثر محبوك ويحترمك الآخرون.