حياتنا التي نعيشها ليست فوضى حتى نخطئ على الآخرين، بل هي جملة قواعد ونظم وآداب، وكلما توافقنا مع تلك الآداب والنظم والقواعد سارت حياتنا بالشكل الصحيح المرغوب فيه وكانت سعيدة وجميلة، والعكس صحيح دون أدنى شك، لأن مخالفة تلك القواعد والآداب، لا تأتيك إلا بكل ما هو منغص ومكدر ومحزن لك وربما لمن حولك. فهل من سبيل لإعادة النظر في تقويم سلوكنا والرقي بفكرنا. لماذا التعنت وعدم الاعتراف بالخطأ. فنحن لا نخطئ أبدا بينما غيرنا هو من يخطئ دائما؟ لماذا لا نملك الشجاعة ونقدم الاعتذار عما قمنا به نحن من خطأ؟ علينا أن نعود أنفسنا على أن نعتذر عن أخطائنا وان نبادر في تقديم الاعتذار الصادق وتقديم التعويض النفسي أو المادي الذي سببناه للآخرين وهكذا نكون قد تحملنا مسؤولياتنا عن تصرفاتنا وكذلك هو سبيل لترتاح فيه أنفسنا دون تأنيب ضمير. عدا أن هذا من الأساليب الحميدة لتقوية أواصر المحبة والتآخي بين الناس.. وبث ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع. فإذاً الاعتذار هو الإقرار والاعتراف بالخطأ وطلب الصفح والسماح والعفو ممن وقع عليه الخطأ عما قمنا به من تصرف خاطئ قد الحق ضررا معنويا أو ماديا بشخص ما.. والاعتذار يعتبر من ابواب فن التعامل مع الآخر وكسب ود الآخرين وتقوية العلاقة مع من حولنا وهو احد عوامل نجاح العلاقات الاجتماعية. كما انه من صلب ديننا الحنيف الذي يدعو إلى التسامح والمحبة. ان العيب ليس في وقوع الخطأ منك، سواء كنت تقصده أم لم تقصده، لكن العيب كل العيب أن تعتبر ما وقع ليس شيئاً ذا أهمية أو لا يستحق الالتفات إليه، فتمضي في حال سبيلك غير مبال بما يمكن أن يجره ذلك التطنيش للخطأ من مشكلات. ولعل هذا يعود إلى فقد فن الاعتذار. ماذا يحصل لو اعتذر رجل أمن أخطأ على مواطن؟. كم أتمنى من مدارسنا ان تعلم ابناءنا وبناتنا ثقافة الاعتذار ،ان اسرنا تنعم ولله الحمد برصيد كبير من القيم الجميلة والاصيلة ولكن ايضا نحتاج أن نغرس قيماً اخرى تضيف لنا كمجموعة وكأفراد الكثير من الجمال.. والاجمل لو ارتقت ثقافة الاعتذار لمستوى أسمى بحيث لا نقع في الخطأ نعم نحتاج كثيرا لنشر ثقافة الاعتذار فهي مستوى من مستويات الشجاعة الادبية وهي سلوك النبلاء وتمثل حصانة قوية للابتعاد عن الخطأ واللا مبالاة بمشاعر الآخرين.. عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ صحيفة المدينة