الخطأ طبيعة الإنسان، ويتميز العقلاء بالعودة للصواب ولكن يرتقي الإنسان ويتميز نبله بقدرته على الاعتذار لمن اخطأ بحقه وان كان اصغر منه عمرا، أو مكانة.. والاعتذار يمثل مظهراً حضاريا.. وهو انعكاس لمستوى النضج والثقة في النفس. ورغم سمات الشجاعة التي يتصف بها مجتمعنا إلا أن أغلبنا تغيب عن ممارساته الاجتماعية ومضامين علاقاته الاجتماعية.. ثقافة الاعتذار يعتبرها البعض شكلا من أشكال الضعف رغم ان الاعتذار لا يقوم به إلا من يملك مستوى عاليا من الشجاعة الأدبية.. ثقافة الاعتذار ممارسة نحتاج كثيراً لأن تكون جزءً من تكوين علاقاتنا الاجتماعية بحيث نمارس الاعتذار بكل أريحية ودون تردد أو شعور بالخجل أو اعتباره ممارسة ضعف. في المناسبات السعيدة نتذكر الاحبة ونتذكر الكثير من المواقف التي ربما أخطأنا فيها بحق عزيز أو قريب وربما باعدت بيننا إلى حد الانقطاع فيما كان اعتذار صادقاً وفي وقت مناسب كافيا لإصلاح العلاقة وعودة أواصر الود والحب لعلاقة إنسانية. من الجميل، لو ارتقت ثقافة الاعتذار لمستوى أسمى بحيث لا نقع في الخطأ وخاصة تلك الممارسات غير الحضارية، فلسنا مضطرين للاعتذار لعامل النظافة لو لم نلقِ ورقة او منديلا في الطريق. نحتاج كثيراً لنشر ثقافة الاعتذار فهي مستوى من مستويات الشجاعة الأدبية وهي سلوك النبلاء وتمثل حصانة قوية للابتعاد عن الخطأ، كن ذا لياقة فإذا أردت التمتع بالقوة والثقة وتكتسب حب الناس كن شغوفاً بهم، فلا تجعل لسانك يخونك قط فإن القدرة على الكلام مع اللياقة تزيد من قوة تأثيرك في الناس على اختلافهم. «جذور الحب والاحترام ممتدة بين نفوس البشر وأدواتها هي الاعتذار وتقدير الآخر, نحن بحاجة لثقافة الاعتذار، وفق احترام الآخر وليس الخوف منه». رابط المقال على الفيس بوك