حلت الذكرى السادسة والعشرين للوحدة منكسرة باحتفالات باهته ليس لان البلاد اليمنية بشطريها الشمالي والجنوبي تعيش حالة حرب .. في الشمال المسيطر عليه حكام صنعاء الانقلابيين احتفلوا بمهرجان جماهيري حاشد في ميدان السبعين جنوب عاصمتهم صنعاء وجسدوا وجددوا في شعاراتهم المعهودة (الوحدة او الموت) الوحدة خط احمر ) بنفس عقلية الماضي سياسة الضم والالحاق وشرعنوا وحدتهم بنفس الصناعة رموز جنوبية جددوها من امثال بن حبتور وقيادات جديدة صنعوها من امثال بن يحيى وبن شهاب اصطفت الرموز الجنوبية على منصة ميدان السبعين دون خجل مشرعنة بوجودها الوحدة التي رفضها شعب الجنوب ولا وجود لها على الارض الجنوبية التي خلت من مظاهر الاحتفالات فابناء الجنوب توجهوا في هذا اليوم (22مايو) الى مقرات اعمالهم لا اجازة رسمية في الجنوب الا عيد ثورة الجنوب 14 اكتوبر وعيد الاستغلال الوطني 30نوفمبر. فهذه رسالة قدمها شعب الجنوب للمجتمع الدولي والاقليمي فلا يمكن تجاهلها هذه المرة فالجنوب خارج سيطرة حكام صنعاء الانقلابيين ولا يربط ابناء الجنوب بهم الا التزامات دولة الجنوب التي تحولت الى صنعاء في 22 مايو 90م واهمها صرف الرواتب وهذا جانب قانوني تفرضه المواثيق الدولية واتفاقية الوحدة ودستورها فلا يوجد على ارض الجنوب أي نشاط سياسي او اقتصادي او ثقافي او اجتماعي لدولة حكام صنعاء الانقلابيين والحال كذلك لحكام صنعاء الشرعيين فهم غير قادرين حتى على المكوث في عدن عاصمة الجنوب التي اعلنوها عاصمة مؤقته لهم وعاجزين عن قيام أي فعالية فالوحدة التي تشرع شرعيتهم في الحكم غير قادرين ان يحتفلوا بها باي بقعة من ارض الجنوب .
وهذا يؤكد ان الجنوب خارج سيطرة حكام صنعاء الشرعيين مع انهم يدعون انها مناطق محررة خاضعة لهم وحتى المكلا التي يسمونها عاصمة اقليمهم الشرقي غير قادرين المكوث فيها فرئيس الحكومة بن دغر هو من ابناء حضرموت لم يستطع البقاء فيها اطثر من ربع يوم وعاجزين عن تنظيم احتفالية فيها فكان احتفال الشرعية هذه المرة في احضان حزب الاصلاح في ارض الصحراء مارب هذا الموقف للحكومة الشرعية يحسد عليه ويعريها امام المجتمع الدولي ولا سيما وانها تتشدق في وسائل الاعلام ان 75% من الاراضي اليمنية بيدها مع انها عاجزة عن المكوث في 5% من هذه الاراضي المحررة فارض الجنوب محررة بشقيها الانساني الذي حرر ابناء الجنوب في قلوبهم من الوحدة عام 94م وبقية ارضهم محتلة من قبل قوات وجحافل حكام صنعاء الانقلابيين والشرعيين التي قادها يومها راس الشرعية (هادي).
وها هي اليوم ارض الجنوب محررة بشقها الاخر (الجغرافي) لتصبح الجنوب ارضاً وانساناً محررة من سلطات حكام صنعاء فعلى المجتمع الدولي ودول الاقليم ان تبعد النظارة السوداء ويعترفوا بالحقيقة الساطعة فالجنوب خارج سيطرة حكام صنعاء الانقلابيين والشرعيين وابناء الجنوب يسيطروا على ارضهم المتمثل بفصيل الحراك الداعي الى فك الارتباط واستعادة الدولة وهو شريك متحالف مع الشرعية في معركة التحرير وتم تجاهله كطرف رابع في مباحثات الكويت ليضمن حق الجنوب في أي تسوية سياسية بين حكام صنعاء باستفتاء شعبي ليذهب الجنوب الى وحدة ابدية او دولة مستقلة .