قصه أحزنتني وسأروي لكم بعض تفاصيها وانا شاهد عيان فيها. بعد ايام قضيتها بجبهة باب المندب حيث تدور معارك شرسة بين المقاومة ومليشيا الحوثي جأنا الأسعاف مسرع الى العيادة الخاصة بالجبهة هناك ومعه مصاب ينزف دماء من ساقه وصدره بسبب شظايا الهاون التى اطلقتها مليشيا الحوثي على مواقع المقاومين بالجبهة. وبعد ان وصل الجريح الى العياده اعطيت له اسعافات اوليه من قبل الدكتور المتواجد والوحيد وبعدها يتم اسعافه للعاصمة عدن. طلب احد رفاق الجريح وهو من أبناء عدن من المتواجدين ان يرافق الجريح حتى ايصاله الى المستشفى بينما هو سوف يعود الى الجبهة وقلت له انا من سيرافقه وأخذت جعبتي وسلاحي وصعدت الى الاسعاف والدم ينزف من قدم الجريح وصعد شخص اخر معنا ليضغط على الجرح في الساق حتى لاينزف أكثر بينما كنت انا اضغط على الجرح في منطقة الصدر لكي لا يزيد النزف. انطلقنا مسرعين باتجاه عدن والمسافة تقدر بثلاث ساعات او اربع ساعات تقريباً والجرح ينزف والجريح يتألم ونحن نتألم قهرا. وطوال الطريق كنت اذكره بالله عزوجل وقال لي (في سبيل الله في سبيل الله) . وسألته من أين انت قال لي انا من الشيخ عثمان واسمه صدام كمال ان لم تخني الذاكرة. وبينما كانت السيارة تمضي مسرعة كان كل قليل يسالني :"هل اقتربنا من عدن وكنت اطمنه بأننا بتنا قريبين ولكن للاسف كانت المسافة لازالت طويلة والطريق مليئة بالحفر والمطبات والنقاط العسكرية. كانت لحظات صعبة فالجرح ينزف والجريح يفقد وعيه ،وضعنا له الاكسجين لم تمضي نصف ساعة حتى نفذ الاكسجين الذي في الاسطوانة والقهر في يقطع قلبي على هذا الشاب. نبضات قلبه بدأت بالتراجع وعيناه بدأت تتغير. وصلنا مستشفى اطباء بلا حدود صعد الدكتور الى السيارة وأطل بنظرة على الجريح وقال بلغة حزينة :"لقد فارق الحياة منذ ساعة تقريباً. شعرت بألم شديد على هذا الشاب الذي لم اتوقع ان يستشهد بأصابه بسيطة في ساقه ولكن الشيء المريح ان وجهه والله ثم والله نور والسجده على جبهته تقبله الله ... ما اود ايصاله لمن يهمه الامر من هذه القصة هو ان هناك تقاعس من المسؤولين عن جبهة باب المندب حيث لم يتم توفير مستشفى ميداني واطباء لمثل هذه الحالات او على الاقل يتم توفير مروحية لنقل الجرحى . لو كان هذا الجريح أماراتي أو سعودي لو وضع له بدل المروحيه الواحد عشر مروحيات . نسأل الله ان يتقبل اخي صدام مع الشهداء والانبياء في الفردوس الاعلى.