أكثر من ثمان سنوات يقبع فيها الأسير أحمد المرقشي خلف قضبان السجن المركزي اليمني بدون ذنب جناه أو تهمة ثابتة عليه ، خرج قبله وبعده مئات السجناء ، والغريب أن منهم المجرمين والقتلة! ، وهو مازال قابعا في زنزانته صابرا محتسبا ، مرت عشرات المنظمات الحقوقية أمامه في السجن ولم تراه ، لأنها منظمات موجهة وتأتي لأشخاص محددين – غالبا قتلة ومجرمين – أما الأبطال فإن أعينها الواسعة تضيق عنهم حتى تكاد تصاب بالعمى! . أحمد المرقشي ضحية الابتزاز السياسي ... ولأنه جنوبي سيطول حبسه هكذا قرر السجان الشمالي ، وقد حاول أن يركّع شعب جنوبي كامل ولم يفلح ، فوجد المرقشي ورقة جيدة للمساومة ، جنائيا وعقلا وعرفا ليس هناك ما يدين المرقشي ، وقد أحتار القاضي في نطق الحكم ، فيضطر إلى التأجيل بعد استشارة سادته وأولياء نعمته ، وإلى الآن لم يصدر حكما فاصلا في قضية العصر! . في السجن زار المرقشي عشرات الساسة والحقوقيين ، يواسونه والبعض يساومونه ، ولا ينسون التقاط الصور التذكارية معه ثم يغادرون بدون فائدة للمرقشي!! ... أصبح الأسير أحمد المرقشي رمز الجنوب ، فسجنه يعني سجن شعب الجنوب كاملا ، وحريته هي حرية شعب الجنوب ، هذا ما فهمه من أتخذ قرار سجنه ، ولذلك لن يتم الأفراج عنه حتى يعود الجنوب لبيت الطاعة الشمالي ، وهذا ما يرفضه المرقشي ولو طال حبسه وزادت معاناته! . قضية المرقشي بسيطة! ، وقد حدثت مثلها الكثير ، وتم تبرئة الجناة ، بل أن بعض الجناة قد قتلوا المئات ، بل الآلاف ، ويتم الحوار معهم وتدليلهم!! ، والمرقشي مازال قابعا في سجنه بريئا مظلوما ، حتى أن تقرير البحث الجنائي – وهو المخول بإدانته – قد وقف في صفه ، وأثبت أن رصاصة القتل جاءت من الجناة أنفسهم ، ولكن من يقنع ساجنيه!!. أجدني في هذا المقام اناشد جميع المنظمات الدولية والمحلية ممن تعنى بحقوق الإنسان بالوقوف الجاد والحازم لفك صراح الأسير المرقشي والعودة لأسرته والتي حرمت منه وحرم منها سنوات طويلة ، وكذلك أناشد سلطة الأمر الواقع في صنعاء ، وهم الذين يدّعون المظلومية وأقول لهم : كيف سيقف معكم الناس ، وأنتم ترون سجين محبوس ظلما ، ولا تعملون شيئاً لإخراجه من سجنه؟!!!.... كذلك هي همسة للمبعوث الأممي أسماعيل ولد الشيخ : بيديك ملفات اليمن كاملة ومنها ملف الأسرى ، والذي وصل لمراحله النهائية ، ونرجو أن يكون أول الأسرى المحررين هو الأسير المظلوم أحمد العبادي المرقشي ، نخاطبك ونحن نعرف سجلك المشرف في حقوق الإنسان ، فنرجو أن يكون المرقشي من أول اهتماماتك الإنسانية ... ولعميد الأسرى الجنوبيين أحمد المرقشي : لا بد لفجر الحرية أن ينبلج .. طال ليل الظلم أم قصر!! ، فلتصبر ولتحتسبي ولن يضيعك ربك الكريم سبحانه وتعالى .