أن المباحثات التي تجري في الكويت للسلام في اليمن لن تتوصل الى حلاً نهائياً بصورتها الحالية، لان كلاً من الطرفين له شروطه ويرى المباحثات انتصاراً له. فكل طرف يعتبر نفسه في موقف قوة ومسيطر. فالجنوب يحكم من ابنائه وتحت سيطرة ابنائه والشمال كذلك، و أن كانت هناك حرباً في محافظتي تعز ومارب لاتزال مستمرة. ولكن كفة ميزان العدل في مباحثات ايجاد حلول لاحلال السلام في اليمن لم تكن منصفة. فالمباحثات يبنغي أن تناقش وتكون المساعي بين الشمال والجنوب ايضاً. فلو فرضنا أن الطرفين اتفقوا حول حلول السلام التي ستخرج بها تلك المباحثات في الكويت. فالية حل السلام بدون تقديم التنازلات لن تفضي الى حلاً، لان مثلاً وفد الحوثي وعفاش يقول نحن المسيطرين على الواقع، ووفد الشرعية يندعي انه مسيطر على أكبر مساحة في ارض الواقع بالاضافة الى غياب الطرف الاخر واستثنائه من تلك المباحثات الا وهو ابناء الجنوب. فلو قبل مثلاً وفد الحوثي وعفاش بعودة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي والحكومة الى صنعاء للممارسة العمل وتطبيع السلام والتزام تسليم السلاح من قبل مليشيات الحوثي للجيش وعودة المليشيات المسلحة الى صعدة. فهل تعتبر المشكلة انتهت وسيحل السلام؟ فهل هناك ستكون مباحثات اخرى مباشرة لحل الخلاف بين الشمال والجنوب حول الوحدة أم ستستمر عمليات القمع لابناء الجنوب المطالبة بفك الارتباط؟ في ظل عدم اعتراف ابناء الشمال بحقوقية مطالبة ابناء الجنوب حول اختيارهم المعروف المطالب بفك الارتباط، ستظل مشكلة الاحتراب قائمة بين الشمال والجنوب، لان الجنوب الان استطاع بناء جيش بعكس المرحلة السابقة. فاستمرارية عدم الاعتراف الصريح بقضية ابناء الجنوب وحقوقية مطالبهم ستكون بمثابة القنبلة المؤقوتة التي ستنفجر في شمولية اليات السلام التي قد تتوصل لها تلك المباحثات لحل النزاع والاحتراب. ولو أن في تصوري أن تلك المباحثات يكتنفها الغموض في ظل تصريحات كل طرف بان تلك المباحثات جاءت انتصاراً لعدالة قضيته في الاحتراب. ننتظر لنر، ماهي نتائج تلك المباحثات التي ستخرج بها لحل السلام الجزئي بين الاطراف المتحاربة؟