يتذكر علي باموسى وهو رجل في العقد السادس من عمره حينما كان شابا في عدن قبل أكثر من 30 عاما حينما كان يقود سيارته الصغيرة وسط شوارع مديرية خور مكسر التي يعيش فيها منذ ولادته. يتذكر "باموسى" تفاصيل كثيرة عن الحياة في عدن قبل عقود من اليوم بما فيها أعمال عنف وحرب أهلية وتصفيات سياسية وحوادث انقلاب في الحكم . عقب 30 عام مما مضى يقود "باموسى" سيارة يملكها منذ سنوات بعدد من شوارع المدينة لكنه تخلى عنها مؤخرا لصالح المشي على قدميه صوب مناطق قريبة من مقر سكنه بحي السفارات بخور مكسر. هجر "باموسى" سيارته الصغيرة عقب تزايد إغلاق الطرقات في المدينة مؤخرا من قبل قطاعات أمنية مختلفة . يقول باموسى لعدن الغد ان وقائع إغلاق الطرقات لدواع أمنية تجاوز كل الحدود المعقولة في المدينة فلا تكاد تمر سيارة بشارع حتى ينتصب في نهاية أحجار وقطع إسمنتية تمنع حركة المرور . شهدت مدينة عدن منذ سنوات مضت أعمال عنف وتفجيرات نسبت إلى تنظيمات متطرفة لكن أعمال التفجيرات هذه تعاظمت خلال الأشهر الماضية بصورة لم يسبق لها مثيل . ورغم انتشار نقاط أمنية كثيرة بداخل المدينة وفي أطرافها إلا ان مظاهر إغلاق الطرقات لايزال سائدا حتى اليوم . وسط خور مكسر تنتصب جولة بدر وإدارة الأمن لايفصل بينهم سوى اقل من700 مترلكن هذه الجولات لاتزال مغلقة حتى اليوم يرى محمد عبدالخالق وهو معلم بمدرسة حكومية بخور مكسر ان قطع الطرقات وإغلاقها أمام حركة المرور لايمكن له ان يكون حلا للاختلالات الأمنية التي تقع في عدن . في طريق عودته إلى خور مكسر قادما من مناطق أخرى يضطر "عبدالخالق" إلى سلك طرقات فرعية بسبب كثرة الشوارع الرئيسية المغلقة في المدينة . يقول" عبدالخالق" لعدن الغد" :" المشكلة مش في الحوادث الأمنية المشكلة ان كل مسئول يصنف ويقفل الطريق اللي أمام بيته أو معسكره وعليك يامواطن أنت تتكبد عناء المرور بشوارع عدة حتى يصل منزله . في الطريق إلى البريقة غرب عدن لاتبدو الطريق هي سالكة أيضا منذ أكثر من شهر تم إغلاق الطريق الواصلة إلى البريقة واكتفي بخط مرور واحد . لم يحدث هذا قط منذ عقود حتى خلال الحرب الأخيرة رغم المخاوف من تسلل الحوثيين إلا ان الطريق كانت سالكة . مشاعر غضب متصاعدة يرى قطاع من الناس اليوم في عدن انه يتوجب على السلطات إعادة النظر في آلية إغلاق الطرقات أمام المارة بعدد من الشوارع ترى أم اوسان "علي" وهي موظفة بمؤسسة المياه بعدن ان مظاهر إغلاق الطرقات ونصب المتاريس وسط الشوارع يعزز الشعور بعدم الثقة في المدينة . بالقرب من الشوارع المغلقة تنتصب قطع خرسانية كبيرة واحيانا اكوام من الرمال . تضيف أم اوسان بالقول :" كل هذا يشعرك بالخوف .. ثمة انفجار سيحدث اللحظة والمؤسف ان كل هذه الأشياء لاتستطيع منع هجوم في اوقات كثيرة يتم رمي احجار صغيرة منعا للمرور والناس طبعا لاتمر لكن من سيهاجم يمكنه تجاوز هذه الحصى. وجهة نظر حكومية بدورها ترى السلطات الحكومية ان اغلاقها للطرقات يأتي بهدف الحد من الهجمات المسلحة التي ينفذها منتمون للجماعات المسلحة . ورغم ان جزئية وقوع هجمات حقيقي إلا انه من المؤكد ان إغلاق الطرق بصورة عشوائية لايمكن له ان يحد من أي هجمات مسلحة . يقضي باموسى يومه بالقرب من جولة الثقافة بخور مكسر يتناول أكواب عدة من القهوة والشاي ويقهقه برفقة عدد من أصدقائه ويتمنى فيما يتمنى قبل ان يموت ان يطوف مدينته مجددا دون ان يشاهد طرقات مغلقة .