يعد القائد سعيد صالح الشحتور رحمه الله من ابرز القيادات التي فجرت فجر الثورة التحررية الجنوبية وفي مطلع العام 2005م كانت العاصمة عدن تشهد مسيرات ووقفات احتجاجية تطالب بمساواة الضباط العسكريين الجنوبيين بزملائهم الشماليين وكان من ينظم تلك المسيرات والوقفات الاحتجاجية جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين . ولكن برز الى ميدان الشرف والبطولة والنضال القائد الفذ سعيد صالح الشحتور واعلن المطالبة بالتحرير والاستقلال وقيام الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطنية المتعارف عليها قبل العام 1990/5/22م. وفي يوم ال2005/5/21م الذي لم تصنع اشعتة شمس الضحى بل صنعه الشحتور بيده طالب الشحتور في ذلك اليوم بانفصال الجنوب عن الشمال معلناً بذلك فجر الثورة التحررية الجنوبية والتف حول الشحتور عدد كبير من الشرفاء في ذلك الوقت واستمر القائد الشحتور بالنضال ضد القوات الموالية لنظام علي عبدالله صالح في ذلك الوقت بمديرية المحفد وتمكن الشحتور ورفاقة من ارعاب تلك القوات وطردها بعد هجمات كثيرة شنها الشرفاء ضد تلك القوات حتى تمكن من تحرير مديرية المحفد في مطلع العام 2007م .. وبهذا نستطيع القول ان الشحتور اول من كسر حاجز الخوف ذلك القيد الفولاذي الاصم ووضع اللبنة الاولى لانطلاق الثورة التحررية الجنوبية .. عرضت على الشحتور الكثير من المناصب والاغراءات المادية منها منصب محافظ محافظة ابين ومبلغ مائة مليون ريال يمني من قبل علي عبدالله صالح الذي ارسل كثير من الوسطاء لاقناع الشحتور بالسكوت والتخلي عن مطلب التحرير والاستقلال إلا ان القائد الشحتور رفض كل تلك العروض والاغراءات قائلاً للوسطاء ان القضية قضية شعب الجنوب وليس قضية مصالح شخصية . وفي منتصف العام 2007م قامت سلطات علي عبدالله صالح بايقاف راتب القائد الشحتور ولكن كل ذلك لم يثني القائد الشحتور بل اعتمد على تربية الاغنام واجتهادات ذاتية اخرى في ظل مطاردة اجهزة صالح الامنية له .. عاش القائد الشحتور سنوات عجاف وصعبة جداً في الجبال بسبب مواقفة الجلية والثابتة التي لم يتراجع عنها قيد انمله . شهدت العاصمة عدن مسيرات مطالبة بالتحرير والاستقلال وردد المشاركون في المسيرات في اواخر العام 2007م شعارات تدل على قوة وصلابة القائد الشحتور واهم تلك الشعارات ياشحتور سير سير ..نحنا جيشك للتحرير .. اضافة الى تسميات الاطفال فقد اطلق الكثير من ابناء الضالع وردفان ويافع اسماء ابنائهم بالشحتور اعجاباً لقوتة ومواقفة الثابتة تجاه شعب الجنوب وقضيتة العادلة .. لم يكن الشحتور يبحث عن زعامة في مراحل نضالة بل اجتمع في يوم من الايام بعدد من قيادات الثورة الجنوبية حالياً منهم حسن باعوم وناصر النوبة وغيرهما كثيرون واكد لهم بان مصلحة الوطن تعلو على كل المصالح مع ان ذلك الوقت يسمح للشحتور بان يكون قائد للثورة الجنوبية إلا ان شيم وصفات وسمات وقيم واخلاق الشحتور لم تجعله يبحث عن الزعامة بل جعلته يفكر في طريقة تحرير واستقلال الجنوب وكان الشحتور قد طرح خيار الكفاح المسلح لتحرير الجنوب إلا ان القيادات الاخرى حينها رفضت خيار الكفاح المسلح ودعوا الى النضال السلمي المتمثل في الاعتصامات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية.. وبعد ان مكث فترة زمنية تراوح الخمس سنوات عانى الشحتور من مرض القلب واضطر للسفر الى الخارج لاجراء عملية في القلب غادر عبر مطار الريان بالمكلا بجواز مزور لايحمل الاسم الحقيقي للشحتور الى العاصمة اللبنانية بيروت برفقة ابين اخيه وعند وصوله الى بيروت وقبل اجراء العملية الجراحية له هناك نطق الشحتور وصيتة الشهيرة قبل دخولة الى غرفة العمليات وشدد على ابن اخيه الذي رافقة بتنفيذ الوصية تلك الوصية التي تداولتها وسائل اعلام كثيرة وهي في حال فشل العملية ووفاة الشحتور حث مرافقة ان لا ينقل جثته عبر طائرة تهبط في اي مطار من مطارات شمال اليمن واشترط في وصية نقل الجثه بطائرة تهبط في مطار عدن او حضرموت وان لم تتوفر رحلة الى عدن او حضرموت فضل الشحتور دفن جثته في بيروت . وبعد اجراء العملية له التي فشلت وكانت سبب موتة واجه مرافق الشحتور صعوبات في نقل الجثه حسب الوصية التي اوصى بها الشحتور وظل مرافق الشحتور يواجة الصعاب لمدة سبعة ايام وحينها تدخل القيادي محمدعلي احمد وطلب من مرافق الشحتور نقل الجثه الى صنعاء عبر رحلة بيروتصنعاء ايام مؤتمر الحوار الوطني واستقبل محمدعلي احمد وعدد من فريقة المشاركين بالحوار الوطني في صنعاء جثمان الفقيد الشحتور بمطار صنعاء وادوا الصلاة على روحه بمطار صنعاء وعقب ذلك نقلت جثة الشحتور من مطار صنعاء الى مطار عدن ووصلت جثمانه في ساعات المساء وتم الاحتفاظ بجثتة باحد مشافي عدن وفي صباح اليوم الثاني تمت الصلاة على روحه الطاهرة من قبل قيادات وجموع غفيرة في ساحة العروض بخور مكسر وعقب ذلك انطلق موكب التشييع صوب مديرية المحفد ليوارى الثراء هناك وفي منطقة عصران شرق المحفد مسقط راس القائد الشحتور شيع جثمانه الى مثواه الاخير .. ضرب الشحتور رحمه الله اروع الامثال واستطاع ان يكون نموذجاً ورمز للشهامة والشجاعة والكرم وعلم بارز ورقم يصعب تجاوزة من خلال عدم سكوته عن الظلم تجدر الاشارة الى ملاحظة مهمة وموقف صلب للقائد الشحتور ضد احد دول الجوار واستطيع سردها :- في بداية الثمانينات كان الشحتور رجل اعمال بالمملكة العربية السعودية واختلف مع احد التجار السعوديين ما جعل رجل الاعمال السعودي يستعين بالامن السعودي في ابتزاز الشحتور وتضييق الخناق عليه وفعلاً قاموا بمضايقة الشحتور وحرمانه من حقوقه فكان رد الشحتور غاسي وبعد تفكير وصبر طويلين .. استقطب الشحتور سلاح شخصي( مسدس) من اليمن وادخله الى الاراضي السعودية بشكل سري تهريب .. وقام بقطع تذكرة سفر عبر الخطوط الجوية السعودية وكانت الرحلة داخلية في الاراضي السعودية تمكن الشحتور من الصعود الى متن الطائرة وكان المسدس مختفي داخل جزمتة التي يرتديها وعند اقلاع الطائرة من احد مطارات المملكة العربية السعودية اظهر الشحتور مسدسة ووضع المسدس في راس كابتن الطائرة واجبر كابتن الطائرة على التوجه الى مطار العاصمة الايرانية طهران وتوجه كابتن الطائرة الى طهران وهبطت الطائرة هناك وبهذا لقن الشحتور السعودية درساً غاسياً ..