لا أمد محدد على ما يبدو لنهاية فصول الانقلاب شمالاً بعد عام وأشهر على الحرب اللا مفهومة ليومنا هذا. ولا حل يلوح في أفق سماء المتفاوضين في الكويت في ظل استمرار الحرب التي هي الأخرى تثير التساؤلات اللا مستحقة كاستحقاق شرعي لشعب في الشمال يبدو وبكل ما يمكن لنا أن نستنتجه بأنه شعب راض باستمرار هذه الحرب ورحاها على تراب أرضه وإلا إلى ماذا نعزو هذا الصمت الشعبي المطبق ضد الحرب بكل أطرافها وبشكل شعبي مجتمعي جمعي في الشمال بل على العكس خرجت مئات الآلاف المؤيدة لطرفي الحرب الشركاء شمالاً تهتف بحياة الزعيم وحياة السيد .
ولكي نحاول تفسير هذا التأييد اللا صحي واللامنطقي العكسي لمنطق العقل والوقائع التي يدركها العالم إقليمياً وعربياً ودولياً والتي أقرت بأن انقلاب الحوثيين وإسقاط صنعاء وإسقاط الحكومة ومحاصرة الرئيس الشرعي ووضعه تحت الإقامة الجبرية ثم القشة التي قسمت ظهر البعير الحوثعفاشي المنتشي بالنصر الماثلة بالزحف إلى عدن والتي لم تترك للسعودية وتحالفها خياراً غير أن تفرمل جموح هذا الانقلاب الذي كان واضحاً بأنه ناقوس خطر أزعج الجميع.
وعليه فتلك الأسباب سبقاً كانت هي من أشعل الحرب إذاً لماذا لم يخرج الشعب ضد الانقلابيين في الشمال ولماذا حدث عكس ما قد يكون صحياً ومنطقياً عندما خرج الشعب مؤيداً للمخلوع وللسيد عبدالملك في دعمهم لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي والذي أصبح الشعار الشعبي الأشهر للشمال والشماليين .
بيد أن ما قد نستشفه إدراكاً حسب معطيات ووقائع حرب إعادة الشرعية واستعادة الدولة شمالاً يجعلنا أمام صورة كاملة ووجهة نظر ترقى لموقف يفسر حقيقة هذا التأييد السافر والجمعي للانقلاب ورموزه شمالاً . فلا جدية تتسم بالانتصار للشرعية من قبل رموز عسكرية وسياسية وحزبية وقبلية شمالية تحارب حاملة لواء شرعية رئيس جنوبي لا تثق به مطلقاً على خلفية تعييناته بعد الانتصار للشرعية جنوباً .
وكل تلك الرموز الشرعية اليوم كانت تتعامل مع المخلوع وكانت من صنيعته إلى ما قبل ثورة شتاء التغيير في صنعاء والشمال وتدرك تلك الرموز أن انهيار منظومة قوى الشمال المتمثلة في ما يمتلكه المخلوع من قوات عسكرية موالية له وما تمتلكه حركة الحوثيين من مليشيات قتالية ومدربة تدرك بأنه انهيار كلي وتام يهدد مستقبل بقاء إشكالية الصراع الشمالي الجنوبي المتمثل في بقاء الوحدة من عدمه والذي ستحدده نتيجة الحسم السياسي المتعثر في الكويت أم الحسم العسكري الغائب رغم ما تردد عن جلب حزب الاصلاح لمقاتلين جنوبيين اصلاحيين إلى مأرب استعداد لمعركة صنعاء . فلا شعب مع الشرعية في الشمال ولا قبائل صنعاء سر مفتاح دخولها الأبدي مع الشرعية في مقابل عجز تام عن حسم المعركة بسواعد شمالية بعد أن تم جلب سواعد جنوبية .
وبعد عام من يوميات إعلام حزب الاصلاح في سهيل ويمن شباب وغيرها من قنوات أبواق المردة الاصلاحيين عن المعركة في تعز وتعز تقاتل وتعز تقاوم وتعز تنتصر وبعد أن استنفذت الحيل وأشكال وأنواع التدليس والكذب والخديعة أطل رجل معركة تعز صاحب أسطورة الطبل والانتصار برقصة البرع حمود المخلافي مع أحفاد بلال ليعترف الاعتراف الصاعقة الذي يؤسس أنموذجاً شمالياً من مجموع نماذج لا يساورني شك بأنها ستتابع تواتراً حين قال أن تسعين بالمائة من أبناء تعز جبناء وأولهم زوج أختي حوثي!!!