تمضي الايام والاسابيع والاشهر ونحن ننتظر ان تتحسن الخدمات ولكن لا جديد في الافق يلوح سوى وعود اشبه بمواعيد عرقوب والكهرباء لوحدها حكاية اشبه بحكاية الف ليلة وليلة فيومياً ننتظر نهاية الحكاية لكن الاحداث تستمر وتستمر لتروي حكاية مواطن ارهقته الوعود وانهكته التبريرات فلديه وزراء لخدمات مفقودة اصلاً ، مضى وقت طويل جداً من دون ان نلمس انفراجاً لهذه الازمة وماذا عسانا نقول في هذا الصيف الخانق وقد حرمنا هذه النعمة حتى في الشهر الفضيل وايام العيد وحولها القائمون على هذه الخدمة الى نقمة مرهقة وغدا ديدن المواطن الساعة كم لصت والساعة كم طفت وكم باقي وباتجي وكم باقي وباتنطفي ، نعم صارت هذه النعمة هم وأرق بالليل وسخط ومذلة بالنهار. صار المواطن بارعاً في الحساب والرياضيات لدرجة انه يجيد عد النجوم بالليل وكذافي عز النهار والبركة في حكومتنا الموقرة يا سادة ، ولو انها عادت كما زعمت لتلمس همومنا ومعاناتنا عن كثب ، لشاركتنا في الحلوة والمرة واثبتت حسن النية ، وشاركتنا في االثلاث اوالاربع الساعات الانطفاء التي تتناوب على مدار الاربعة والعشرين الساعة حتى تفقدك الصبر وانت الصحيح بحمد الله والمعافى فما بالك بالطفل والمريض والمسن واستمتعت معنا بنعمة النور لساعة او ساعتين عقب فترة انتظار تمضي وكأنها قرون وما ان تبدأ حتى يبدأ العد التنازلي فتمضي وكأنها ثواني لانك لا تكاد تستمتع بوجودها حتى تعاود الانطفاء ،اعتقد ان من حقنا على الحكومة بل من واجبها ان تشاركنا في السراء والضراء لتعلم ما نعانيه وتتحرك بجدية بدلاً من هذا البرود الذي لا مثيل له في الجو الخانق الذي يكتم انفاسنا. ليت وزراء حكومتنا يقتدون بوزير الكهرباء الياباني الذي قيل انه انحنى لشعبه لمدة عشرين دقيقة جراء انقطاع التيار الكهربائي في بلاده لمدة عشرين دقيقة ، ترى هل سينحني وزيرنا مثله وكم سيستغرق في الانحناء ، شخصياً اظنه سيمضي كل ماتبقى من عمره في الانحناء معتذراً بل وسيحتاج لعمر اضافي ربما تمده الحكومة به كونها شريكته في الجناية على شعبها المغلوب على امره. عفاف سالم