يراهن البعض، بتفاؤل كبير على أن الشرعية ستنتصر بعد دخولها صنعاء ولو بعد انتظار، هذا الرهان ربما رابح، إلا ان من سيسمح بعملية "الدخول" هي القوى الدولية التي رسمت معالم ومستقبل المنطقة واليمن جغرافيا. إذ الكلام على حقيقته بأسقاط صنعاء لن تكون إلا بموافقة دولية، لكنها قد تعيد المواقف من جديد بإنتاج "احتلال الجنوب" بمسمى دولة اتحادية، ويبدو المطلوب من الجنوبيين بعد ذلك ان يبقوا تحت سقف شرعية اطرافها المتصارعة في "الشمال" أو أن يذهبوا إلى المقابر، ويستحيل تحقيق مطلبهم بتقرير المصير، لا من داخله بحراكهم السلمي ولا بفصائل مقاومتهم المنتصرة بتحرير الأرض، ويراد منهم أن يكونوا، إما مع انتصار الشرعية، وإما مع هزيمتها، وإرجاعهم إلى الوراء ما قبل الحرب 2015م هذا الكلام في سياق الأوضاع الراهنة يظهر كم أن المعركة بين أطراف الصراع في الشمال ستطول، وكم أن نتائجها ضالعة لإسقاط مطالبهم بتقرير المصير، اذ ليس بإمكان احد المنتصرين من طرفي "الشرعية او الانقلابين" غدا أن يجيبوا عن السؤال: ماذا سيفعلون بقضيتهم..؟ تبرهن هذه المعطيات أن قضيتهم بحاجة ماسة إلى من يرعى شؤونها من صانعي القرار في الخارج وليس بهتافات وشعارات الداخل، وجعل قضيتهم في أروقة مجلس الأمن الدولي ليتولوا الإشراف عليهم واعطاءهم حق تقرير المصير باستحقاقات منصوصة دوليا.. هل هذا مستحيل؟.. ربما.. إلا أن التعويل على هذا المستحيل الدولي في الظروف الراهنة أفضل حال من التعويل على خطب وبيانات مكوناتها وفصائلها في الداخل وعلى عجزها عن إيجاد حامل مشترك واحد يمثل قضيتهم. هل سيبقى الجنوبيين أسرى الأبواب المقفلة بمفاتيح المتصارعين في المنطقة وفريقا الشرعية ودول التحالف العربي..؟ وهل سيندمون بعبث قضيتهم، بعد حرب خاضوها بالوكالة كطرف حتى انتصروا على حساب تطلعاتهم المشروعة..؟