لم أكن اعلم ان موضوع موازييك الانتماء والثقافة لليمن يمكن ان يقابل بهذه الدرجة من الاستحسانً وقد أفضى ذلك الى فتح الباب لمزيد من الرصد لازدواجية الولاء الوطني والولاء القومي بين سكان الإقليم في عموم اليمن جنوبه وشماله والارتهان للانتماء القومي على حساب الموقف الوطني وتغليبه على سواه نقارب هذه المرة لتحليل المواقف الفكرية والسياسية لبعض قمم الفكر والسياسة في الساحة اليمنية والذين يفترض ان يواكبوا وبقوة مسار الاحداث يتأثرون بهاويؤثرون فيها يناصبون العداء الدكتاتورية ورموز الفساد والخيانة ويناصرون المطالبين بالعدالة والديمقراطية وإقامة الدولة الحديثة هكذا يفترض ان يكون الموقف المؤامل لأي مثقف ملتزم بقضايا وطنه حريص على الدفاع عن الثوابت الوطنية بكل ما يمتلك من قوة وتأثير بيده فان لم يستطع بلسانه وهذا اضعف الإيمان الا ان ماحدث في حالة بعض المثقفين الكبار مدعاة للحيرة والارتباك فقد رصدنا ورصد الكثير من الخبراء والمفكرين اليمنيين وغير البمنيين ظاهرة محيرة وغير منطقية رافقت مواقف بعض كبار المثقفين اليمنيين بدأت قبيل انتفاضة الشباب ضد ظلم ودكتاتورية علي عبد الله صالح اثناء الاشتباكات الستة بين صالح والحوثيين حين كان الاعلام العربي يسلط أضواءه لمعالجة تفاصيل تلك الحروب وكان بعض من قمم الفكر ينأون بأنفسهم بعيدا عن معانات الناس وكأن مايحدث من حرب ظروس في بلادهم يجري في احدى دول أمريكا اللاتينية بل ان بعضهم من كتاب الزوايا وصفحات الرأي والدراسات كتبوا في لحظات المواجهات الساخنة بين أنصار الشرعية وانصار الفارسية كأنوا وللاسف يختارون موضوعات مقالاتهم لتغطية قضايا من أمريكا اللاتينية مثل التقارب الامريكي الكوبي وانعكاسات هذا التقارب على حجم التبادل التجاري بين واشنطن وهافانا! كان مشهدا حزينا حين تصادف وجود كاتبين من أصول يمنية يشغلان فراغاكبيرا من المساحة المخصصة للمقالات ذات الطابع السياسي مشاركين بمقالين مختلفين في نفس الصفحة ونفس العدد واليوم وكان الاول يكتب عن ألاعيب نتنياهو في محادثات خيار السلام في حين كان الكاتب الكبير يكتب عن موضوع القنوات الفضائية الرمضانية والمشاهد من اللحم الحي الذي يعرض بالسرعة البطيئة والسريعة ,معا وفي الجانب الاخر كانت المعارك في اليمن تشهد قصفا حوثيا لاحياء مدينة تعز تسقط ركام وصخور المباني المهدمة على رؤوس الأطفال والنساء والعجزة دون رحمة من احد وفي حين كان كتاب الوطن العربي يتأسون على ماحل باليمن من كوارث والام كان كتاب ومفكري اليمن الكبار يداومون على الكتابة عن قضايانا عربية وعالمية دون خجل ولم اجد تفسير لهذا الامر عدى انها هروب من مواقع الاشتباك وخوف من كتابة كلمة حق يمكن ان تنزل الغضب على هذا الدكتاتور او ذاك او ان تغضب هذا القاتل او ذاك وتلك والله طامة كبرى تحيق بالمثقف اليمني الذي يدفن راْسه في الرمال او الرماد وركام الحرب الأهلية التي هزت الضمير العربي الحي واخطت ضمير المثقف اليمني الميت والمغيّب عن مشاهد الدمار في بلاده ويتكرر هذا الغياب للمثقف اليمني في العزوف عن مواكبة قضايا بلاده والاحتماء بعيدا بالخوض في قضائيا عربية وعالمية في ظاهرة اخرى طالت ايضا بعض السياسيين ممن كانت لهم صولات وجولات في ايام السلم ولكنهم اخذوا على حين غرة بالحرب الأهلية التي فجرها الحوثيون في وجه اليمن وتدخل دول التحالف لمنع الهيمنة الإيرانية على اليمن ،اخذوا على غرة فتركوا الساحة وتركوا اليمن وذهبوا الى منافي مختارة بعناية فائقة بعيدا عن النار والقتل الذي دمر المدن اليمنية وأفنى اَهلها وسكانها دون ان تذرف لهم دمعة او تعلو منهم همسة احتجاج وحتى لم نسمع اونرى منهم رسالة تعزية لأقارب الشهداء الذين يسقطون كل يوم ضحايا لآلة صالح والحوثيين الهمجية . والغريب في الامر ان هناك من يمضي في حلم القيادة والزعامة ويشيع بين من حولة من أقارب واصحاب مصالح ان الحكم وفي بعض الأحيان رئاسة اليمن الجديد سوف تؤول في اخر المطاف اليه ويمني نفسه باعتلاء عرش اليمن قناعة منه بان حكم اليمن مفصل على الخونة واصحاب الغدر والخيانات والفساد ونهب حقوق المواطنين كان اليمن لا يصلح شانها الا بقادة فاسدين شاكلة على عبد الله صالح الذي أحسن تربيتهم على تربيته السياسية المضوعة بالفساد وبلادة الشعور والاستمتاع بظالم الاخرين وهؤلاء ربما يحتاجون الى وقفة اخرى اكثر تفصيلا. - [ ]