هروب هادي ورجاله من الانكسار الاممي المؤلم والاتجاه نحو صنعاء ، و إعلان اقتراب لحظة إسقاطهم لصنعاء عسكريا له تبعات كارثية ، معركة صنعاء هل هي معركة إنهاء الرمق الأخير لهادي ورجاله وعلو شوكة الشر ، أم أنها الفوضى والدم أللا متوقف ، صعوبة النصر على صنعاء تقرره عوامل كثيرة و متشابكة و أكثر تعقيدا تجعل بدلا من إسقاطها سقوط القادمين إليها في مصيدتها التي لا ترحم ، والتاريخ يشهد على ذلك ، والاهم و الأدهى و أكثر مرارة هو حكمها بعد إسقاطها و إخضاع قبائلها وسادتها ومشائخها والزيود نحو الاستسلام والخنوع للقادم والحكام الجدد ، و يا ترى من هم هؤلاء الحكام الجدد ؟ إن هذا الفعل سيفضي إلى هلاك القادمون إلى صنعاء وبلا ريب سواء في معركتهم الأولى أو بعد الفتح . صنعاء لا ترى اليوم في القادمون نحوها والمحملين بالحديد والنار برا أو من الجو إلا وأنهم مرتزقة و احتلا ليون ، وسيكون تعاضد مقاتليها أكثر قوه في تشابكهم وتراصهم وقد هيئوا أنفسهم لذلك بل اشد من ذلك . واقع صنعاء اليوم لا يختلف عن واقع الجنوب الذي تشبع أن القادمون إليه من الشمال هم احتلاليون وقتله ونهابه فكانت هزيمة الشماليون مدوية , الجنوب كله حينها كان حاضن لكل عوامل إسقاط غزو صالح والحوثيين على أرضهم فتمت هزيمتهم وتألم عفاش من هذه الهزيمة واقر ذلك في إحدى خطاباته وقال يا للعار أيها الجنوبيين .تقتلون إخوانكم الشماليين ، وكأنه أرسل رجاله إلى الجنوب حاملين الورود وليس للقتل و تهشيم رؤوس الجنوبيين العزل نساء وأطفال وشيوخ حتى الدواب بالقنص على الرؤوس . معركة صنعاء هل هي واقع قادم لا محال من فرضه ؟! ، أم انه تكتيك لتغيير الرؤية الأممية ولجأ التحالف إلى ذلك من أجل إفشال خارطة الطريق الأممية.والتي في الأصل جاءت تتضمن تشكيل حكومة ائتلافيه يكون فيها رجال صالح والحوثيين فاعلين جنب إلى جنب مع رجال هادي ، ولن نجانب الصواب إن خارطة الطريق هذه فصلت لنصر مؤزر لصالح والحوثييين ويتم عبرها بلع الطرف الآخر ومن يدعمه بل إنها الزلزلة للإقليم كاملا . . إن ما يحدث في الأرض هو المحك وصانع الرؤى والحلول ، والطاولات تتبدل فيها الأحبار على الأوراق ، وتعدل فيها الاتفاقات ، ويمكن إلغاء السابق ووضع الجديد ، وقد وصف ذلك هادي (حوارات السراب) ، لقد صحا هادي من نومه مذعور نحو مأرب يتوعد إيران في مران برفع علم جمهوريته مرة أخرى ولم يفلح وهو في عدن وحواراته الماراثونيه من فك أسراه لدى صالح والحوثيين ، فهل اقترب من نهايته أم أن استعراضات مأرب تفشلها وتجعلها أكثر سخريه هشاشة الوضع في كل الجنوب وويلات وعذابات شعبه في مناحي الاستقرار والحياة والمعيشة والمستقبل . هذا الذعر لن يتوقف وهو نتاج والخطاء الفادح في كيفية تعامل التحالف العربي قبل و أثناء الحرب في اليمن مع خصوصيات المدن والبلدات في الجنوب والشمال ، وكيفية الولوج إلى قضاياه وتفكيكها بدهاء ، وعدم صناعة تلفيقات يرفضها الجنوب والشمال عبر تفكيكهما إلى تقسيمات لا تفضي إلا إلى حروب داخليه لا يتوقف فيها دم الشعبين ، أو أن ينعما بالاستقرار وقد بداءت بذور ذلك التقسيم تصنع أفاعيلها في الجنوب ولن يفلح ذلك . بعد النصر في الجنوب ، الجنوب اليوم يعيش حالة تصدع كبير وتشرذم اكبر واستقطابات أعظم صنعها التحالف ، والكل يرى أن الأطراف التي حاربت صالح والحوثيين تعيش حالة تربص نحو بعضها البعض ، وقيادات قاتلت بقوه أفرزتها الغيرة على الأرض والعرض والمال تستقطب من قبل الأقطاب القوية في التحالف وتستضاف وتدعم ويخطط لها ادوار قادمة بعيد عن الجنوب وتضر بتطلعات الجنوبيين قي تحقيق هدفهم ، و مقابل لذلك السعي المستمر والمتجدد نحو إحراق قيادات جنوبيه قويه فاعله ولها تاريخ ميداني وسجل كبير في مناجزة التواجد الشمالي في الجنوب . لقد أصبحت اليوم عدن والجنوب تدار امنيا وعسكريا ومدنيا بقادة غير معروفين ، و أكثر من قائد في تخصص واحد و كل له رؤيته وداعمين ، حالة الجنوب اليوم تبشر بقادم أكثر فظاعة ومن داخله ويتم طبخ ذلك بهدوء وبلا عجل ، و إفشال ذلك يتعين التعامل بدهاء من قبل عقلاء الجنوب وتفويت فرص التمزيق الجنوبي الجنوبي وإهدار الدم الجنوبي خارج استحقاقه الوطني وهو الجنوب . يرى الكثير هنا في الجنوب انه تم استغلال دماء الجنوبيين وتطلعهم نحو استعادة وطنهم بثمن بخس ، ولهدف غير هدفهم فسالت دماء طاهرة لخيرة شبابه لتصب في مسالك لا تخدم الجنوب وشعبه . وان الوضع الحقيقي والمخفي للجنوب (ارض و إنسان و ثروة ) بعد أن تحرر في الأصل هو أن الجنوب مجرد ورقه ضغط سيلعب بها التحالف العربي و سيتم تسليمه لصنعاء حال أي تسويات سياسيه أو أمنيه أو حدودية بين قادة وصناع التحالف من جهة وصنعاء ، وهذا يعد قمة الانتهازية و أللا إنسانيه ، بل انه قتل شعب كامل ، و يحكى بهذا اليوم وبصوت مرتفع في الجنوب . الجنوب يعيش حالة احتقان غير مرئية لسياسة تصنع فيه أن يكون تائه مفرغ الهدف ممزق الأطراف وبلا رأس ، وبعد إسقاط كل الحمم على صنعاء وكل بلدات الشمال لن يكون الجنوب ورقة ضغط لصناعة طمأنه فاعله وحقيقية بين التحالف العربي وصنعاء . إن الضغط الحقيقي تديره وتخطط له وبدهاء صنعاء عبر صناعة حل سياسي في حواراتها تستسيغه وتحتضنه الأمم وسيفضي ذلك في مداه القريب أو البعيد إلى صناعة شرعيه بديله و جديدة تلغي شرعية ووصاية تدخل السعودية والخليج ومن حالفها في اليمن ، واستبدال ذلك بقوه جديدة وهذه القوه جاهزة للتدخل وعلى أتم الاستعداد لذلك ، وتعد أكثر عدائيه للمنطقة وبدرجه رئيسيه للسعودية وبعض دول الخليج ، وخيوط ذلك بداءت ترتسم ، الشرعية التي فوضت فعل التحالف العربي ستأتي شرعيه يصنعها الحوثيين وصالح تلغي هذا التفويض ونطلب تدخل من نوع آخر . . الواقع أللا مستقر في الجنوب وعدم بناء ما تم هدمه وحالات العوز وانتشار الإمراض وسؤ الخدمات نعزز تماسك صنعاء وتصنع في رجالها شراسة الاستبسال وقوة القتال في الميدان ، أما الفعل السياسي والمكر يعتمد على مدى صلابة الأطراف المتحاربة ، وفي مقدمة ذلك مصالح القوى الكبرى لقد فاجاءتنا اليوم تركيا بتعديل تحالفاتها واتجاهها نحو التحالف مع أعداءها ، تركيا اليوم تصنع عبر أعداءها الذي أصبحوا اليوم أصدقاءها استقرارها المفقود على مدى خمسة أعوام ، وغدا قد تتبدل وجهة القوى الداعمة للتحالف نحو أعداءه وتعقد بينهم الصفقات وهذا مايولول به إعلام التحالف اليوم ، ولا حل إلا أن يذهب التحالف - السعودية و الإمارات - بالجنوب بعيدا عن الشمال ويعزز من لحمته ويتوقف عن تفكيكه ، وغرسه و تغذيته للصراع ألمناطقي للبلدات الجنوبية ، وان يسعى لتوحد قيادته الذي دأب على تمزيقها ويتجه نحو القوه السياسية الحقيقية التي تعبر عن نبض الشارع الجنوبي ويعزز تماهي الآخرين مع هدفها الاستراتيجي ، أي يتحتم عليه قبل أن تضع أقدام صالح والحوثيين قوتها وثقلها على الجنوب والشمال أن يصنع من الجنوب المصيدة الكبرى والاستنزاف الأكبر لصناع الشرور و الألم للشعبين في الشمال والجنوب قبل فوات الأوان فالقادم من صنعاء لن يكون إلا أدهى و أمر