" شكرا سلمان " تمتم بها الجنوبيين ورفعت بها أصوات ، وهذه الكلمات تحركت لها الشفاه ونطقت منطلقة من أعماق القلوب فرحة بانكسار غزو همجي جبان قادم من الشمال نحو الجنوب ، وهدفه قد كتب وعبر أيدي الغزاة على جدران منازلنا ( الموت للجنوب ) ؛ انه غزو ممتد منذ سنيين عجاف ويزيد عن عقدين ، و با أفعالهم العدوانية ترسخ في العقول إن القادم من الشمال نحو الجنوب لا يخرج عن مشاريع ( القتل والنهب والدمار) ، وهم أبعد من النبل و القيم الإنسانية السوية ، والجنوب قد حباه الله بشعب حر وحي ، وهذه الكلمتان أسست طود ممانعة و أسقطت مشاريع هضمه وتحلله و إنهاءه ، وعبر مسالك الظلم والغي الذي خطط لها و سلكها الشمال في ارض الجنوب نرى اليوم انه أي الشمال يسير في مسالك الاقتتال وسيتجرع التفكك إن لم يكن التحلل والانتهاء ، والملاحظ إن شرعية هادي أسست لشرعية التدخل والحماية الخارجية . وهذه الشرعية صنعت بوفاق شمالي جامع ومنقطع النضير و جاءت عقب ثورة فبراير المزعومة (ثورة الفار حميد الأحمر ) ، والتي انطلقت من قاعدة ثابتة وركيزة أساسيه تحمل بذور التغيير لضرب التشطير ! ، نعم خطط الشماليون لضرب قضية الجنوب واجتمعت قلوبهم الشتى بنبض متناسق نحو الجنوب وشعبه ، وصفق الشماليون لهادي المصنوع من قبلهم على عجل ليصبح لهم الكابوس والهم و الألم . وهذا الرجل الضعيف والظل والصامت ولسنين أصبح اليوم هو الأقوى ومن حوله ناكصي الرؤوس ، من هنا يتبين انه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وحتى توضع النقاط على الحروف وذلك في مدى طردية العلاقة بين شرعية هادي والأفق السعودي المحدد للطموح ، يجب علينا أولا إيضاح أن لا عداء لنا معهم (السعودية ) بل هم إخوة أعزاء أفاضل إلا في ممارسة الوصاية تجاهنا كجنوبيين أو أن علينا ا أن نرى الذي يرونه هم وعلى أرضنا ووطنا ويعملون إثر ذلك على تمزيقنا شرق تمزيق . وليس ببعيد أن سياسة السعودية في اليمن خصوصا الشمال أوصلتها إلى حالة من الضعف وهشاشة ألقبضه إن لم تكن أصيبت بمقتل ، وأصبحت الشيطان الأكبر في قاموس الكثير والأقوياء هناك ، وصناعة شرعية هادي جاءت في احد أهدافها لتقييد الجنوب وإضعافه وضرب مشروعه التحرري من ألقبضه الشمالية وقد أعلن هادي صراحة و بتلقائية أين يقع الجنوب وشعبه في قاع فكره وأدائه كقيمة استنطقها إثناء مكالمته الهاتفية مع مهندس الأقاليم وحامل مسودة الشر والاقتتال وهي مسودة الدستور و تفكيكك الجنوب كجنوب والشمال كشمال ( بن مبارك ) . شرعية هادي استعادت للسعودية موطئ لتحركها الذي انتهى في الشمال اليمني وضربت هيمنتها بمقتل وتوقف تدخلها حد التجمد ، و أضحت خارج الأسوار ، شرعية هادي أسست للسعودية ارض الجنوب حتى تتحرك عليها وتفرض رؤاها وتطلعاتها والعمل منها و عليها بشقين تصفية الخصوم وصناعة دائرة اكبر من الأدوات ذو الولاء الفج والمستعبد على سجاجيد ريالاتها لصناعة واقع جديد كان عصي عليها في الجنوب منذ القدم والى اقرب الأوقات وكذلك في الشمال ولكن شمال ما بعد صالح ومحسن وأولاد الأحمر والمشايخ والأحزاب والتي كانت تتحرك سابقا في مسارات الطاعة والتنفيذ . الجنوب أضحى اليوم بين شرعيه هادي والتي لم يكن له – الجنوب - فيها يد أو طبل ورقص والطموح السعودي في " تامين أمنها " فأصبح الجنوب بين مكر شرعية هادي وصناعة السعودية لأمنها والذي سيؤل الأمر في المنتهى إلى الاصطدام بينهما وشعب الجنوب كنتاج وان سار‘ نحو دعم تفكيك الثابت ( الجنوب كجنوب والشمال كشمال ) و إلصاق المختلف المتنافر (الجنوب والشمال ) ومهما ابدعو في رسم الأحلام وتفننوا في أن القادم سيكون اسعد وهم وبمخرجاتهم لم يؤسسون إلا الألم والحرب ، وقد تجلت عظمة شعب الجنوب في انه شعب ارق قلب والين فؤاد وأكثر رحمه واخلص للسعودية ودول الخليج حيث تحرك جندهم و إفرادهم بحرية وأمان وقد حلو أعزاء أكارم على أرض وكأنها أرضهم ، ونتحدى أن يجد السعوديين والإماراتيون في الشمال ما وجدوه في الجنوب وسيكون حليفهم اسؤ من رجال مصر في ستينات الثورة حتى في البقاع الأكثر مضلومية ستجدهم أكثر غدرا بل سيجدون ما هو اسواء واشد وأمر ، وحتى لا تنسى أو تتناسى أي ذاكرة أن الجنوب له حق السبق في نضالا ته الشريفة وقد عمل ومنذ وقت مضى في إسقاط الطاغية اليمني المخلوع عفاش سياسيا من على ارض الجنوب فلم يستطع هذا الطاغية بجبروته وماله وأدواته وقوته أن يفرض أي استحقاق أو القبول السياسي به للحكم حيث لم يستطع أن يقيم الانتخابات على مستوى البرلمان أو الانتخابات المحلية بشقيها المديريات او المحافظات فرفض شعب الجنوب أي قيد أو تسجيل ورفض صناديق الاقتراع أن تدخل القرى أو المدن لتتجلى ألصوره وبوضوح أمام العالم أن الأرض بداءت تتشقق من تحت صالح ، "أي أن صالح لم يستطع أن يدخل صندوق اقتراع في شبر من ارض الجنوب " ،. وحتى يستفاد مما هو مخزون في الذاكرة وحتى لا تتشقق الأرض من تحت أقدام الصالحيون الجدد نهمس في أذانهم إن السياج الآمن والأشد قوه وضراوة للجنوب هو شعبه الذي سيرفض ويقاوم ويناجز مشاريع الذوبان للأرض والهوية من أي جهة مهما عظمت وتفننت في تأسيس الفتن على مستوى خارطة الجنوب باستقدامها سابقا الكثير من اللذين تكدسوا لديها منذ قدم في الزمان وزرعهم اليوم في محافظات جنوبيه بعينها وعبرهم سيتم صناعة فوضى خلاقه وحددت لهم نوع المشروع وهدفه وأدواته وتوقيت فعله سواء أكانت هذه المشاريع تفكيكه للجنوب أو تصب في إضعافه وكذلك الذين استقبلتهم اليوم زرافا يتحدثون عن الجنوب وهم من خارجه وكرامتهم تداس في مناطقهم الشمالية . اليوم الجنوب مرسوم بقوه في عقول ووجدان وخلجات شعبه وأروح شهداء الجنوب تحلق في سماءنا إنهم في بيوتنا وفي الطرقات والازقه وفي الطعام إنهم في الهواء الذي نتنفسه إنهم يجرون فينا مجرى الدم ، دماء الشهداء اهتزت لها أركان كل بيت في الجنوب وارتفع الصراخ واشتد البكاء وحجم الألم عظيم وجل هذه الدماء ليحيى شعب الجنوب حر وعلى وطن محرر ، وجاحد من ينكر أن دماء شعب الجنوب لم تساهم في حماية الجنوب السعودي وبدرجه رئيسيه وبالتوازي مع مساعدة السعودية والخليج للجنوب ، وعبر استدراج قوى الشر الشمالية إلى الجنوب على غرار استدراج صدام العراق إلى الكويت ودمرت قوة صدام سابقا وكذلك صدام نفسه ، واليوم استدرج صالح والحوثيين إلى الجنوب ودمرت قوتهما وخطورتهما وللجنوب الفضل الأكبر بعد الله . وإذا لاح في الأفق السعودي بصيص ضوء لتذويب الجنوب أو تفكيكه في أي حل سياسي قادم وبرعاية سعوديه وخليجيه فأن ثورة عارمة ستتفجر مشتعلة ليس ضد الشمال والذي أصبح ضعيفا منكفاء على نفسه يتودد في الجنوب البقاء ومتوسلا للجوار الرحمة والوفاء ، الثورة الجنوبية القادمة ستتجه نحو من يصنع الألم للجنوب وشعبه وكما خسرت السعودية تواجدها ونفوذها والى وقت طويل قادم في الشمال كما اسلفنا سابقا فانهاستتجه إلى نفس المآل في ارض الجنوب ، مهما خططت للبقاء فيه وقت أطول للأعمار والبناء والذي لا مفر منه والى جانب الأعمار تعمل لنفسها تعمير وصناعه أدوات مخلصة وجديدة تحل محل من انتهى وهم كثيرون من أدواتها وكذلك تصنع قاعدة انطلاق تتأسس وعبرها رسم ( أمنها وفق وأي وسائل تؤسس للوصول لغايتها ) ، وفي الأخير سيكون الخسران من الجنوب وستكون عندها الصدمة بعد أن كان الجنوب الفرج لجنوب السعودية والرحمة .