من صافرة الحكم المجري فيكتور كاساي ستنطلق مسرحية كروية ملتهبة اليوم على ملعب ''ويمبلي'' في لندن، ينتظرها الملايين من عشاق اللعبة في مختلف أنحاء العالم، بين فريقي برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي، في نهائي دوري أبطال أوروبا. ستجمع المواجهة بين فريقين سطع نجمهما محليا وقاريا هذا الموسم، إذ نجح برشلونة في التفوق في الدوري الإسباني على غريمه التقليدي ريال مدريد، محرزا لقب ''الليغا'' للموسم الثالث على التوالي، في حين أحرز يونايتد لقب ال''برميير ليغ'' للمرة ال 19 في تاريخه لينفرد بالرقم القياسي الذي كان يتقاسمه مع ليفربول.
وسيعود برشلونة إلى الملعب الذي توج فيه بلقبه الأول في المسابقة الأوروبية العريقة عام 1992 (على حساب سمبدوريا الإيطالي) لكن بحلته الجديدة، والأمر ذاته ينطبق على مانشستر الذي أحرز لقبه الأول في المسابقة على هذا الملعب أيضا عام 1968 (على حساب بنفيكا البرتغالي).
يملك يونايتد أفضلية نسبية كونه يخوض المباراة في بلاده، علما بأنه في المباريات النهائية الخمس التي أقيمت على ملعب ويمبلي القديم، فازت الأندية الإنجليزية مرتين، مع يونايتد عام 1968 وليفربول عام 1978 على حساب بروج البلجيكي 1/0. وستكون الانظار شاخصة نحو العبقري الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم عامي 2009 و2010، وصاحب الهدف الثاني لبرشلونة منذ عامين في روما، الذي يعتبر من أنقى المواهب التي أنجبتها ملاعب كرة القدم في التاريخ، وهو يتصدر ترتيب هدافي المسابقة حاليا مع 11 هدفا، وبحاجة لهدف واحد كي يعادل رقم الهولندي رود فان نيستلروي (12 هدفا).
وسيكون ميسي أمام مهمة تخطي حائط مانشستر الدفاعي المكون من الصربي نيمانيا فيديتش وريو فرديناند، لكن الأرجنتيني يملك العدة اللازمة للتفوق على أعتى المدافعين في العالم.
وسيتولى المدافع الدولي جيرار بيكيه (24 عاما) حماية المنطقة الخلفية لبرشلونة بعد أن لعب في صفوف مانشستر يونايتد عندما كان في السابعة عشرة من عمره، لكنه نجح منذ عودته إلى برشلونة عام 2008 في فرض نفسه من الركائز الأساسية للنادي الكاتالوني والمنتخب الإسباني الذي توج صيف 2010 بلقبه المونديالي الأول.
يبرز في خط الدفاع الكاتالوني أيضا البرازيلي داني الفيش و''الأسد'' كارليس بويول والحارس فيكتور فالديس، علما بأن الأخيرين كانا أساسيين في نهائي 2006 أمام آرسنال. من جهة يونايتد، سيكون الاعتماد هجوميا على الدولي واين روني والمكسيكي الواعد خافيير هرنانديز ''تشيتشاريتو'' الذي كانت بصماته واضحة في ختام الدوري الإنجليزي.
وسيسدل الحارس الهولندي العملاق (40 عاما) الستار على مسيرة كروية بدأت قبل 20 عاما، وهو يمني النفس ب ''إحساس رائع أخير'' من خلال رفع الكأس الأوروبية المرموقة للمرة الثالثة في مشواره والثانية مع ''الشياطين الحمر'' بعد 2008 عندما تغلب الأخير على مواطنه تشيلسي بفضل فان در سار الذي صد الركلة الترجيحية الحاسمة. وسيخوض فان در سار النهائي الخامس له في المسابقة الأوروبية الأم بعد أن توج باللقب عام 1995 مع أياكس أمستردام على حساب ميلان الإيطالي ثم خسر في الموسم التالي أمام يوفنتوس الإيطالي قبل أن يبلغ نهائي 2008 و2009 وهذه المرة مع مانشستر يونايتد فتوج بلقبه الثاني على حساب تشيلسي، قبل أن يخسر أمام برشلونة بالذات.
وتمحورت تصريحات لاعبي الفريقين حول قدرة برشلونة على ممارسة هوايته المعهودة بتمرير الكرة باستمرار والاستحواذ عليها بين لاعبي وسطه شافي وأندريس أينييستا، والطريقة التي سيواجهه فيها يونايتد. مانشستر يونايتد وبرشلونة... ثأر أم «هيمنة»؟ يجدد عشاق الساحرة المستديرة الموعد مع المتعة والاستعراض والكرة الجميلة عندما يلتقي قطبا الكرة الأوروبية مانشستر يونايتد وبرشلونة على ميدان ويمبلي في «نهائي الأحلام» لدوري أبطال أوروبا، المسابقة الأكثر شعبية في العالم بعد المونديال في واحدة من اللحظات التاريخية للعبة الشعبية بالعالم. ومن المتوقّع أن تذيع نحو 113 شركة إعلامية، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، المباراة في 200 بلد ليتمكن نحو 300 مليون شخص من مشاهدتها و160 مليون شخص من الاستماع إليها، فيما كان نهائي 2009 بين المان يونايتد والبارسا شاهده 109 ملايين حول العالم، بينما كان عدد من استمع للمباراة 145.1 مليون. وتوّج الفريق «الكاتالوني» بلقب المسابقة الأوروبية ثلاث مرات، وهو عدد مرات تتويج «الشياطين الحمر»، وسبق أن التقى الفريقان في ثلاث مناسبات عادت الأهم فيها للنادي الإسباني بتتويجه بنهائي روما 2009. ويقف عاملا الأرض والجمهور إلى جانب «الشياطين الحمر»، إذ تبدو المباراة فرصة مواتية لهم للثأر من منافسهم لخسارتهم منه نهائي روما بثنائيتي الكاميروني صامويل إيتو (إنتر ميلان) والأرجنتيني ليونيل ميسي، ما أفقدهم توازنهم وفشلوا بالعودة بالنتيجة بحسب تعبير مدربهم السير اليكس فيرغسون. ويؤكد «الشياطين الحمر» أن «الفريق قادر على تخطي البرشا وخطف اللقب منه، معتبرين أن «الفريق تغيّر وبات يمتلك خبرة أوفر مقارنة بنهائي 2009، وذلك على رغم ذهاب لاعبين بارزين هما رونالدو وتيفيز، وإقرار السير فيرغسون أن «برشلونة تحسّن بمرور الوقت وبات الأفضل في العالم». وخلال تلك المواجهات حقق ميسي الفوز في مباراتين، والتعادل في أربع، والخسارة في اثنتين. وعشية المباراة المهمة، امتدت حالة الشد والجذب بين جماهير الناديين الأكبر في العالم إلى ساحات التكنولوجيا الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الوسيلة الأفضل للتشجيع وتثبيط العزائم أيضاً. وتؤكد الإحصاءات أن الفريق الكاتالوني هو النادي الرياضي الأول حول العالم من ناحية الجماهيرية في «الفيسبوك» بعدد المشجعين والصفحات في هذا الموقع العالمي. فبينما ارتفع عدد صفحات البرشا إلى 95 صفحة في العالم يستعملها أكثر من 15 مليون مشجع، حلّ اليونايتد ثانياً ب 64 صفحة يستعملها أكثر من 14 مليون مشجع. كما يتنافس لاعبو الفريقين في «التغريد» عبر موقع «تويتر»، إذ تؤكد الأرقام أن معظم لاعبي «البرشا» يمتلكون حسابات في «تويتر»، بينهم كارليس بويول واندرياس انييستا وجيرارد بيكيه وفيكتور فالديز وادريانو وداني الفيس وتياغو الكانترا، وكذلك رئيس النادي ساندرو روسيل. أما في اليونايتد فنجد واين روني ومايكل اوين وجاري نيفيل وكريس سمالينغ وناني وانطونيو فالنسيا وريو فرديناند.